الأسهم الأميركية انخفضت يوم الثلاثاء بعد أن أعلنت شركتا "تسلا" و "أبل" تباطؤ الطلب على منتجاتهما مما أثار قلق المستثمرين بشأن مستقبل أداء أسهم النمو والاقتصاد الأميركي بينما يتجه الاحتياطي الفيدرالي إلى الاستمرار في زيادة أسعار الفائدة.
أسعار سندات الخزانة ارتفعت وقفز الدولار بأعلى معدل منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع.
أنهى مؤشرا "ستاندرد أند بورز 500" و "ناسداك 100" أولى جلسات التداول في عام 2023 في المنطقة الحمراء، ودفع هبوط أسهم "أبل"، مع تصاعد القلق بشأن عرض أجهزة "آيفون"، القيمة السوقية للشركة إلى أقل من تريليوني دولار.
طلبت الشركة من مورديها تخفيض إنتاجهم من مكونات بعض منتجاتها بسبب تدهور مستوى الطلب.
سهم "تسلا" تراجع بعد أن حققت الشركة مبيعات في الربع الأخير من العام أقل من التوقعات رغم تقديمها حوافز للطلب في أسواقها الرئيسية.
عوائد سندات الخزانة الأميركية انخفضت على امتداد منحنى العائد، مع تسجيل سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عائداً بنحو 3.78% بعد ملامسته 3.72% في بداية التعاملات.
أسعار النفط تراجعت بأكبر نسبة منذ شهر نوفمبر بعد أن انحسرت المخاوف من أزمة في الطاقة نتيجة اعتدال الحرارة في فصل الشتاء في مناطق عديدة عالمياً.
النفط يستهل العام منخفضاً وسط توقعات بتماسك الأسعار
المستثمرون، الذين مازالوا في قلق بعد أن أخفق رهانهم بشأن مسار الاحتياطي الفيدرالي في عام 2022، يتوقعون عاماً متقلباً مع استمرار حالة الغموض والشك في أداء اقتصاد الولايات المتحدة.
سياسة الاحتياطي الفيدرالي سوف تحدد طبيعة أداء الأسهم والسندات هذا العام، مع سعي بعض المتعاملين فعلاً وراء الفرص المترتبة على موجات البيع في الأصول التي تنطوي على مخاطرة.
أطلت مخاوف الركود، مع تصريح الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك ويليام دودلي بأن تباطؤ الاقتصاد الوشيك لن يكون عنيفاً بينما يواصل المستثمرون تقييم تأثير سياسة البنك المركزي التقشفية على الاقتصاد.
سوف يهتم المستثمرون بتقارير سوق العمل في الأسبوع الحالي، إذ يركز الاحتياطي الفيدرالي على هدوء الطلب في هذه السوق.
من ناحية أخرى، أغلقت أسواق الأسهم في الصين وفي أوروبا تعاملات الثلاثاء مرتفعة بعد أن تحسنت ثقة المستثمرين نتيجة ظهور بعض الدلائل على أن مستوى العدوى بفيروس كورونا في بعض المدن الكبيرة في الصين قد بلغ ذروته.
وسجل مؤشرا "ستوكس أوروبا 600" و"هانغ سنغ" ارتفاعاً تجاوز 1% لكل منهما.
غير أن مات مالي، كبير محللي السوق في شركة "ميلر تاباك+" (+Miller Tabak)، كتب في مذكرة: "قد لا يحقق اقتصاد الصين تلك الطفرة الكبيرة التي يتوقعها الجميع".
كذلك لا يتبنى كريس سنييك من شركة "وولف ريسيرش" (Wolfe Research) موقفاً متفائلاً من إعادة فتح الاقتصاد الصيني، وقد كتب في مذكرة: "نحن نرى قدراً هائلاً من الغموض وعدم اليقين هناك، وما إن يبدأ نمو الاقتصاد في العودة إلى سرعته، فإن الرياح العكسية من التضخم يرجح أن تحيد الأثر الإيجابي الناتج عن الرياح المواتية من النمو العالمي".