"سانتوس" الأسترالية تختبر تقنية لخفض تكلفة احتجاز الكربون

التكلفة المتوقعة قد تصل إلى 75 دولاراً للطن بحلول 2030 وهي أقل بكثير مما تنفقه الشركات حالياً

ناقلا ضغط يعرضان قراءة على إحدى آبار الغاز
ناقلا ضغط يعرضان قراءة على إحدى آبار الغاز المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تقول شركة "سانتوس" (Santos)، ثاني أكبر شركات إنتاج الغاز في أستراليا، إنَّ بإمكانها خفض تكلفة احتجاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة، مما سيسمح لها بإنتاج نوع اصطناعي من الغاز الطبيعي ترى الشركة أنَّه لا يؤثر على المناخ.

صرح الرئيس التنفيذي كيفن غالاغر للصحفيين يوم الخميس بأنَّ الشركة، التي يقع مقرها في أديليد، تختبر تقنية قد تخفض تكلفة احتجاز الكربون من الهواء مباشرة إلى 75 دولاراً للطن بحلول 2030، وهي تكلفة أقل بكثير من الطرق الحالية.

احتجاز الكربون من الهواء مباشرة هي تقنية ناشئة؛ إذ يقول مؤيدوها إنَّها قد تتمكن ذات يوم من احتجاز كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينها تحت الأرض، مما سيؤدي إلى تباطؤ الاحترار العالمي، شريطة خفض التكلفة.

وفر في الطاقة

لم تعمل حتى الآن إلا مجموعة صغيرة من مشروعات احتجاز الكربون من الهواء مباشرة، وتبلغ التكلفة مئات الدولارات لطن ثاني أكسيد الكربون المحتجز.

أنظار مصدري الغاز المسال تتجه إلى أستراليا وسط فرص نمو جديدة

لكنَّ غالاغر قال إنَّ تقنية "سانتوس"، التي تمتص السائل من الهواء وتسخنه لاستخراج ثاني أكسيد الكربون، تستهلك طاقة أقل مما يستهلكه العديد من الطرق الحالية.

قال غالاغر: "يحتاج الكثير من التقنيات في أنحاء العالم لدرجة حرارة مرتفعة جداً لتسخين السائل لتحرير ثاني أكسيد الكربون. أما تقنيتنا، فهي مصممة لتنفيذ العملية عند درجة حرارة أقل بكثير، تقارب 75 مئوية (167 فهرنهايت). إذا نجحنا في ذلك، فهذا يعني خفض كمية الطاقة اللازمة لتحرير ثاني أكسيد الكربون".

تقنية جديدة

في البداية، سيُضخ ثاني أكسيد الكربون المحتجز عبر أنابيب إلى خزانات الغاز المستنفدة تحت الأرض في جنوب أستراليا ليُخزن بشكل دائم، مما سيولد أرصدة كربون يمكن بيعها للشركات التي تتطلع لتعويض الانبعاثات الناتجة عنها.

العالم يحتاج إلى إنفاق 110 مليارات دولار سنوياً لتخفيض انبعاث غاز الميثان

لكن في المدى البعيد، يمكن مزج ثاني أكسيد الكربون مع الهيدروجين لصنع "الميثان الأخضر"، الذي قد يحل محل الوقود الأحفوري دون زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الهواء، وفقاً لغالاغر.

وأضاف أنَّه في حالة خفض تكلفة كل خطوات العملية، يُحتمل أن يحل الميثان الأخضر محل إنتاج "سانتوس" من الغاز الطبيعي تماماً بحلول 2050.

ارتفاع تكلفة الاحتجاز

احتجاز الغازات من الهواء للاستخدامات الصناعية ليس فكرة جديدة، إذ تحتجز عملية "هابر-بوش"، المبتكرة في مطلع القرن العشرين، النيتروجين من الهواء وتمزجه بالهيدروجين لإنتاج الأمونيا المستخدمة في الأسمدة والمتفجرات.

بفضل التعهدات الدولية..العالم في طريقه لتحقيق السيناريو المناخي الأكثر تفاؤلاً

لكن بينما يشكل النتروجين 78% من الهواء، لا يمثل ثاني أكسيد الكربون إلا 0.04% فقط، مما يجعل تكلفة تقنية الاحتجاز من الهواء مباشرة "مرتفعة بشكل رهيب"، وفقاً لتيموثي وول، مستشار أول بشركة "دي إس إس بلس" (+DSS) للاستشارات.

وأضاف وول أنَّ الميثان المحايد كربونياً يتميز عن مصادر الطاقة الخضراء الأخرى، مثل الهيدروجين أو الأمونيا بعدم الحاجة لبناء سلسلة توريد كاملة جديدة، مما يوفر كل التكاليف الرأسمالية لبناء سلسلة توريد جديدة، مشيراً إلى كل العناصر، بدءاً من محطات التسييل والناقلات إلى محطات الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي.

وقال: "التحدي هو العثور على مصدر لثاني أكسيد الكربون منخفض التكلفة لإنتاج الميثان".

في تقرير صدر في العام الماضي، قالت وكالة الطاقة الدولية إنَّ تكلفة الاحتجاز لمحطة ضخمة لاحتجاز الكربون من الهواء مباشرة يجري بناؤها في الوقت الحالي تتراوح ما بين 135 دولاراً إلى 335 دولاراً للطن. مع ذلك؛ فقد تخفض الابتكارات التكنولوجية وحجم المحطة التكلفة إلى أقل من 100 دولار للطن بحلول 2030.

كما أشار التقرير إلى أنَّ المناطق ذات الإمكانات الكبيرة في الطاقة المتجددة والخبرة الواسعة في تقنيات توليد الحرارة والكهرباء أكثر استعداداً لخفض التكلفة، ومنها الشرق الأوسط، والصين، والولايات المتحدة.