روسيا تُصعّد حرب الطاقة مع أوروبا بالمزيد من خفض الإمدادات

شعار شركة غازبروم الروسية
شعار شركة غازبروم الروسية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كثّفت روسيا من استخدام الطاقة باعتبارها سلاحاً من خلال خفض شحنات الغاز الطبيعي عبر أكبر خطوط أنابيب لها إلى أوروبا، وهي خطوة قالت ألمانيا إنها ذات دوافع سياسية.

تعمل شركة "غازبروم" (Gazprom PJSC) على كبح إمدادات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم" إلى ألمانيا بنسبة 60%، ما يزيد عن التخفيض المعلن أمس الثلاثاء.

يضاف التقليص إلى انخفاض بنسبة 15% في التدفقات إلى إيطاليا، ما يضع مزيداً من الضغط على أسواق الطاقة الأوروبية التي تشهد توترات بالفعل، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز بنسبة تصل إلى 24 %.

اقرأ أيضاً: روسيا تتوقع قفزة كبيرة في أرباحها من الطاقة رغم العقوبات

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إن روسيا تحاول زعزعة الأسواق ورفع أسعار الغاز. وجددت القيود التوترات مع موسكو، والتي هدأت بعد أن وجدت عدة دول أوروبية طرقاً لدفع ثمن الغاز بالروبل، تلبية لمطلب الرئيس فلاديمير بوتين.

أشار تييري بروس، محلل شؤون الطاقة السابق، والأستاذ في معهد باريس للدراسات السياسية إلى أنه: "يتعين على شركات الاتحاد الأوروبي التي قبلت تعديل العقد لمواصلة تلقي الغاز أن تدرك الآن أن الإملاءات السياسية يمكن أن تصدر في أي وقت من الكرملين.. الصناعة يجب أن تستعد لتوقف تدفق الغاز الروسي".

أوقفت "غازبروم" توربيناً ثالثاً مهمّاً لتشغيل "نورد ستريم"، حيث قيدت الإمدادات عبر خط الأنابيب إلى 67 مليون متر مكعب يومياً اعتباراً من غد الخميس.

يأتي القرار بعد يوم من إعلان شركة الغاز الروسية العملاقة أنها تواجه مشكلات فنية في توربينين اثنين من إنتاج شركة "سيمنز إنرجي" (Siemens Energy)، يمكنهما أن يحدا طاقتها إلى 100 مليون متر مكعب يومياً.

رفض "هابيك" الزعم بأن المشكلات الفنية هي السبب الرئيسي لتخفيض الإمدادات، في حين قال أوليفر كريشر، نائب وزير الاقتصاد الألماني، إن القيود الروسية يمكن ربطها بحزمة إنقاذ بقيمة 10 مليارات يورو (10.4 مليار دولار) قدمتها ألمانيا لوحدة غازبروم السابقة الخاضعة لسيطرة الجهة المسؤولة عن تنظيم شؤون الطاقة في البلاد منذ أبريل.

اقرأ أيضاً: ألمانيا تصادر وحدة تابعة لــ"غازبروم" الروسية لتأمين إمدادات الغاز

قال "كريشر" أمام لجنة حماية المناخ والطاقة في البرلمان الألماني، اليوم الأربعاء: "لا يمكن استبعاد وجود علاقة بين المشكلتين، إحداهما يمكن أن تكون بمثابة رد فعل على الأخرى".

كما قيدت روسيا الإمدادات لإيطاليا، وهي دولة أخرى وافقت على دفع ثمن الغاز بموجب شروط الدفع الجديدة التي فرضها الكرملين. قالت شركة الطاقة الإيطالية العملاقة "إيني" (Eni SpA)، اليوم، إن "غازبروم" أبلغتها بأنها ستقلص الإمدادات بنحو 15%. ولم تقدم الشركة، ومقرها سان بطرسبرغ، سبباً لخفض الإمدادات إلى إيطاليا.

غضب إيطالي

بحسب تيم بارتريدج، رئيس تجارة الطاقة في "دي بي غروب" (DB Group Europe) فإنه "يمكن لإيطاليا أن تشعر بالضيق حقاً من تلقي تدفقات مخفضة باعتبارها واحدة من (الحلفاء الودودين)، إذ تدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، ولا تقع مباشرة على خط أنابيب نورد ستريم".

اقرأ أيضاً: إيطاليا توقع اتفاق شراء غاز من أنغولا للاستغناء عن روسيا

تزامن خفض الإمدادات الروسية من الغاز مع تراجع قدرة الولايات المتحدة على شحن الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، بعد أن تضررت محطة تصدير رئيسية في تكساس بسبب حريق.

ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية القياسية المتداولة في هولندا بمقدار 120.50 يورو للميغاوات/ ساعة، وهو أعلى مستوى منذ أبريل.

قال زونغتشيانغ لو، المحلل لدى شركة الاستشارات النرويجية "ريستاد إنرجي" (Rystad Energy) "إن الانقطاعات الكبيرة للغاز في شرق وغرب أوروبا بمثابة تذكير بهشاشة البنية التحتية المادية التي تدعم سوق الغاز العالمية".