تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية مع إظهار معدل التضخم علامات على انحساره، مما يدعم فكرة قيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض وتيرة الزيادة في أسعار الفائدة حتى يمنع ركوداً اقتصادياً عنيفاً. وحققت الأسهم مكاسب متواضعة.
تطلّعت "وول ستريت" بعد خيبة الأمل الأولى، مع مؤشر لأسعار المستهلك يتماشى مع أهدافها، إلى التركيز على فكرة أنَّ السياسة النقدية التقشفية ربما تحقق تدريجياً نتائجها المرجوة.
هذا التصور واضح تماماً في سوق عقود المقايضة، التي تكشف عن المراهنة على أقل من 50 نقطة أساس في قرار رفع الفائدة بالنسبة للاجتماعين القادمين للبنك المركزي: أي يمثل فرصة ضعيفة لعدم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق بشأن سعر الفائدة في شهر مارس.
التضخم الأميركي يواصل التباطؤ مفسحاً المجال لتخفيف وتيرة رفع الفائدة
لا يعني ذلك قطعاً أنَّ الاحتياطي الفيدرالي سوف يعلن قريباً انتصاره على التضخم، فقوة الطلب الاستهلاكي- خاصة في قطاع الخدمات، وتواكب ذلك مع نقص المعروض في سوق العمل- تمثل تهديداً كبيراً بزيادة الأسعار.
غير أنَّ أرقام مؤشر أسعار المستهلك إجمالاً توضح أنَّ الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ممهدة الطريق أمام الاحتياطي الفيدرالي للتحول إلى تخفيض الزيادة في أسعار الفائدة إلى ربع نقطة مئوية في اجتماعه القادم.
لكنَّ سولومون تاديس، رئيس الاستراتيجيات الكمية لأسهم أميركا الشمالية في بنك "سوسيتيه جينرال"، قال: "إنَّ الحنين إلى تحول وجهة السياسة النقدية أمر سابق لأوانه بدرجة كبيرة. وفي حال توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع الفائدة؛ فإنَّه سيبقي معدلاتها مرتفعة لفترة طويلة".
"وول ستريت" حائرة في تفسير أثر بيانات التضخم وسوق العمل في توجهات "الاحتياطي الفيدرالي"
ربما يتماشى ذلك مع الرسائل التلغرافية التي تبثها مجموعة كبيرة من المسؤولين الأميركيين في الآونة الأخيرة. بمعنى آخر؛ فإنَّ بعض المسؤولين أشاروا إلى انفتاحهم على زيادة سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط في اجتماعهم المقبل، بينما شددوا أيضاً على أنَّ أمام الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الجهد والعمل الذي ينبغي عليه إنجازه حتى يروض حركة الأسعار، ولم يتوقَّعوا أي تخفيض في سعر الفائدة هذا العام.
رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، قال إنَّ البنك المركزي ينبغي أن يرفع الفائدة بأرباع النقطة المئوية "في المستقبل"، غير أنَّه كرر أنَّ مسؤوليه يتوقَّعون الإبقاء على أسعار الفائدة في مستويات عالية حتى يتوفر لها الوقت الكافي للانتقال إلى مختلف جوانب الاقتصاد.
نظيره في بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توماس باركين لاحظ أنَّ التضخم يتباطأ وأنَّ البنك المركزي غير مضطر إلى زيادة أسعار الفائدة بنفس القوة التي استخدمها في السنة الماضية.
لكنَّ باركين أضاف أنَّ معدل التضخم ما زال مرتفعاً برغم هذا التباطؤ.