ارتفعت أسعار الأسهم وسندات الخزانة الأميركية بعد تصريح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن البنك المركزي حقق تقدماً في معركته ضد التضخم، رغم تحذيره بأن زيادات أخرى في أسعار الفائدة قد تكون ضرورية.
مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" قفز بنسبة تجاوزت 1% بعد حديث باول بأن "عملية انحسار التضخم قد بدأت"، في إشارة إلى أن دورة التقشف العنيفة تحقق التأثير المرغوب بإبطاء وتيرة زيادة الأسعار. وارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة تجاوزت 2%.
الفائدة الأميركية تبلغ أعلى مستوياتها منذ ما قبل الأزمة المالية
العقود المستقبلية على الأسهم واصلت الزيادة بعد إغلاق السوق عندما أعلنت شركة "ميتا بلاتفورمز" أن مبيعاتها تجاوزت تقديرات المحللين بسبب قوة الطلب على الإعلانات. وقفزت أسهم الشركة المالكة لمنصة "فيسبوك" بنسبة تجاوزت 15% في نهاية التعاملات.
رغم استمرار تدفق تقارير أرباح الشركات الكبرى، هيمنت على مشاعر المستثمرين تصريحات جيروم باول مع قرار الاحتياطي الفيدرالي الأخير في السياسة النقدية وذلك أثناء جلسة التداول العادية.
عائد سندات الخزانة لأجل عامين تراجع بمعدل بلغ 12 نقطة أساس إلى 4.08%، في حين لامس عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات مستوى 3.38%.
مؤشر على حركة الدولار الأميركي هبط إلى أدنى مستوى له منذ شهر أبريل.
المتعاملون في عقود المبادلة يراهنون الآن على خفض لأسعار الفائدة يبلغ نصف نقطة مئوية تقريباً خلال النصف الثاني من هذا العام.
ظهرت حالة من التفاؤل في السوق عندما تجنب باول الإجابة على سؤال يتعلق بتيسير الأوضاع المالية مؤخراً، وهو مقياس لحالة السوق يراقبه البنك المركزي لمتابعة تأثير وفعالية سياساته.
قال باول إن تركيزه "ليس على حركة المدى القصير، وإنما على التغيرات المستديمة".
المستثمرون كانوا يتأهبون لتعليقات قوية من جانب الاحتياطي الفيدرالي تهدف إلى تهدئة الحركة الأخيرة في الأصول الخطرة التي قد تؤدي إلى تعقيد معركته ضد التضخم.
قال نيل دوتا، رئيس بحوث الاقتصاد في شركة "رينيسانس ماكرو ريسيرش" (Renaissance Macro Research) إن الاحتياطي الفيدرالي "يعلن الانتصار قبل الأوان. ومداعبته لفكرة الهبوط السلس اليوم سوف تترتب عليها زيادة مخاطر الهبوط العنيف لاحقاً".
لم تكن رسالة الاحتياطي الفيدرالي خالية من التحذير بالنسبة لأسواق المال. فقد قال البنك المركزي إن زيادات أسعار الفائدة ربما تكون ضرورية وإن المسؤولين في البنك يناقشون زيادتها مرتين حتى تصبح السياسة النقدية متقشفة بما يكفي لردع معدل التضخم.
باول: لم نصل بعد إلى معدلات فائدة كافية لكبح التضخم.. ونناقش زيادتين أخريين
نطاق أسعار الفائدة على أرصدة الاحتياطي الفيدرالي البالغ 4.5% إلى 4.75% مازال منخفضاً بما يزيد على 25 نقطة أساس عن المستوى الذي توقع مسؤولو البنك في ديسمبر الماضي أن يمثل ذروة الفائدة.
قال شارلي ريبلي، محلل أول الاستثمار في شركة "أليانز انفستمنت مانجمنت" (Allianz Investment Management) في مذكرة: "يبث الاحتياطي الفيدرالي بالضرورة رسالة ذات مغزى مزدوج، فهو يشير إلى أن زيادات أخرى لأسعار الفائدة قد تكون ضرورية، ولكنه يقر أيضاً بأن مسؤولي البنك سيدرسون حجم زيادة الفائدة التراكمي في قرارات السياسة النقدية القادمة".
أوضح ريبلي أن تصريحات الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى أنه اقترب من نهاية جولة تشديد السياسة النقدية، ومستعد "لأن ينتظر حتى تلحق بيانات أداء الاقتصاد بمستوى السياسة النقدية".
غير أن الأسواق ربما تحارب الاحتياطي الفيدرالي مرة أخرى في أدائها يوم الأربعاء، وفق تصريحات رونالد تمبل، كبير محللي السوق في شركة "لازارد".
تصريحات باول، عندما تفهم مع البيانات الصادرة يوم الأربعاء التي كشفت عن زيادة فرص العمل، تدفع تمبل للاعتقاد بأن "الأسواق مازالت تتبنى تصوراً مغالياً في درجة التيسير بشأن المدى الذي ستبلغه الزيادة في أسعار الفائدة والفترة التي ستظل مرتفعة فيها".