تراجع تمويل رأس المال الجريء لقطاع التشفير 80% في الربع الأول

التمويل انخفض إلى 2.4 مليار دولار في الربع الأول مقارنة بـ12.3 مليار دولار

أحد الحاضرين بالقرب من شعارات العملات المشفرة المختلفة في قمة الأصول الرقمية "كريبتو كومبير" في لندن، المملكة المتحدة
أحد الحاضرين بالقرب من شعارات العملات المشفرة المختلفة في قمة الأصول الرقمية "كريبتو كومبير" في لندن، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواصل شركات رأس المال الجريء الانسحاب من قطاع التشفير الذي يعاني من فضائح وتراجع وعدم يقين تنظيمي، فقد هبط التمويل الخاص للشركات الناشئة في المجال بالربع الأول من العام الجاري إلى أدنى مستوى منذ 2020، وفق بيانات شركة الأبحاث "بيتش بوك" (PitchBook).

تراجع تمويل رأس المال الجريء العالمي للقطاع إلى 2.4 مليار دولار خلال الربع، وهو هبوط بمقدار 80% عن أعلى مستوى مسجل على الإطلاق عند 12.3 مليار دولار خلال نفس الربع في العام الماضي، وفق "بيتش بوك".

قال روبرت لي، محلل قطاع التشفير في شركة الأبحاث، إنَّ تراجع التمويل "ليس مفاجئاً"، مشيراً إلى أنَّ استثمارات رأس المال الجريء تراجعت لكل القطاعات العام الجاري. بجانب زيادة أسعار الفائدة؛ شهد الربع انهيار مصرف "سيليكون فالي بنك"، وهو مؤسسة تعتمد بشدة على الشركات المدعومة من رأس المال الجريء.

مخاوف مستثمري رأس المال الجريء تهبط بتمويل الشركات الناشئة 55%

أضاف لي: "ما يزال هناك الكثير من الخوف حول ما يمكن أن يحدث لأنَّ البيئة تظل مجهولة للغاية".

كان لقطاع التشفير تحدياته الخاصة أيضاً، إذ قال لي إنَّ انهيار وإفلاس بورصة التشفير "إف تي إكس" ساهما في إبطاء وتيرة جولات التمويل، وأكدا الحاجة لإجراء العناية الواجبة، وبدلاً من الاندفاع نحو الصفقات، تقضي شركات رأس المال الجريء شهوراً في البحث وإمطار المؤسسين بالمزيد من الأسئلة قبل اتخاذ قرار دعم الشركة الناشئة من عدمه، وتابع: "لن يكون (القرار) قائماً على الخوف من ضياع الفرص أو ما يفعله المستثمرون الآخرون".

أخبار جيدة

برغم حجم تراجع التمويل؛ اشتملت بيانات "بيتش بوك" على بعض الأخبار الجيدة للشركات الناشئة في مجال التشفير، فعلى أساس شهري، زاد الاستثمار الجريء في شركات التشفير بالفعل في فبراير ومارس، مما يعني أنَّ أسوأ مراحل جفاف التمويل ربما تكون قد مرت.

لماذا لا يستطيع قطاع التشفير الاستغناء عن البنوك؟

يمتلك مستثمرو رأس المال الجريء الآن سيولة في خزائنهم، وما يزال الاهتمام قائماً بدعم الشركات الناشئة للبنية التحتية للعملات المشفَّرة، وشركات تحليل البيانات، ومنصات المطوّرين.

قال لي: "سنبدأ ببطء رؤية المستثمرين يصبحون أكثر ارتياحاً (للاستثمار)".

نجحت "إم زيرو لابس" (M^Zero Labs)، شركة البنية التحتية للتمويل اللامركزي الناشئة الواقعة في برلين، في جمع 22.5 مليون دولار في جولة تمويل أُعلن عنها الشهر الجاري. وبدأت الشركة محادثات جولة التمويل في أكتوبر، مباشرة قبل انهيار "إف تي إكس"، وفق مؤسسها المشترك ورئيسها التنفيذي، لوكا بروسبيري.

رأس المال الجريء يواجه تبعات انهيار "سيليكون فالي بنك"

وقال بروسبيري في مقابلة إنَّ اضطرابات السوق جعلت عملية جمع الأموال أكثر إثارة للتوتر، مضيفاً أنَّ إفلاس "إف تي إكس" "دفع المستثمرين لمواصلة طرح المزيد من الأسئلة".

ذكر أنَّ "إم زيرو" ستستخدم الأموال الجديدة في توسعة فريقها، موضّحاً أنَّ الشركة محظوظة بداعميها من أصحاب رأس المال الجريء الذين ما يزالون واثقين في إمكانات النمو لقطاع التشفير.