الأصول والأسهم والسندات والعملات تترقب مفاجآت البيانات اليوم

الارتباط بين مؤشرَي "ستاندرد أند بورز" و"سيتي غروب" يقفز إلى أدنى مستوى سلبي منذ 2015

متسوقون يحملون أكياساً في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة
متسوقون يحملون أكياساً في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سواء كنت مستثمراً كميّاً، أو منتقياً للأسهم، أو مستثمراً فردياً، أو مدير صندوق، فالكل متداول كليّ في العصر الجاري المتسم بتضخم مرتفع، ولا تزداد الأمور إلا سوءاً.

قفز الارتباط بين مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" ومؤشر المفاجأة التابع لـ"سيتي غروب" للاقتصاد الأميركي، الذي يراقبه كثيرون، إلى أدنى مستوى سلبي منذ عام 2015، وتغذي البيانات الاقتصادية الأكثر سخونة من المتوقع الترجيحات بأن يشرع الاحتياطي الفيدرالي في زيادات للفائدة تضر بالاقتصاد، ما قرب الأسهم من مستويات سوق هابطة جديدة.

بالمثل، لا تزال سندات الخزانة تحت رحمة قراءات الاقتصاد الكلي من الوظائف إلى قطاع التصنيع، وتظهر فئة الأصول ارتباطاً سلبياً متزايداً بمؤشر "سيتي غروب"، الذي يقيس لأي درجة تتجاوز البيانات التوقعات أو تفشل في الارتقاء إليها، وعلى سبيل المثال، يشكل تجاوز التضخم للتوقعات مفاجأة.

اقرأ أيضاً: العريان: الاقتصاد بدأ يتضرر من تشديد السياسات النقدية

رفع الفائدة مجدداً

في ظل سيطرة البيانات على "وول ستريت"، فإن كثيرين على المحك مع ترقب تقرير اليوم الخميس عن أسعار المستهلكين، ويمكن للقراءة الساخنة أن تحسم مسألة رفع سعر الفائدة للمرة الرابعة بمقدار 75 نقطة أساس، مما يؤدي إلى تدهور الأسهم مرة أخرى.

من منظور آخر، فإنه في كل مرة تحرك التقييمات وتحليلات الأسس تدفقات رأس المال فإن كل أصل يتضرر مراراً وتكراراً من خلال المضاربات اللامتناهية على قرارات السياسة النقدية لأقوى بنك مركزي في العالم.

قال آرت هوغان، كبير استراتيجي السوق في "بي رايلي" (B. Riley): "كل جزء من البيانات يُنظر إليه من منظور كيف سيؤثر في قرارات لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.. والشيء الوحيد الذي يرجح أن يكسر حمى الأنباء السيئة هي الأنباء الجيدة عندما نصل إلى نقطة يتوقف فيها الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة".

في الآونة الأخيرة، دفعت أي علامة على استمرار الارتفاع في ضغوط الأسعار الأسواق إلى وضع البيع، إذ تنخفض الأسهم والسندات معاً. حدث ذلك صباح أمس الأربعاء، عندما فاقت قراءة أسعار المنتجين التقديرات وتبخَّر الصعود المسجل ليلاً في العقود الآجلة للأسهم الأميركية.

أشار محضر اجتماع السياسة الأحدث للاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق في فترة الظهيرة إلى أن بعض المسؤولين رأوا خطراً في التشديد المفرط للسياسة المفرط، وانخفض مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 0.3% عند الإغلاق.

اقرأ المزيد: محضر "الفيدرالي الأميركي" يُظهِر الحاجة إلى مزيد من رفع الفائدة لهزيمة التضخم

التباطؤ يسعد الأسهم

قال كريستوف بارود، كبير الاقتصاديين في "ماركت سيكيوريتيز" (Market Securities LLP) في باريس: "أي علامة على التباطؤ ستسعد الأسهم والسندات لأنها قد تفتح الباب للتحول في موقف الفيدرالي في الأشهر المقبلة".

مع ذلك، تبدد بوحشية الأسبوع الماضي الرهان على تحوّل وشيك لسياسة ميسرة عبر نفي مجموعة من المسؤولين في الفيدرالي هذا الاحتمال. قالت لايل برينارد نائبة رئيس الفيدرالي، يوم الاثنين، إنّ الزيادات السابقة في أسعار الفائدة لا يزال تأثيرها يتسلل إلى الاقتصاد، وأضافت أنها تؤيد المضي قدماً بشكل متعمد وبطريقة تعتمد على البيانات.

الدولار الأميركي هو أحد الأصول القليلة الأخرى التي تفضل مفاجآت البيانات، وينتعش مع تشدد الفيدرالي. العلاقة بين الدولار الأميركي ومؤشر "سيتي" في أشد حالاتها الإيجابية منذ خمس سنوات، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ"، وفي الوقت نفسه المرة الأخيرة التي ارتبطت فيها الأسهم ارتباطاً سلبياً بالمفاجآت الاقتصادية كانت في صيف 2015، في الأشهر التي سبقت بدء الاحتياطي الفيدرالي في رفع تكاليف الاقتراض.

تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تزيد الضغوط على الأسهم الأميركية

من المتوقع أن تُظهِر قراءة مؤشر أسعار المستهلك اليوم الخميس تباطؤاً طفيفاً إلى 8.1% على أساس سنوي، بما يعكس الانخفاض في أسعار البنزين، لكن من المقرر أن ترتفع القراءة الأساسية التي تستثني الغذاء والطاقة بنسبة 6.5% عن العام السابق، لتتوافق مع المعدل المشهود في مارس، الذي كان الأعلى منذ عام 1982، ومن غير المرجح أن تمنع مثل هذه القراءات الاحتياطي الفيدرالي من رفع أسعار الفائدة بشكل حاد.

المحرك الرئيسي للأسواق

قالت كريستينا هوبر، من استراتيجيي الأسواق العالمية في "إنفسكو": "فئات الأصول لا تساعد البيانات الكلية لكنْ لها ارتباط أعلى بها.. ويستمر ذلك حتى يتوقف الفيدرالي عن دور المحرك الرئيسي للأسواق".

كذلك أظهرت دراسة أجراها بنك "باركليز" أن الارتباطات بين الأصول كانت في أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال الأيام المظلمة للوباء، استناداً إلى التحركات المتزامنة لعديد من المؤشرات عبر المناطق والأصول على مدار العقدين الماضيين. وتتحرك أفضل 50 شركة في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بالتناغم بدرجة غير مسبوقة منذ مناخ الاستثمار المدفوع بالبيانات الكلية في عام 2020.

قال ستيفانو باسكال، الاستراتيجي في "باركليز": "هذه علامة أخرى على التأثير الشامل للمزيج السام من التشديد السياسي وتباطؤ النمو العالمي".