"أوبك+" أنجز مهمته لكن لا تتوقعوا اختفاءه

أعادت الدول المنتجة كل ما أوقفت ضخه في عام 2020، على الورق على الأقل، لكنها ليست بحاجة إلى ترك التحالف.

لافتة منظمة "أوبك" معلقة خارج الأمانة العامة قبل انعقاد الاجتماع رقم 176 للدول الأعضاء في فيينا بالنمسا، يوم الأحد، 30 يونيو 2019
لافتة منظمة "أوبك" معلقة خارج الأمانة العامة قبل انعقاد الاجتماع رقم 176 للدول الأعضاء في فيينا بالنمسا، يوم الأحد، 30 يونيو 2019 المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أنجز تحالف "أوبك+" للدول المنتجة للنفط مهمته في استعادة كل النفط الذي سحبه من السوق أثناء ذروة جائحة كوفيد-19، وذلك على الورق على الأقل. لكن لا تتوقعوا اختفاءه بعد.

عقد التحالف المكون من 23 دولة مصدرة للنفط اجتماعاً افتراضياً يوم الخميس - حسناً، ممثلو الدول الذين تمكنوا من تسجيل الدخول فعلوا ذلك، حيث يبدو أن بعضهم لم يتمكن من الانضمام إلى المكالمة - ووافقوا على أن يعيدوا في شهر أغسطس إضافة الشريحة الأخيرة التي تبلغ 9.7 مليون برميل يومياً من الإمدادات التي اتفقوا على خفضها من السوق في أبريل 2020.

هذا كل شيء. تم إنجاز المهمة.

"أوبك+" يصادق على خطة زيادة النفط في أغسطس بواقع 648 ألف برميل

أخذ الاجتماع نفس نمط الاجتماعات السابقة في الآونة الأخيرة والمعروفة بإيجازها فقط. وإذا كنتم تظنون أن الوزراء قد يخصصون دقيقة واحدة للقلق بشأن تأرجح العالم على حافة الركود مع ارتفاع أسعار الوقود في العديد من البلدان المستهلكة إلى مستويات عالية جديدة، فأنتم مخطئون.

أما النتيجة - وهي رفع حد الإنتاج المجمع للدول الأعضاء العشرين التي لديها مستهدف إنتاجي بمقدار 648 ألف برميل يومياً – فقد كانت هناك إشارات عديدة إليها منذ الاجتماع السابق في أوائل يونيو. أما حقيقة غياب أي أمل لدى دول التحالف في إضافة هذه الزيادة الكبيرة في الإمدادات، فيبدو أنها لا تعنيها.

وفي الواقع، فإن الإنتاج الفعلي للمجموعة بعيد حتى الآن عن هدفها، أي أن أي تغيير نظري لهذا الهدف لا صلة له بالموضوع على الإطلاق. حيث كان الإنتاج المجمع لتلك الدول العشرين - مُنحت إيران وليبيا وفنزويلا إعفاءات من تخفيضات الإنتاج بسبب ظروفها الخاصة - يقل بما يتجاوز 2.6 مليون برميل يومياً عن هدفها في مايو، وفقاً لبيانات منظمة "أوبك".

لم يتمكن التحالف من ضخ كمية من النفط بالقدر الذي وعد به منذ أكثر من عام، وهو يخفق في الوفاء بالكمية المعلنة كل شهر تقريباً. وكان للعقوبات وتجاهل بعض المشترين الأوروبيين للخام الروسي تأثير على إنتاج روسيا من النفط، الذي انخفض بأكثر من 800 ألف برميل يومياً في مايو، مقارنة بشهر فبراير.

إنتاج "أوبك+" من النفط أقل بنصف مليار برميل من السقف المتفق عليه

غير أن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي لا تستطيع ضخ الكمية المسموح بها. حيث إن اثنتين فقط من الدول أعضاء تحالف "أوبك+" حققتا أو تجاوزتا أهدافهما الإنتاجية في مايو. أما نيجيريا وأنغولا، أكبر دولتين إنتاجاً للنفط في أفريقيا، فلم تتمكنا من استخراج أكثر من ثلاثة أرباع النفط الخام المسموح به لهما فقط.

إذن ما هو مستقبل التحالف الآن بعد أن استعاد نظرياً كل الإنتاج الذي أوقفه سابقاً؟

لا تتوقعوا للتحالف أن ينحل ويختفي. فعلى الرغم من عدم ارتباطه بالإمدادات الفعلية، يبدو أنه حتى الدول المنتجة للنفط من خارج "أوبك"، مثل روسيا وكازاخستان والمكسيك وماليزيا، ستظل باقية فيه على المدى الطويل.

ولمَ لا؟ فالعضوية لا تكلفها أي شيء، على عكس نظيراتها في منظمة "أوبك". وكما قال لي أحد المندوبين قبل عدة أشهر عندما سألته عن الفائدة التي رآها في عضوية تحالف "أوبك+"، فإن الوصول إلى محللي "أوبك" يشبه الحصول على استشارات مجانية. أضف إلى ذلك حقيقة أن العضوية تمنح مقعداً على الطاولة مع بعض أكبر مصدري النفط في العالم، فضلاً عن صوت، حتى لو كان صغيراً، في تحديد سياسة الإنتاج.

ومع قيام تلك الدول من خارج "أوبك" بضخ النفط وفقاً لطاقتها الإنتاجية، فإن الأهداف المعلنة لا تشكل قيداً على الإنتاج.

روسيا تبسط عضلاتها في سوق النفط الهندية على حساب عمالقة "أوبك"

سيطلب الرئيس جو بايدن من دول الخليج العربي فتح الصنابير على نطاق أوسع عندما يزور المنطقة في وقت لاحق من هذا الشهر، لكن هذا قد لا يعني بقية المجموعة، لأن صنابيرها مفتوحة بالفعل على أوسع نطاق.

الرئيس الأميركي يزور السعودية منتصف يوليو

لذلك، ففي الوقت الحالي ستستمر الأمور على حالها. وقد لا تكون هناك فائدة تذكر في اجتماع الوزراء كل شهر بعد أن يُحدّدوا خطوتهم التالية في أوائل أغسطس، ولكن ربما لم يكن هناك جدوى من اجتماعهم طوال العام.