الأسهم الآسيوية تقتفي أثر الأميركية وتتحدى توقعات الفائدة

مؤشر أسهم المنطقة يتجه لتحقيق أكبر مكاسب في سبعة أشهر بقيادة شركات التكنولوجيا المدرجة في هونغ كونغ

موظف يعمل أمام شاشات تعرض أسعار الأسهم في بورصة طوكيو، في طوكيو، اليابان.
موظف يعمل أمام شاشات تعرض أسعار الأسهم في بورصة طوكيو، في طوكيو، اليابان. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واصلت الأسهم في آسيا الانتعاش الملحوظ خاصة بعد تخلي الأسهم الأميركية عن الخسائر الناجمة عن بيانات التضخم المرتفع. كما انخفض الدولار مقابل معظم أقرانه.

اتجه مؤشر لأسهم المنطقة لتحقيق أكبر مكاسب في سبعة أشهر، بقيادة شركات التكنولوجيا المدرجة في هونغ كونغ التي ارتفعت بنسبة تصل إلى 5%. كما صعدت العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأوروبية في مواجهة بيانات أسعار المستهلكين التي عززت الرهانات على رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة مرة أخرى في نوفمبر.

الأسهم الأميركية تقفز وتنفض خسائرها الناجمة عن بيانات التضخم

استأنف الين انخفاضه في آسيا، بعد هبوطه لأدنى مستوى له منذ أكثر من 30 عاماً، بعد الكشف عن مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، فقط لعكس الحركة في تداولات سريعة. كما تقلبت سندات الخزانة بعد أن ارتفع عائد الأوراق المالية لأجل عامين شديد التأثر بالسياسة النقدية بمقدار 17 نقطة أساس يوم الخميس.

هل بلغنا القاع؟

مع زيادات أسعار الفائدة التي تزيد الضغوط على الاقتصاد العالمي المتعثر بالفعل، تبرز التحركات الأخيرة الصعوبات التي يواجهها التجار في الأسواق المتقلبة. ويعتبر أحد الأسباب المحتملة في هذه الارتداد هو أن الضغوط البيعية التي تضرب الأسهم على مدار العام قد وصلت إلى القاع. وتتضمن العوامل الأخرى، تغطية البيع على المكشوف، وتقارير أرباح أقل سلبية من المتوقع، وتحديد المواقع القوية بشكل متزايد بما في ذلك عمليات التحوط جيدة التجهيز.

ودخلت المستويات الفنية في الارتداد. في مرحلة ما، كان مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" قد تخلى عن 50% من المكاسب التي حققها بعد الوباء، ما عزز الشراء المخطط عند هذا المستوى. كما انتقلت موجة من خيارات البيع- التي تم شراؤها للحماية من مثل هذا الهبوط- إلى النقد، وعندما تم جني الأرباح، دفعت المتعاملين إلى شراء الأسهم للبقاء في وضع محايد في السوق.

حصلت العملات المشفرة أيضاً على دفعة جراء تحسن الشهية تجاه المخاطرة في الأسواق العالمية، مما رفع "بتكوين" لأعلى مستوى في أسبوع واحد، ووضع أكبر عملة مشفرة على أعتاب اختبار مستوى 20,000 دولار من جديد.

بتابع الزوار شريط الأسعار الإلكتروني في بورصة طوكيو، في طوكيو، اليابان.
بتابع الزوار شريط الأسعار الإلكتروني في بورصة طوكيو، في طوكيو، اليابان. المصدر: بلومبرغ

مسار التضخم

قال ديفيد تشاو، محلل الأسواق العالمية في "إنفسكو" (Invesco)، عبر البريد الإلكتروني: "أتوقع أن يهبط ​​التضخم بشكل كبير على أساس سنوي بحلول منتصف العام المقبل.. عادةً ما سيخلق ذلك ظروف جيدة للأسهم والائتمان، ولكن من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الهبوط بين الحين والآخر".

لا تزال السوق تتوقع زيادة أسعار الفائدة 75 نقطة أساس بشكل متتالي في اجتماعي بنك الاحتياطي الفيدرالي المقبلين، وترجح أن يدفع البنك المركزي أسعار الفائدة إلى ما بعد 4.85% قبل انتهاء دورة تشديد السياسة النقدية.

محضر "الفيدرالي الأميركي" يُظهر الحاجة إلى مزيد من رفع الفائدة لهزيمة التضخم

سيكون لدى المستثمرين فرصة للاستماع إلى المزيد من بنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم الجمعة، حيث من المقرر أن تتحدث إستر جورج، وليزا كوك، وكريستوفر والر في وقت لاحق من اليوم.

أثبتت أرقام التضخم في الصين أنها ضعيفة نسبياً، حيث أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى مواجهة آثار عمليات الإغلاق التي تعوق النشاط الاقتصادي. ويتطلع المتداولون إلى سياسات تساعد في إنعاش اقتصاد البلاد وأسواقها في مؤتمر الحزب الذي يعقد مرتين كل عقد في الصين.

يرى إيزاك بول، كبير مسؤولي الاستثمار في "أوريانا فاينانشيال سرفيسز" (Oreana Financial Services) أن أحد أكبر التحديات التي يواجهها المستثمرون في آسيا هو قوة الدولار المستمرة، وقال: "ارتفاع التضخم يجعل من المرجح أن تظل الاحتياطات العالمية مرتفعة في المدى القريب.. لم يحن الوقت لإضافة الكثير من المخاطر، ولكن ليس الوقت أيضاً لإعادة البحث عن المخاطرة على نطاق واسع".

استقر الجنيه الإسترليني يوم الجمعة في التعاملات الآسيوية، حيث استعد المستثمرون لمزيد من الاضطرابات في أسواق المملكة المتحدة، مع دخول حملة بنك إنجلترا لشراء السندات الطارئة يومها الأخير.

على صعيد آخر، يتجه كل من النفط والذهب إلى تكبد خسائر أسبوعية، حيث تهدد بوادر التباطؤ الاقتصادي العالمي وتشديد السياسة النقدية بتقويض استهلاك الطاقة. حذرت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق من أن تخفيضات الإنتاج التي اتفق عليها تحالف "أوبك+" قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط ودفع الاقتصاد العالمي إلى الركود.

آسيا والمحيط الهادئ