أستراليا قد تستحوذ على 20% من تكرير الليثيوم في العالم بحلول 2027

أكبر دولة منتجة للخام تصدر معظم إنتاجها للصين لتكرير وتصنيع البطاريات

خام الليثيوم في بورت هيدلاند ، غرب أستراليا
خام الليثيوم في بورت هيدلاند ، غرب أستراليا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسعى أستراليا إلى السيطرة على خُمس منشآت تكرير "هيدروكسيد الليثيوم"، في غضون 5 سنوات مع تزايد الطلب على معادن البطاريات حول العالم، متجاوزة الصين، وفقاً لما أشارت إليه كانبيرا في تقرير صدر اليوم الثلاثاء.

تنتج الصين أكثر من 80% من "هيدروكسيد الليثيوم" في العالم، وهو شكل معالج من المعدن المطلوب، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. مع ذلك، يبني عدد كبير من الشركات مصافي تكرير في أستراليا من شأنها أن تحوّل خام الليثيوم المستخرج محلياً إلى مواد كيميائية تُستخدم في صناعة البطاريات.

إذا تقدّمت هذه الخطط في الوقت المحدّد فقد تقتنص أستراليا نحو 10% من سوق التكرير بحلول عام 2024 مقارنةً بالنسبة القليلة التي تحتلّها اليوم، و20% بحلول عام 2027، حسبما ذكرت الحكومة في تقريرها. لكن يمكن أن يؤثّر التأخير والقضايا الفنية في الجدول الزمني وإخراجه عن مساره.

طالع أيضاً: أسعار الليثيوم تستأنف صعودها الجنوني وتضع منتجي السيارات الكهربائية في مأزق

افتتحت شركة "تيانكي ليثيوم كورب" ( Tianqi Lithium Corp) الصينية بالفعل مصفاة بالقرب من بيرث في غرب أستراليا، بالاشتراك مع شركة "آي جي أو" (IGO Ltd) الأسترالية، وتقترب مجموعة "ألبيمارلي" (Albemarle) الأميركية من افتتاح مصنع قريب في إطار مشروع مشترك مع شركة "مينيرال ريسورسز" (Mineral Resources Ltd)، غير أن المشروعين كانا معرضين لمشكلات تقنية وارتفاع كبير في التكاليف.

كما تخطّط المجموعات الأسترالية "ويسفارمرز" (Wesfarmers Ltd) و"مينيرال ريسورسز" (Mineral Resources) و"ليون تاون ريسورسز" (Liontown Resources Ltd) لفتح مصافي ليثيوم جديدة.

زيادة الطلب

تعتبر أستراليا المنتج الأكبر في العالم لخام معدن الليثيوم الذي يدخل بشكل أساسي في صناعة السيارات الكهربائية، إذ توفّر أقلّ بقليل من نصف الطلب العالمي عليه. يُرسَل معظم هذه المواد إلى الصين باعتباره خاماً صخرياً صلباً، إذ يجري تكريره إلى هيدروكسيد الليثيوم من فئة البطاريات.

من جهتها، أشارت الحكومة في تقريرها إلى أنّ آسيا لا تزال أكبر سوق لليثيوم الأسترالي، لكن يشهد الطلب نمواً كبيراً في أوروبا والولايات المتّحدة، إذ تسرع هذه الدول للتحول إلى صناعة السيارات الكهربائية، مستشهدةً بتشريع الرئيس جو بايدن التاريخي بشأن تغير المناخ، وقانون الحدّ من التضخم، بوصفه محرّكاً للتكرير في أستراليا.

كما يمنح الجيش الجمهوري الأيرلندي إعفاءات ضريبية على السيارات الكهربائية، لكنّه يتطلّب إنتاج 50% من المواد الضرورية، إمّا في الولايات المتحدة وإما في بلد لديه اتفاقية تجارة حرة أميركية.

من المرجح أن يعزّز الجيش الجمهوري الأيرلندي قطاع الليثيوم في أستراليا، حسبما ذكرت "بلومبرغ إن إي إف" في تقرير يوم الثلاثاء، مشيرةً إلى الإعلانات الأخيرة التي أصدرتها كل من شركة إس كيه إنوفيشن" (SK On Co) الكورية الجنوبية لصناعة البطاريات، وشركة "برايم بلانت إنيرجي أند سولوشنز إنك" (Prime Planet Energy & Solutions Inc) اليابانية عن خططها لزيادة الاستثمار في البلاد.

لقراءة المزيد: تقرير: صناعة البطاريات يمكن أن تدعم اقتصاد أستراليا بمليارات الدولارات

عشرة أضعاف

أوضحت الحكومة أن الليثيوم في طريقه ليصبح خامس أكثر سلع التصدير قيمةً في أستراليا، متجاوزاً بذلك لحوم البقر والقمح، وعلى قدم المساواة مع النحاس والنفط الخام. ومن المتوقع أن تصل صادرات معدن البطاريات إلى 13.8 مليار دولار أسترالي (8.9 مليار دولار) خلال هذا العام المالي، أي بزيادة تزيد بأكثر من عشرة أضعاف على مدى عامين.

أضافت الحكومة أن معظم النمو في عائدات التصدير يعود إلى ارتفاع الأسعار التي تضاعفت منذ بداية العام، مع تدافع شركات صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم لتأمين ما يكفي من المواد الضرورية لضمان نجاح أهدافها في التحول إلى السيارات الكهربائية. ومن المتوقع أن تتضاعف أسعار خام الليثيوم بأكثر من أربعة أضعاف هذا العام.

بدورها ستؤدي زيادة الإنتاج إلى زيادة أرباح القطاع، إذ من المتوقّع أن يزيد إنتاج الليثيوم الأسترالي بأكثر من الضعف خلال السنوات الخمس المقبلة. ومع ذلك فإنّها لا تزال صناعة تصدير صغيرة مقارنةً بأكبر ثلاثة قطاعات تصدير، خام الحديد والفحم والغاز الطبيعي المسال، إذ تتوقّع الحكومة أن تحقّق هذه المنتجات مجتمعةً إيرادات بقيمة 329 مليار دولار أسترالي هذا العام.