استخدام ملوحة المحيطات مؤشراً على هطول الأمطار في المناطق الزراعية

هناك مؤشر جديد يستخدمه خبراء الأرصاد الجوية لتوقُّع كمية الأمطار التي ستهطل على المزارع داخل الولايات المتحدة، مثل حزام الذرة الأميركي. وهذا المؤشر، هو الملح.

يمكن للمياه الأكثر ملوحة على سطح المحيط، أن تنبِّئنا بهطول الأمطار الغزيرة بعيداً عن السواحل، وفقاً لشركة "سالينت بريديكشن" (Salient Prediction) ومقرها بوسطن، حيث تستخدم هذه الشركة التي تضم قائمة عملائها عملاق كيماويات البذور والمحاصيل، "باسف" (BASF SE)، تلك التقنية للتنبؤ بكمية الأمطار، ومساعدة المزارعين في الوقت الذي تتضرر فيه إمدادات الغذاء بسبب الجفاف. فقد ارتفعت أسعار الغذاء العالمية إلى مستويات قياسية في وقت سابق من العام الجاري، مما يرجع جزئياً إلى الجفاف والحرارة الشديدة اللذين ألحقا الضرر بالمزروعات في مناطق الزراعة الرئيسية، من الاتحاد الأوروبي وصولاً إلى البرازيل.

مقاومة الجفاف

قال راي شميت، عالم المحيطات والشريك المؤسس لـ"سالينت بريديكشن"، في مقابلة: "يمثّل التبخر من المحيط المصدر الرئيسي لكل الأمطار، وإذا أصبحت بعض مناطق المحيط أكثر ملوحة من المعدلات الطبيعية، فذلك يكون بسبب تبخّر المزيد من المياه، وبالتالي؛ لا بد أن تمطر أكثر في مكان آخر".

تراجع تضخم أسعار الغذاء يعتمد على جودة محصول الذرة بولاية "أيوا"

يشير ذلك إلى أنَّه إذا كان معدل الملوحة في المحيط الأطلسي على طول ساحل الولايات المتحدة الشرقي منخفضاً، فقد يكون موسماً جافاً في أيوا، أكبر الولايات الأميركية من حيث زراعة الذرة، وقد يقرّر المزارعون هناك زراعة كميات أقل أو استخدام بذور أكثر مقاومة للجفاف. كذلك الأمر بالنسبة إلى منطقة وادي نهر اليانغتسي في الصين، وهي المنطقة الزراعية الرئيسية في أكثر دول العالم اكتظاظاً بالسكان، حيث ارتبطت مستويات الملوحة في بحر الصين الجنوبي بالفيضانات وظروف الجفاف الحالية.

قالت "سالينت بريديكشن"، التي جمعت في وقت سابق من العام الجاري 5.4 مليون دولار في جولة تمويل الخميس، إنَّها تسوّق لمجموعة جديدة من مقاييس التنبؤ بالطقس للشركات الزراعية الأكبر، من بينها ملوحة المحيطات.