كثافة بيع الأسهم الصينية تكشف فقدان ثقة المستثمرين

الصناديق الأجنبية تتخارج بـ754 مليون دولار من أسهم البر الرئيسي

زوار يراقبون أفق مدينة شنغهاي من أعلى أحد المباني
زوار يراقبون أفق مدينة شنغهاي من أعلى أحد المباني المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تزداد وتيرة عمليات بيع الأسهم الصينية، إذ يقيم المتداولون وابلاً من المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية، مع تسارع نزوح الصناديق العالمية.

خسر مؤشر "إم إس سي أي" الصيني ما يصل إلى 2% يوم الثلاثاء، متجهاً لليوم السادس من التراجع، والتي ستكون أطول فترة خسارة منذ أكتوبر.

كان من المقرر أن يصبح المستثمرون الأجانب بائعين صافين لأسهم البر الصيني للجلسة الثالثة على التوالي، في حين انخفضت عائدات السندات.

برر المتداولون توجههم البيعي بالتوترات الجيوسياسية خاصة أن خطط الولايات المتحدة الأسبوع الماضي للحد من الاستثمارات في أجزاء رئيسية من الاقتصاد الصيني.

سلط كبار القادة في البلاد الضوء على المخاطر التي تهدد الانتعاش، في الوقت الذي بدأ الاستهلاك يتباطأ بعد أن كان المحفز لنمو اقتصاد الصين في الربع الأول بأسرع وتيرة في عام.

"يبدو أن المستثمرين لديهم مخاوف بشأن استدامة الانتعاش في الصين وتصاعد التوترات الجيوسياسية"، وفق ريدموند وونغ، المحلل الاستراتيجي في ساكسو كابيتال ماركيتس.

فقد مؤشر "هانغ سينغ شاينا إنتربرايزس" للأسهم الصينية المدرجة في هونغ كونغ أكثر من 5% هذا الشهر ليكون ثاني أسوأ أداء بين أكثر من 90 مؤشراً للأسهم العالمية تتبعها بلومبرغ. هذا بعيد كل البعد عن أدائه في وقت سابق من هذا العام، إذ كان من بين الأفضل أداءً في العالم في يناير بعد إعادة فتح البلاد من قيود كوفيد في أواخر العام الماضي.

باعت الصناديق الأجنبية ما قيمته 754 مليون دولار من الأسهم الصينية في البر الرئيسي عبر تداولات مرتبطة مع هونغ كونغ يوم الثلاثاء، لتضاف إلى تدفق خارجي بـ1.7 مليار دولار في الجلستين السابقتين.

اقرأ أيضاً: الأسهم الصينية تسجل أكبر انخفاض لمدة يومين منذ بداية 2023

في غضون ذلك، لجأ المستثمرون إلى السندات السيادية، رغم انخفاض عائد أدوات الدين الحكومية لأجل 10 سنوات في سوق ما بين البنوك لمدة ثلاثة أيام حتى يوم الاثنين.

إحباط المستثمرين

يجتمع المكتب السياسي للحزب الشيوعي، أعلى هيئة لصنع القرار في البلاد، في أبريل، ومن المتوقع أن يشهد تحولاً في تركيز سياسته على تعزيز ثقة الأعمال وزيادة الوظائف دون إضافة حوافز إضافية.

أشار بنك الشعب الصيني بالفعل إلى أنه سيبدأ في التراجع عن التحفيز لمعالجة آثار الوباء.

المحللون الاستراتيجيون في بنك "أوف أمريكا" بما في ذلك "ويني وون" قالوا في تقرير إن "المستثمرين الأوروبيين الذين التقيناهم الأسبوع الماضي محبطون من الأداء البطيء للأسواق الصينية، على غرار مستثمري هونغ كونغ والصين". لكنهم أضافوا أنه بالنظر إلى التوترات الجيوسياسية، فإن الناس غير متأكدين بشأن أداء السوق على المدى الطويل، ومترددين بشأن الشراء في الوقت الحالي وانتظار تحسن السوق.

أشار التقرير إلى أن المستثمرين يتساءلون أيضاً عن دقة البيانات الكلية، حيث لا تزال أرباح الشركات وتوقعاتها ضعيفة.

كانت أسهم شركات التكنولوجيا والأدوية أكبر الخاسرين على مؤشر "إتش إس سي إى أي" يوم الثلاثاء. انخفض مؤشر "هانغ سنغ للتكنولوجيا" بأكثر من 3%.

تواجه السوق "مجموعة من الضوضاء الجيوسياسية السلبية مع القليل من المحفزات الإيجابية"، بما في ذلك الأمر التنفيذي لبايدن لتقييد الاستثمارات وتعليقات السفير الصيني في فرنسا حول الدول السوفيتية السابقة، وفق سيرن لينغ العضو المنتدب في يونيون بانسير بريفيي (Union Bancaire Privee).