5 خطوات تقي حسابات الشركات وسط توترات انهيار البنوك

الانهيارات الأخيرة لبنوك أميركية أثارت شكوك تنفيذيين وأرباب أعمال حول مدى تأمين ودائعهم المصرفية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد انهيار بنوك "سيليكون فالي بنك" (Silicon Valley Bank) و"سيلفرغيت كابيتال" (Silvergate Capital) و"سيغنتشر بنك" (Signature Bank) الأميركية، انتبه تنفيذيون وأصحاب أعمال إلى أن حسابات شركاتهم لدى المصارف لا تتمتع بالضرورة بحماية المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع.

قال جون بينيت، وهو محاسب شركات وشريك في مجموعة "إيسنر أدفيزوري" (Eisner Advisory Group) في إيزلين، نيو جيرسي: "لا أعتقد أن روّاد الأعمال والرؤساء التنفيذيين كانوا ينتبهون إلى ذلك. تاريخياً، كانت الشركات التي يدعمها رأس المال الجريء أو شركات ملكية خاصة تملك ما بين 10 ملايين و15 مليون دولار، لأنها تحتفظ بالأموال التي تحتاجها للاستمرار من ثلاث إلى أربع سنوات، ولم تعبأ مجالس إدارتها بأي مصرف تودعها. أما الآن فسيكون هذا الأمر محل نقاش".

هل يمكن لأميركا أن تضمن جميع الودائع المصرفية بالفعل؟

إن تأمين الحسابات في الولايات المتحدة تلقائي حتى مبلغ 250 ألف دولار لكل مودع في البنوك التي تؤمنها المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع. لكن العديد من الشركات تخصص ملايين أو عشرات ملايين الدولارات لصرف الرواتب ولتكون تحت تصرف عملياتها.

لكن ليست كل المؤسسات بحاجة لتأمين كل دولار. قالت نانسي بريسنيل، الشريكة في شركة المحاماة "فروست براون تود" (Frost Brown Todd) في لويزفيل: "يتعلق الأمر فقط بتحمل المخاطرة... السؤال هو: كم من الوقت سأخصص لهذا الأمر؟ ما هي درجة المقامرة التي أنا مستعد لأن أخوضها؟"

إليكم آراء خبراء مصرفيين حول إنشاء أنظمة إدارة النقد وسبل زيادة التأمين على الحسابات:

اختيار المصرف

الأولوية الأولى هي اختيار بنك يتمتع بسلامة مالية جيدة. قال جاي هاك وهو شريك في شركة المحاماة "غاليت دريير آند بيركي" (Gallet Dreyer & Berkey)، في مدينة نيويورك: "ينبغي للجميع دائماً إجراء تحليل مالي، لكن لا أحد يكلف نفسه عناء ذلك. لا يتطلب الأمر أن تحمل دكتوراه في الاقتصاد، وما هو إلا مجرد قدر معتدل من الخبرة والارتياب".

تتوفر المستندات المالية على مواقع البنوك، ويمكن لمحاسب أو محامٍ أو مصرفي من مؤسسة أخرى الاطلاع عليها. يسهل في الولايات المتحدة تقييم البنوك الإقليمية، التي تملك استثمارات محلية واستراتيجيات غالباً ما يسهل فهمها.

يمكن لأي شخص لديه خبرة مالية معقولة فحص وتقييم ما إذا كان البنك قوياً وآمناً. يقترح خبراء اختيار عدة بنوك، على الأقل بنك كبير وآخر إقليمي، والتأكد من أن كل بنك يتمتع برأس مال جيد وسيولة قوية ولا يتركز نشاطه في صناعة واحدة أو صناعتين.

يرى "هاك" أن "سيليكون فالي بنك" كان بمثابة "قنبلة موقوتة"، وقال: "لقد كان هناك كثير من المؤشرات القوية على احتمال اندلاع مشاكل".

هناك تحذير واحد، هو أنه بموجب اتفاقيات القروض التي ترتبط بها مع بعض البنوك يتعين على الشركات الاحتفاظ بجميع أو معظم خدماتها المصرفية مع ذات المصرف. قال تايلر أورايلي، المحامي التجاري لدى "هاريس بيتش" (Harris Beach)، ومقره في بيتسفورد في نيويورك: "أتساءل عما إذا كنا سنرى قدراً من إعادة النظر في ذلك، فقط حتى تتمكن الشركات من تحقيق مزيد من التنويع".

ودائع البنوك الأميركية تسجل أكبر انخفاض في عام

إنشاء الحسابات

يمتلك عدد من المؤسسات 3 حسابات (أو 3 مجموعات من الحسابات)، وفقاً لبينيت هي:

  • حساب تشغيل رئيسي لإجراء المعاملات.
  • حساب رواتب يموّله حساب التشغيل.
  • حساب سوق مال يدر فوائد تموّله الأموال الفائضة من حساب التشغيل.

لتجنب تجاوز حساب سوق المال مبلغ 250 ألف دولار، يكون أحد الخيارات إنشاء حساب شامل، يحوّل تلقائياً الأرصدة التي تتجاوز مستوى يحدّد مسبقاً إلى حسابات أخرى. على سبيل المثال، قد تنشئ شركة صغيرة حساباً شاملاً ينقل الأرصدة التي تتجاوز قيمتها 250 ألف دولار أميركي إلى حساب خارجي يومياً، بالتالي تحافظ على تغطية المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع.

إذا استمرت الأموال الفائضة بالنمو ولم تكن هناك حاجة ماسّة لها، فهذا أمر طيب. إحدى الاستراتيجيات التي يقترحها بينيت هي شراء حصص في صناديق سندات حكومية شهرياً. هذه الأموال ليست مؤمنة من المؤسسة الفيدرالية، لكنها تُعتبر آمنة جداً.

يلين: أميركا لا تفكر في تأمين "شامل" للودائع المصرفية

توسيع الاستفادة من تأمين الودائع

قال بينيت إن البنوك تتيح أدوات لتأمين الأرصدة الأكبر حجماً، لكن قليلاً من الشركات تستفيد منها. جميع الخيارات تصحبها تكاليف و"هناك تفاصيل لوجستية ربما تجعل هذه الأدوات مزعجة"، كما يقول جاريد كريغيد، رئيس الموظفين في مصرف "فيستا" (Vista Bank) في دالاس. تقدم المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع في هذه الحالة أداة حسابية سهلة للتأمين.

فيما يلي ثلاث طرق لتخطي تغطية المؤسسة الفيدرالية:

شبكة "إنترافاي" (Intrafi)

تضم هذه الشبكة أكثر من 3000 بنك وتتيح للمودع الاحتفاظ بمبالغ بحدود 100 مليون دولار تحت تأمين المؤسسة الفيدرالية بالطريقة التالية: إذا أودعت شركة ما مليون دولار يودع البنك 750 ألف دولار بواقع ثلاثة إيداعات بقيمة 250 ألف دولار في ثلاثة مصارف أخرى، فيضمن بذلك الحفاظ على تغطية من المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع لكامل الرصيد. شبكة "إنترافاي" معنية بمعاملات البنوك البينية، لذا يتسنى للمسؤولين التنفيذيين في أي شركة متابعة رصيدها الإجمالي بسهولة، دونما حاجة لمتابعة عشرات الحسابات المصرفية.

شهادات الإيداع.

يمكن للشركات الاستثمار في شهادات إيداع تصل قيمتها إلى 250 ألف دولار، كل منها مودع لدى مصرف يتمتع بتأمين المؤسسة الفيدرالية. تتيح بعض البنوك هذه الخدمة، فيما تقدم "إنترافاي" برنامجاً يسمى خدمة تسجيل حساب الإيداع، الذي يمكنه تأمين مبالغ تصل إلى حوالي 50 مليون دولار.

خطوط الائتمان. تستخدم بعض الشركات خط ائتمان لرأس المال العامل. نظراً لأن الأموال لا تدخل حساب الشركة حتى تُسحب من خط الائتمان، فإن هذا لا يتطلب الحاجة إلى تأمين أرصدة كبيرة. أما الجانب السلبي في ذلك فهو أن وصول المال الى الحساب قد يتطلب بضعة أيام، حسب الترتيبات.

باول يطمئن: كل الودائع في البنوك الأميركية "آمنة"

احصل على تمويل طوارئ

أظهر ما حدث في مارس أن الوصول إلى التمويل ضروري حتى لو فشل المصرف. قال كريغيد: "من الممارسات الجيدة أن يكون لدى الشركات خطوط ائتمان، حتى لو لم تستخدمها. لست بحاجة لأن يكون لديك خط ائتمان للطوارئ في المصرف نفسه مثل جميع الأصول التي تمتلكها". يُحدد التدفق النقدي للشركة حجم خط الائتمان إلى حد كبير.

تقييم حسابات العملاء

ماذا عن الأموال المودعة في حسابات البائعين أو شركات المحاماة أو الاستشاريين؟ في 14 مارس، تحدث هاك في ندوة طارئة لنقابة المحامين في ولاية نيويورك عبر الإنترنت. تلى استفسارات من 750 محامياً يتسألون عن أمور مثل: "ماذا لو كانت لدي أموال عملاء تزيد عن 250 ألف دولار؟ هل يدعو ذلك للقلق؟ الجواب: نوعاً ما. هذه حالة شائعة. على سبيل المثال، إذا اشترت شركة ما مبنى مكاتب بقيمة 3 ملايين دولار، ستصل دفعة مقدمة بنسبة 10% قدرها 300 ألف دولار إلى حساب الضمان لدى شركة محاماة.

باستخدام الأعمال الورقية المناسبة، تُصبح الشركات التي تحتفظ بأموال العميل بمثابة جهات ائتمان، وتُغطى ممتلكات كل عميل من خلال تأمين المؤسسة الفيدرالية بحد أقصى 250 ألف دولار. إذا كان المبلغ أكثر من ذلك "يمكن للشركة إما وضعه في مصرفين، وهو أمر مزعج لأسباب عديدة"، كما يقول هاك. "أو أنك ترتاح إلى فكرة أنك اخترت مصرفاً لن ينهار". يُفضل استيضاح رأي البائعين بشأن استراتيجياتهم فيما يتعلق بإدارة النقد.