انخفاض ثقة المستهلك الأميركي بسبب توقعات أكثر تشاؤماً

متسوقون أثناء العطلات في السوق الشرقية (Eastern Market) في ديترويت، ميشيغان، الولايات المتحدة، في 11 ديسمبر 2022.
متسوقون أثناء العطلات في السوق الشرقية (Eastern Market) في ديترويت، ميشيغان، الولايات المتحدة، في 11 ديسمبر 2022. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تدهورت ثقة المستهلك بالولايات المتحدة خلافاً للتوقعات في شهر فبراير، حيث تفوق تأثير زيادة الأسعار والقلق بشأن مستقبل النشاط الاقتصادي على قوة سوق العمل في المدى القريب.

تراجع المؤشر الذي تصدره شركة "كونفرانس بورد" إلى 102.9 نقطة من 106 نقاط سجلها في شهر يناير، وفق بيانات صدرت يوم الثلاثاء. وقد سجل متوسط توقعات الاقتصاديين في مسح أجرته "بلومبرغ" ارتفاع المؤشر إلى 108.5 نقطة.

انخفض مؤشر التوقعات، الذي يقيس توقعات المستهلكين لمدة ستة أشهر، إلى 69.7 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ يوليو، بينما ارتفع مؤشر الظروف الراهنة الذي تصدره المجموعة إلى 152.8 نقطة.

يكشف تراجع ثقة المستهلك عن رؤية أكثر تشاؤماً بشأن التوظيف والدخل وظروف النشاط الاقتصادي في الأشهر الستة المقبلة. وأثبت التضخم رسوخه بأكثر مما توقع الكثيرون، وينتظر أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، بينما لا يؤدي ارتفاع الأسعار إلى تآكل القوة الشرائية للأميركيين فحسب، بل إن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي العنيفة تخاطر بدفع الاقتصاد إلى الركود.

تقليص الإنفاق

رغم ذلك، فقد جرى احتواء عمليات تسريح العاملين حتى الآن في قطاعي التكنولوجيا والتمويل إلى حد كبير، وانخفض معدل البطالة في مختلف قطاعات الاقتصاد إلى أدنى مستوى له منذ 53 عاماً. وقد ارتفعت نسبة المستهلكين الذين قالوا إن الوظائف "وفيرة" إلى 52%، وهي أعلى نسبة منذ أبريل. وانخفضت نسبة أولئك الذين يشكون من صعوبة الحصول على وظيفة.

وفي حين انتعش الإنفاق الاستهلاكي في بداية العام، فإن العلامات التي تشير نحو المستقبل غير مؤكدة. وقال التقرير إن الأميركيين قلصوا خططهم لشراء الأجهزة مرتفعة الثمن والمنازل والسيارات في فبراير، وتراجعت خطط قضاء العطلات.

قال أتامان أوزيلدريم، مدير أول الاقتصاد في مجموعة "كونفرانس بورد": "ربما يبدي المستهلكون علامات أولى على تخفيضهم للإنفاق في مواجهة ارتفاع الأسعار وزيادة أسعار الفائدة".

رأي "بلومبرغ إيكونوميكس"

"يفتقد المستهلكون إلى الثقة في الآفاق المستقبلية بدرجة كبيرة، مما يهدد مستوى الإنفاق بمجرد ضعف سوق العمل. ويلاحظ أن مؤشر التوقعات انخفض إلى ما دون 80 نقطة، وهو مستوى يقول التقرير إنه غالباً ما يشير إلى ركود يحدث خلال العام القادم". - إليزا وينغر، خبيرة اقتصادية

تضارب آراء الشركات

لا يبدو أن مسؤولي الشركات يتفقون حول وصف حالة المستهلكين، استناداً إلى المؤتمرات الهاتفية الأخيرة تعليقاً على الأرباح. فقد قال مايكل رابينو، الرئيس التنفيذي لشركة "لايف نيشن إنترتينمنت" (Live Nation Entertainment)، إن شركته مازالت تشهد طلباً قوياً من المستهلكين على مستوى العالم "دون علامة واحدة على أي تباطؤ في الاستهلاك".

من ناحية أخرى، أشار إيرني هارمان، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات تجارة التجزئة "تي جيه إكس" (TJX Cos)، إلى تحول أكبر نحو القيمة، وأكدت شركة المشروبات "مولسون كورز بيفيريج" (Molson Coors Beverage) على حالة الغموض السائدة وسط المستهلكين.

انخفض متوسط معدل التضخم المتوقع على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة في فبراير. وأظهرت البيانات الصادرة الأسبوع الماضي ارتفاع مقاييس التضخم المفضلة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي في علامة أخرى على استمرار ضغوط الأسعار.

ارتفاع مؤشر التضخم المفضل عند الاحتياطي الفيدرالي معززاً ضغوط زيادة الفائدة