يلين تجري جولة أفريقية طويلة لمواجهة النفوذ الصيني

زيارة وزيرة الخزانة الأميركية تشمل السنغال وجنوب أفريقيا وزامبيا

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تقوم وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين يوم الثلاثاء المقبل بزيارة تشمل ثلاث دول أفريقية، تتمتع بأهمية في استراتيجية الرئيس جو بايدن لتجديد العلاقات في القارة ومواجهة نفوذ الصين عبر بلدان العالم النامي.

تجري يلين الجولة التي تستغرق 11 يوماً بعد شهر من استضافة بايدن أكثر من 40 شخصية من القادة الأفارقة بواشنطن، والتي أُعلن خلالها عن تقديم التزامات وصفقات جديدة بقيمة 15 مليار دولار.

قالت راضية خان رئيسة الأبحاث في قسم أفريقيا والشرق الأوسط لدى "ستاندرد تشارترد" بلندن: "تريد الولايات المتحدة البناء على التقدم الذي تحقق. فهي تسعى للتأكيد على أن هناك نموذجاً مختلفاً للتطور" بعيداً عن الاعتماد على الصين.

تشمل جولة يلين زيارة السنغال وجنوب أفريقيا وزامبيا التي تُعتبر مجالاً لاختبار الديمقراطية في الجنوب الأفريقي ونموذجاً لآفاق تخفيف عبء الديون بين البلدان المثقلة بها في جميع أنحاء العالم.

سوف تُدلي يلين يوم الجمعة المقبل في السنغال بما تعتبره وزارة الخزانة الأميركية "تصريحات مهمة بشأن العلاقة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وأفريقيا".

من المقرر أن تلتقي يلين في السنغال، الرئيس ماكي سال، إذ من المتوقع أن يسجل اقتصاد البلاد أسرع معدل نمو في أفريقيا خلال 2023 وهي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأفريقي.

في زامبيا، ستلتقي يلين برئيس البلاد المنتخب هاكيندي هيشيليما، الذي كان في السابق زعيم المعارضة وتم سجنه، وطبق إصلاحات ديمقراطية واقتصادية بعد توليه السلطة.

رئيس زامبيا هاكيندي هيشيليما
رئيس زامبيا هاكيندي هيشيليما المصدر: بلومبرغ

صندوق النقد الدولي: زامبيا تسعى للإعفاء من ديون بـ8.4 مليار دولار

خلال فترة ولاية إدغار لونغو، سلف هيشيليما، هدّدت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على مسؤولين من الحزب الحاكم في زامبيا حينذاك حال محاولة التلاعب بنتائج انتخابات 2021.

كانت شركات صينية فازت بما قيمته مليارات الدولارات في عطاءات حكومية، وكلها مموّلة بالديون والتي أدت في النهاية إلى إفلاس الدولة.

زامبيا أفضل تجربة ديمقراطية

قالت ميشيل غافين، سفيرة الولايات المتحدة السابقة في بوتسوانا وزميلة بارزة في مجلس العلاقات الخارجية: "إن زامبيا هي أفضل تجربة ديمقراطية لدينا الآن في القارة. إنها أفضل فرصة لإثبات أن تطبيق الديمقراطية وسيادة القانون يحقق نتائج ملموسة للمواطنين".

يُشار إلى أنَّ زامبيا تخلفت عن سداد ديونها في عام 2020 وتقدمت منذ ذلك الحين بطلب لإعادة هيكلة حوالي 12.8 مليار دولار بموجب الإطار المشترك الجديد لمجموعة العشرين. يسعى هذا البرنامج إلى توحيد موقف الدائنين التجاريين والسياديين وتمهيد الطريق لمساعدة البلدان الأكثر مديونية.

تمتلك الصين حوالي ثلث ديون زامبيا الخارجية، لكنها تباطأت في هذه العملية (تخفيف الديون)، تاركة زامبيا ومشروع الإطار المشترك برمّته في حالة غموض أو عدم يقين.

الصين تسابق الغرب في الاستحواذ على كعكة أفريقيا عبر التجارة

أدى ذلك إلى منع الحكومات الأخرى المتعثرة من طلب المساعدة من البرنامج وتوجيه انتقادات شديدة للصين من جانب المسؤولين الغربيين بمن فيهم يلين.

قالت خان من "ستاندرد تشارترد" "زامبيا هي حالة اختبار رئيسية. إذا كان من الممكن الاستفادة بشيء ما في حالة زامبيا من شأنه تسريع عملية تخفيف الديون، فقد يشجع ذلك البلدان الأخرى على التحرك مبكراً قبل الوصول إلى نقطة التخلف عن السداد".

أضافت أن هذا أمر مهم بشكل خاص، في حين يدفع تفشي فيروس "كوفيد -19" والحرب في أوكرانيا وارتفاع الدولار، العديد من الأسواق الناشئة إلى حافة الانهيار. أصبحت غانا أحدث دولة تتخلف عن السداد عندما علّقت مستحقات فوائد الدين في ديسمبر 2022.

"بريكس" في مواجهة الهيمنة الغربية

المحطة الأخيرة في جولة يلين هي جنوب أفريقيا، التي تولت مؤخراً رئاسة نادي دول "البريكس" وقد تسعى إلى قبول أعضاء جدد في التجمع السياسي والاقتصادي للأسواق الناشئة الرئيسية.

يمكن أن يؤدي توسيع النادي - الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا- إلى زيادة دوره كونه قوة موازنة للهيمنة العالمية للاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة.

مجموعة "بريكس" تدرس جدوى ضم دول جديدة في هذا العام

من المتوقع أن تدفع يلين حكومة الرئيس سيريل رامافوزا لمواصلة الانتقال إلى استخدام طاقة أنظف والابتعاد عن الاعتماد المكثّف على الفحم. حصلت جنوب أفريقيا على وعد بالحصول على 8.5 مليار دولار من الدول الغنية بهدف المساعدة، لكن معظم هذا المبلغ سيكون في شكل قروض وليس منحاً، فيما تواجه البلاد أزمة طاقة تهدد بكبح نمو الاقتصاد.

في حين أن الولايات المتحدة من بين الدول التي تدعم تقديم المساعدات المالية، فقد تطلب السلطات من الولايات المتحدة دعماً مالياً إضافياً.