توحش التضخم سيزيد تشديد "الاحتياطي الفيدرالي"

شخص يتسوق البقالة في سوق لينكولن، حي بروسبكت ليفرتس غارد، في بروكلين، مدينة نيويورك، الولايات المتحدة
شخص يتسوق البقالة في سوق لينكولن، حي بروسبكت ليفرتس غارد، في بروكلين، مدينة نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتوقع المستثمرون أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بحدّة أكثر، إذ واصلت صدمة التضخم الأميركي الضغط بقوة على الأسعار المرتفعة بالفعل، أدى هذا الوضع إلى صعود عوائد سندات الخزانة وزيادة قوة الدولار.

بعد أن أصبح رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بـ50 نقطة أساس أمراً مسلماً به، ينتظر المشاركون في السوق رؤية البنك المُحدَّثة للاقتصاد الأميركي والتضخم وأسعار الفائدة. ويرى المتداولون أن الاحتياطي الفيدرالي قد يرفع معدلات الفائدة في يوليو بـ75 نقطة أساس بنسبة 50%، وأصبح بنك "باركليز" أول مصرف كبير يتوقع مثل هذه الخطوة هذا الأسبوع.

في غضون ذلك، قفزت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى أعلى مستوياتها في 15 عاماً عند 3.19%، وأضافت السندات لأجل 10 أعوام نحو 4 نقاط أساس لتصل إلى 3.20%. كشفت بيانات، يوم الجمعة، أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة تجاوزت حتى أعلى تقديرات الاقتصاديين في استطلاع "بلومبرغ".

سندات الخزانة تتحدى "الفيدرالي" بزيادة الفائدة أو الهزيمة أمام التضخم

وضع استثنائي

قال وينسو فوون، رئيس أبحاث الدخل الثابت لدى "ماي بنك سيكيوريتيز" (Maybank Securities) في سنغافورة: "انعكست توقعات التضخم التي بلغت ذروتها على إعلان مؤشر أسعار المستهلكين يوم الجمعة الماضي، كما أن حقيقة عدم تراجع ضغوط الأسعار واستمرار تسارعها أعادت ضبط وضع السوق... لا يمكن استبعاد رفع الفائدة بـ75 نقطة أساس في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا الأسبوع، لتزايد الحاجة الملحة إلى السيطرة على ضغوط الأسعار.. هذا الوضع الاستثنائي سيتطلب إجراءات فريدة كذلك".

معدل التضخم في أميركا يسجّل قمة جديدة هي الأعلى منذ 40 عاماً

انتقلت أصداء مبيعات سندات الخزانة المتفاقمة إلى الأسواق الآسيوية، ليتخطى عائد السندات اليابانية لأجل 10 أعوام سقف 0.25% الذي يتحمله البنك المركزي في البلاد. كما تخطت عوائد الأوراق المالية ذات الآجال المماثلة في نيوزيلندا مستوى 4% للمرة الأولى منذ عام 2014.

تُعطي سندات الخزانة الاحتياطي الفيدرالي إشارات قاتمة، مفادها أن جهوده لمواكبة التضخم ستزيد التبعات على الاقتصاد الأميركي. كما تأتي هذه الإشارة على شكل تقلص الفوارق بين العوائد قصيرة وطويلة الأجل، بما يتضمنه من انعكاس لمنحنى العائد بين الأوراق المالية لأجل 5 أعوام و30 عاماً.

قدرة "الفيدرالي" على الموازنة بين احتواء التضخم والنمو تجنب اقتصاد أميركا الركود

قفز الدولار كذلك مقابل كل نظرائه، يوم الاثنين، نتيجة لصعود العوائد واندفاع المستثمرين لشراء الملاذ الآمن.

يترقب الجميع بيان الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع والمؤتمر الصحفي الذي سيعقده رئيسه جيروم باول بعد انتهاء الاجتماع، إذ سيُعتبر تحديد المسؤولين عن وضع السياسات النقدية ووصفهم للتضخم وتوقعاتهم طويلة الأجل لمستهدف سعر فائدة التمويل لدى الاحتياطي الفيدرالي -المعروف بالمخطط البياني النقطي- أمراً بالغ الأهمية.

بينما أجّل باول رفع الفائدة 75 نقطة أساس في اجتماع مايو، بعدما قال زميله جيمس بولارد بالاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس إن ذلك قد يجري بحثه، لم يستبعد رئيس الاحتياطي الفيدرالي أي احتمال بشكل دائم، ولكنه شدّد على الحاجة إلى أن تكون السياسات فطنة.

إلى ذلك، جاء توقيت رهانات صناديق التحوط على السندات دقيقاً إلى حدٍّ ما، إذ تحولوا إلى التشاؤم حيال كل العقود الآجلة على سندات الخزانة التي تتبعها "بلومبرغ"، قبل تسبب صدمة التضخم في تراجع أسواق الديون. انقلبت سلباً صافي مراكز الأموال ذات الرافعة المالية على عقود سندات الخزانة لأجل عامين، الأسبوع الماضي، مثلما حدث مع العقود القياسية خلال الأسبوع السابق، حسب أحدث بيانات لجنة تداول السلع الآجلة.

عائدات السندات الحكومية