"كناوف" تشتري "شيودا بوت" للحوائط في صفقة استحواذ نادرة باليابان

منشأة إنتاج تابعة لـ"كناوف"
منشأة إنتاج تابعة لـ"كناوف" المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ينبغي ألا يكون عرض الاستحواذ على الشركة المصنعة للحوائط الجافة المدرجة في البورصة حدثاً تاريخياً وفق كل المقاييس. ومع ذلك، فإن نجاح استحواذ شركة "كناوف إنترناشونال جي إم بي إتش" (Knauf International GmbH) على شركة "شيودا يوت" (Chiyoda Ute) قد يقدم بعض الدروس حول كيفية إبرام مثل هذه الصفقات في بلد معروف بكونه معادياً لعمليات الاستحواذ غير المرغوب فيها.

بعد الاستحواذ المطرد على 93% من الشركة، تمكنت "كناوف"، وهي شركة محدودة الملاك، من إبعاد المساهمين المتبقين، وقريباً سيصبح لديها السيطرة الكاملة على ثاني أكبر شركة مُصنّعة للجدران في اليابان يتم استخدامها داخل المنازل والمكاتب.

سر النجاح

ما السر وراء نجاح الصفقة؟ إنها المحادثات التي استغرقت سبع سنوات، مع التحلي بالكثير من الصبر، وفقاً لـفريدريك كناوف، العضو المنتدب لشركة "شيودا يوت" والذي أدار عملية الاستحواذ.

قال "كناوف" البالغ من العمر 47 سنة، في مقابلة: "شعرنا بالثقة من أن عروض الاستحواذ سوف تنجح من خلال بناء ما يمكن أن أسميه" القوة الناعمة "، لجعل الناس يفهمون نواياك".

أضاف: "كوني عضواً في عائلة كناوف فقد منحني ذلك الكثير من المصداقية. فهذا يعني لشركاء الأعمال اليابانيين أنك تعمل على المدى الطويل، وأنك لا تقدم وعوداً لا تساوي شيئاً".

أحال ممثل عن "شيودا يوتي" جميع الاستفسارات إلى وثيقة الاستحواذ.

اقرأ أيضاً: "بايجوز" تعرض الاستحواذ على "2 يو" الأميركية بأكثر من مليار دولار

السوق العالمية

تعد "كناوف" واحدة من أكبر الشركات الموردة في صناعة الحوائط الجافة عالمياً، وهي سوق من المتوقع أن تصل إلى 31 مليار دولار بحلول عام 2028. ونظرا لكونها جزءاً من "ميتلشتاند"، وهو اسم يطلق على الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم التي يُنظر إليها باعتبارها العمود الفقري للاقتصاد الألماني، كانت "كناوف" تبحث عن فرص للتوسع دولياً.

قال "كناوف" إن: "اليابان هي ثالث أكبر سوق للحوائط الجافة في العالم"، مضيفاً أن "أي شركة عالمية يجب أن يكون لديها الطموح" لتصريف المبيعات في اليابان.

تابع: "هذا يعني أنك بحاجة إلى إيجاد طريقة للاستثمار في اليابان. كانت عروض الاستحواذ، بالنسبة لنا، أفضل طريقة لحل هذه المشكلة".

تاريخ الاستحواذ

في ظل النتائج المتباينة، هناك تاريخ طويل لعمليات الاستحواذ على شركات باليابان.

في البداية كان رجل النفط في تكساس، تي بون بيكنز، الذي وضع نصب عينيه في عام 1989، الاستحواذ على موردة قطع غيارات السيارات "كويتو مانوفاكتشورينغ" (Koito Manufacturing Co)، لكنه تراجع بعد فشله في الحصول على مقعد بمجلس الإدارة.

اقرأ أيضاً: عودة شركات اليابان للوطن بعد هبوط الين وفوضى سلاسل التوريد

أقرت "شارب كورب" (Sharp Corp) استحواذ مجموعة "فوكسكون تكنولوجي" عليها (Foxconn Technology Group) في عام 2016 بعد سنوات من الخسائر المتراكمة، على الرغم من أن الشركة المصنعة للإلكترونيات لا تزال مدرجة في البورصة.

تخوض شركة "توشيبا كورب" (Toshiba Corp) معركة محتدمة مع المستثمرين الذين سيقررون ما إذا كانت ستصبح شركة خاصة، وغير متداولة في البورصة.

وفي حين تميل الصفقات الأكبر إلى تصدر عناوين الصحف، فإن صفقة الاستحواذ على "شيودا يوتي" تمت بعيداً عن متابعة وسائل الإعلام.

الهدف الاستراتيجي

على الرغم من أن قيمة عرض الاستحواذ بلغت 7.7 مليار ين (56.5 مليون دولار)، إلا أن "كناوف" كانت تزيد حصتها بشكل تدريجي في "شيودا يوت" منذ عام 2006، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

أخيراً، وبمرور الوقت، دفعت "كناوف" علاوة بنحو 40% للاستحواذ، وبناء على سعر السهم الحالي، تبلغ القيمة السوقية لـ"شيودا يوت" 14 مليار ين.

قال "كناوف": "جئت إلى هنا مع طفلين صغيرين، وزوجتي اليابانية، واستأجرت مكتباً في غرفة التجارة الألمانية، دون أن أعرف متى سنحقق هدفنا الاستراتيجي".

أثناء شراء حصة في "شيودا يوت"، ذكر "كناوف" أنه عرف المزيد عن الشركة، وأمضى بعض الوقت في التعرف على العائلة المؤسسة.

في عام 2020، أصبح مديراً إدارياً لشركة تصنيع الحوائط الجافة، التي تتمتع "بتاريخ رائع كونها شركة ظلت متواجدة رغم سنوات عديدة صعبة لتوطيد دعائم الصناعة"، على حد قوله.

اقرأ أيضاً: عروض الاستحواذ ترفع تقييم "توشيبا" إلى 22 مليار دولار

والحوائط الجافة أو ألواح الجبس، هي مادة بناء شائعة، تُستخدم لتغطية هيكل المبنى لصنع جدران يمكن بعد ذلك دهانها أو إلصاقها أو تغطيتها بورق الجدران.

نظرًا لأنها في الأساس سلعة مصنوعة من الطباشير المتاح بسهولة، فهناك القليل جداً من نشاط الاستيراد أو التصدير.

يتم إنتاج معظم الإمدادات في كل سوق محلياً. ويعد النشاط منخفض الهامش، لكن المنازل اليابانية تميل إلى الهدم وإعادة البناء أو التجديد بشكل متكرر، ما يؤدي إلى زيادة الطلب. بدأت "شيودا يوت" أيضاً في تقديم حوائط جافة معاد تدويرها بنسبة 100%.

ربما كانت "شيودا يوت" هي الشركة المرشحة الوحيدة للاستحواذ عليها، فأكبر منافسيها "يوشينو جبسام" (Yoshino Gypsum Co) غير مدرجة بالبورصة، مثل "كناوف".

اقرأ أيضاً: اليابانيون بحاجة لتعلم الاستثمار قبل فوات الأوان

رداً على سؤال حول الدروس التي يمكن للآخرين استخلاصها من الاستحواذ على "شيودا يوت"، قال "كناوف" إن: "اليابان تتميز بارتفاع العائد على الاستثمار، لكنها منخفضة فيما يتعلق بالعائد على الوقت. أنت بحاجة لمعرفة المزيد عن اليابان. عليك أن تفهم أن هذا يستغرق وقتاً. يحتاج الناس إلى بناء علاقة معك، الأمر الذي يستغرق وقتاً".

أضاف: "تبحث العديد من الشركات اليابانية عن طريق للمستقبل.. إنهم يبحثون عن الاستقرار. يريدون أن يفخروا بشركاتهم. وإذا كنت الشريك المناسب الذي يمكنه تقديم هذا (الاستقرار) إلى شركة يابانية، فستجد فرصاً تجارية ممتازة ".