"علي بابا" تخفض أسعار خدماتها السحابية لتحفيز النمو قبل اكتتاب عام محتمل

تخفيض الأسعار يدخل حيز التنفيذ اعتباراً من 7 مايو.. والهدف زيادة الطلب المدفوع بتطبيقات الذكاء الاصطناعي

شعار "علي بابا" على واجهة المكاتب الرئيسية للمجموعة في بكين، الصين
شعار "علي بابا" على واجهة المكاتب الرئيسية للمجموعة في بكين، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعمل مجموعة "علي بابا" القابضة على خفض تكلفة خدماتها السحابية بمقدار النصف، في خطوة يمكن أن تجذب المستخدمين من شركات منافسة مثل "تينسنت هولدينغز" (Tencent Holdings Ltd)، في الوقت الذي تدرس فيه فصل أعمال وحدة الحوسبة السحابية "أليون"(Aliyun) سريعة النمو عن بقية الأنشطة.

تتنافس "علي بابا" و"تينسنت" على توفير قدرة الحوسبة الأولية اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل شركة الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي" (OpenAI) لروبوت الدردشة "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، والتي أشعلت شرارة السباق على مستوى العالم.

قال متحدث باسم "علي بابا"، اليوم الأربعاء، إنَّ المنتجات الأساسية لشركة " أليون" التابعة، ستشهد خفضاً في الأسعار بنسبة تتراوح بين 15% و50% اعتباراً من 7 مايو.

قالت الشركة إنَّها ملتزمة تحت قيادة الرئيس التنفيذي للمجموعة دانيال تشانغ بتوسيع أعمال الحوسبة السحابية التي تعتبرها محركاً محتملاً للنمو المتسارع.

أعلنت مجموعة "علي بابا" عن نموذجها للذكاء الاصطناعي "تونغي كيانوين" (Tongyi Qianwen) في وقت سابق من أبريل، وأصبح مطلوباً لدى الشركات الصينية.

تلقت الشركة، ومقرها هانغتشو، أكثر من 200 ألف طلب للانضمام إلى البرنامج التجريبي الخاص بها، من شركات تعمل في صناعات متنوعة، مثل التكنولوجيا المالية، والإلكترونيات، والنقل، والأزياء، وصناعة الألبان.

"علي بابا" تعتزم الانقسام إلى 6 شركات

ترى الشركة أنَّ توفير خدمات الذكاء الاصطناعي بالتوازي مع البنية التحتية السحابية بمثابة صيغة رابحة لكسب شريحة كبيرة من السوق المحلية.

قال تشانغ في بيان: "ملتزمون تماماً بالعمل عن كثب مع شركائنا لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي مصمّمة حسب الطلب ومتخصصة".

رأي " بلومبرغ إنتليجنس"

" قيام (علي بابا) بخفض أسعار خدماتها السحابية بنسبة 50%، ينطوي على خطر يتمثل في أنَّ الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإطفاء للوحدة في السنة المالية 2024 المنتهية في مارس، ستكون دون توقُّعات تحظى بالإجماع، حتى بعد خفض التقديرات بأكثر من 5% خلال الأسبوعين الماضيين. تزيد تخفيضات الأسعار من احتمال تخلي (علي بابا) عن مكاسب أرباح وحدة الحوسبة السحابية لعام 2024 لتحفيز نمو الإيرادات، ومواجهة التنافس المتزايد بين شركات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التوليدي من جانب أقرانها مثل (تينسنت) و(بايدو) خلال العام الجاري".

_ كاثرين ليم وتريني تان، محللان

تأسست "علي بابا كلاود" (Alibaba Cloud) في عام 2009، وتوفر خدمات معالجة البيانات وتخزينها لآلاف الشركات والمطوّرين والمنظمات الحكومية في أكثر من 200 دولة ومنطقة. وتمتلك أكبر حصة سوقية في الصين وعبر آسيا، حسب الموقع الإلكتروني للوحدة، والتي عادة ما تسهم بحوالي 9% من إيرادات المجموعة.

في واحدة من أولى عمليات دمجه، كونه يمثل نظاماً للذكاء الاصطناعي، يُختبر "تونغي كيانوين" حالياً لدى نظام تشغيل السيارات من "علي بابا"، وهو "علي أو إس" (AliOS). وقد التزمت شركة "آي إم موتورز" (IM Motors)، وهي مشروع مشترك للسيارات الكهربائية بين "علي بابا" و"إس إيه آي سي موتور " (SAIC Motor)، بأن تكون أول علامة تجارية لشركة سيارات تطبق نظام "علي أو إس" المدعوم بـ"تونغي كيانوين" عندما يكون جاهزاً.

بالنسبة إلى "علي بابا"؛ يتعين عليها مواجهة الشركات المنافسة في مجال الحوسبة السحابية، مثل الخدمات المرتبطة بالدولة التي كانت تزيد حصتها، وتدفع النمو، حيث تدرس فصل أجزاء من إمبراطوريتها البالغة 214 مليار دولار.

"علي بابا" تطلق منصة منافسة لـ"تشات جي بي تي"

يعد قسم الحوسبة السحابية أحد أسرع أقسام الشركة نمواً، ويعتبر المرشح الأول لطرح عام أولي في المستقبل.

لم تدم طفرة الحماس بين المستثمرين بعد إعلان "علي بابا" عن إطلاق برنامج الدردشة "تونغي كيانوين" الشبيه بـ"تشات جي بي تي".

بدّدت أسهم "علي بابا " الكثير من المكاسب الأولية في الأيام الأخيرة، ويتوجب عليها حالياً إثبات قدرتها على تحقيق زيادة في النمو المتوقَّع.

أثر القلق بشأن المخاطر الجيوسياسية المحتملة جراء تفاقم الخلاف بين واشنطن وبكين على الأسهم الصينية، وتحديداً على أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى.