سيطرت مخاطر رفع أسعار الفائدة على نمو الاقتصاد وربحية الشركات على مشاعر المستثمرين في بورصة نيويورك فانخفضت أسعار الأسهم لليوم الثالث على التوالي.
برغم ذلك، يستطيع المتفائلون تعزية أنفسهم على اعتبار أنَّ موجة البيع في سوق الأسهم قد كشفت عن بعض علامات التراخي، مع إغلاق مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بانخفاض 0.8% الخميس مقارنة مع 1.6% في جلسة اليوم السابق.
برغم بعض عمليات البيع التي استمرت بعد إغلاق السوق؛ فقد ظهر مشترو الأصول عند القاع في تعاملات مع بعض أسهم التكنولوجيا الكبيرة بينما يستوعب المتعاملون آخر تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.
قالت عضوة مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي لايل برينارد، التي تعتبر من حمائم المجلس، يوم الخميس إنَّ أسعار الفائدة ينبغي أن تظل مرتفعة لفترة من أجل تهدئة معدل التضخم.
"كتاب بيج" يتوقع تراجع نمو الأسعار الأميركية في 2023
كما أنَّها لم تذكر موقفاً محدداً تميل إليه فيما يتعلق بضرورة أن يتحول الاحتياطي الفيدرالي إلى تخفيض نسبة الزيادة في الفائدة في اجتماعه المقبل أو ما هي ذروة سعر الفائدة التي تتصور بلوغها في العام الحالي.
تصريحات برينارد جاءت بعد يوم من دعوة صقور الاحتياطي الفيدرالي لزيادة أسعار الفائدة، مع تدوين جيمس بولارد، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سان لويس، توقُّعاته بنطاق يمتد من 5.25% إلى 5.5% مع نهاية السنة الحالية. النطاق الحالي هو 4.25% إلى 4.5%.
ربحية الشركات لم توفر بعض الراحة لالتقاط الأنفاس. فانخفضت أسهم "بروكتر أند غامبل" بعد إعلان تراجع حجم مبيعاتها. وهبط سهم "ألكوا" بعد تصريحها بأنَّ مبيعات الألمنيوم ستأتي أقل من المتوقَّعة في السنة الحالية، وتدهورت أسهم "ديسكفر فايننشال سيرفيسز" (Discover Financial Services) بعد أن حذرت شركة بطاقات الائتمان من أنَّ معدلات إعدام الديون قد تتضاعف في العام الحالي.
سندات الخزانة ظلت منخفضة على امتداد الجلسة، مع ارتفاع عائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس، مما يعكس تحرك سندات الحكومة الألمانية بعد أن أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي على موقفها المتشدد. انخفضت أسعار الدولار وحقق كل من اليورو والين الياباني بعض المكاسب.
لاغارد: التضخم ما زال مرتفعاً للغاية وسنواصل رفع الفائدة
يُضاف إلى هذه الصورة القاتمة أنَّ الولايات المتحدة قد بلغت الحد الأعلى للديون الفيدرالية، وبدأت وزارة الخزانة في استخدام آليات خاصة حتى تتجنب العجز عن سداد أي دفعة من الأقساط.
بيانات الاقتصاد جاءت مختلطة في يوم الخميس، مع تدهور بناء المنازل الجديدة في الولايات المتحدة في ديسمبر للشهر الرابع على التوالي.
كما انخفضت طلبات إعانة البطالة بصورة غير متوقَّعة الأسبوع الماضي، مسجلة أدنى مستوى منذ سبتمبر ومؤكدة على قوة سوق العمل.
جاء ذلك بعد أرقام أعلنت قبل يوم واحد التي كشفت عن انخفاض أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة مع تدهور إنتاج المعدات والآلات.
دينيس ديبوشيري من شركة "22 في ريسيرش" للأبحاث (22V Research) كتب في مذكرة: "تباطأ معدل نمو الأجور، وضعفت الأرقام المتعلقة بأداء الاقتصاد عموماً، لكنَّ مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي (على الأقل أولئك الذين تحدثوا حتى الآن) مترددون بشكل واضح في السماح بتيسير الأوضاع المالية، هذا التركيز الفائق على تثبيت الأوضاع المالية سوف يتغير مع استمرار تحرك التضخم نحو الهبوط وضعف بيانات الأداء الاقتصادي، غير أنَّ البيانات الحالية لا تكفي لإقناع الاحتياطي الفيدرالي بهذه الخطوة بعد".