"ستاربكس" تنفق 450 مليون دولار إضافية لتجديد متاجرها في أميركا الشمالية

قفزت أسهم "ستاربكس كورب" في نهاية التعاملات بعد أن رفعت راشيل روجيري، رئيسة الشركة للشؤون المالية توقعات عملاق القهوة للمبيعات والأرباح على مدى السنوات الثلاث المقبلة نتيجة التوسع السريع والانتعاش المتوقع في الصين اللذين يعززان أداء الشركة.

تتوقع الشركة الآن ارتفاع ربحية السهم، باستثناء بعض البنود، بنسبة تتراوح بين 15% إلى 20% في كلّ من السنوات المالية الثلاث المقبلة. ومن المتوقع أن ترتفع المبيعات المماثلة - وهي مقياس رئيسي لقطاع المطاعم – من 7% إلى 9%. ويعتبر كلّ من التوقّعين أعلى بكثير من التقديرات السابقة. كما تُخطط "ستاربكس" أيضاً لتحقيق عائد بقيمة 20 مليار دولار لصالح المساهمين على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

وضعت روجيري الأهداف الجديدة خلال العرض السنوي الذي أقامته الشركة للمستثمرين. مُشيرةً إلى ارتفاع الأسعار وتحسين القدرات الرقمية - مثل الطلبات عبر الهاتف المحمول وعبر الإنترنت - كمساهمة في تسريع نمو الشركة.

تُظهر التوقعات الجديدة أن "خطة ستاربكس لتجديد متاجرها"، التي بدأها الرئيس التنفيذي المؤقت هوارد شولتز، من المتوقع أن تعزز أداء الشركة خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، حيث ارتفعت أسهم "ستاربكس" بشكلٍ ملحوظ بعد إصدار التوجيهات الجديدة قبل أن تفقد بعض المكاسب. وارتفع السهم بنسبة 1.8% في نهاية تعاملات يوم الثلاثاء.

من جانبها، توقّعت "ستاربكس" استئناف عمليات إعادة شراء الأسهم خلال السنة المالية 2024. بعد أن علّق شولتز هذه العملية كواحدة من أولى خطواته كرئيس مؤقت هذا الربيع.

الصندوق السيادي السعودي يقود تحالفاً للاستحواذ على حصة في امتياز "ستاربكس"

تجديد المتاجر

أعلنت "ستاربكس" في وقتٍ سابق يوم الثلاثاء، أنّها ستستثمر 450 مليون دولار إضافية لتجديد متاجرها في أميركا الشمالية وتجهيزها بمعدات أفضل، في خطوة لإرضاء العاملين في السلسلة، الذين ينتشرون في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

تُخطط "ستاربكس" لفتح 2000 متجر جديد في الولايات المتحدة بحلول عام 2025، حسبما ذكرت السلسلة التي تتّخذ من مدينة سياتل مقراً لها يوم الثلاثاء. وأشارت الشركة إلى أنّ هذه الخطوة ستشمل المزيد من متاجر "البيك أب" و"درايف ثرو" وخدمات التوصيل لتقديم خدمة أفضل لرواد المقهى أثناء تنقلهم. كما تتوقع الشركة أن تمتلك على الصعيد العالمي 45,000 موقع بحلول نهاية السنة المالية 2025. وتسعى إلى تحديث تطبيق "ستاربكس" وتوفيره للعملاء، سعياً إلى تسهيل عملية الطلب وتقدير الوقت المتوقع لوصول الطلبات.

ستاربكس تسجل مبيعات أقل من التوقعات بالأسواق الدولية رغم انتعاشها بالولايات المتحدة

تحسين تجربة "ستاربكس"

في وقتٍ سابق من هذا العام، تعهّد شولتز بتحسين تجربة "ستاربكس" لكلّ من موظفيها وعملائها على حد سواء. ولكن حتى الآن، كانت التفاصيل غامضة.

في هذا السياق، تحدّث كل من شولتز والرئيس التنفيذي القادم لاكسمان ناراسيمهان إلى الجمهور، كان من بينهم أكثر من 150 مستثمراً خلال الجلسة الصباحية للاجتماع. واعترف شولتز بوجود بعض الأخطاء في أداء الشركة، لكنّه قال إن "ستاربكس" لا تزال تشهد طلباً قياسياً في الولايات المتحدة وخارجها.

تتوقع الشركة أن ترتفع إيراداتها في أميركا الشمالية بنسبة 40% على مدى السنوات الثلاث المقبلة مع توسيع انتشار متاجرها، حسبما قال الرئيس التنفيذي للعمليات، جون كولفر خلال الاجتماع. كما توقّع أيضاً توسعاً "تدريجياً" في الهامش في تلك المنطقة خلال الوقت نفسه، حيث تمثل أكثر من ثلثي المبيعات.

تحاول الشركة تسهيل تشغيل مقاهيها للموظفين من خلال الاستثمار في معدات جديدة والتدريبات في الولايات المتحدة، حيث لديها أكثر من 15 ألف متجر. في حين أعلنت "ستاربكس" سابقاً عن إنفاق حوالي مليار دولار خلال السنة المالية 2022 على زيادة الأجور وتحسين المقاهي، بعد أن علّقت توجيهاتها المالية لهذا العام وسط حالة من عدم اليقين في منطقة النمو الرئيسية في الصين.

"ستاربكس" تطلق تحقيقاً في 5400 متجر صيني بسبب أطعمة منتهية الصلاحية

على الرغم من الإغلاقات التي فرضت في الصين إثر تفشي الجائحة التي أثرت على أداء الشركة، تتوقع "ستاربكس" تحقيق المزيد من التوسع في البلاد. حيث تسعى إلى زيادة عدد متاجرها من 5700 إلى حوالي 9000 موقع بحلول عام 2025.

الرئيس التنفيذي الجديد

في مواجهة حملة النقابات الأميركية المتصاعدة، عينت "ستاربكس" في وقتٍ سابق من هذا الشهر ناراسيمهان كأعلى مسؤول تنفيذي قادم. فبعد انتهاء فترة عمله كرئيس تنفيذي لمجموعة "ريكيت بينكيزر غروب" (Reckitt Benckiser Group PLC)، سيتولّى ناراسيمهان مهامه في "ستاربكس" في أكتوبر بجولةٍ مطولة عن العمليات العالمية للشركة. كما سيسلّم شولتز ناراسيمهان زمام الأمور رسمياً في أبريل بينما سيبقى عضواً في مجلس الإدارة ومستشاراً للشركة. وسيتم تكليف ناراسيمهان بإضعاف الحملة العمالية التي انتشرت على الرغم من سعي الشركة لرفع متوسط أجر الموظفين في الولايات المتحدة إلى 17 دولاراً في الساعة.

تجدر الإشارة إلى أنّ الزيادات في الأجور، إلى جانب أزمة سلاسل التوريد وتضخم السلع الأساسية، أثّرت بشكلٍ كبير على أرباح الشركة. حيث توقّعت الشركة أن يتراجع هامش أرباحها ووارداتها خلال الربع الرابع، الذي بدأ في أوائل يوليو، مقارنةً بالفترة السابقة. ومع ذلك، ترى الشركة تحسن الهامش في كل من السنوات المالية الثلاث المقبلة.