هل خفضت روسيا إنتاجها من النفط؟

استهلاك البلاد من الخام انخفض لكن الصادرات القوية تلقي بظلال من الشك على مدى التزامها خفض الإمدادات

عامل يشرف على وحدة التناظر (الأزمرة) ذات درجة الحرارة المنخفضة في محطة تكرير النفط في نوفوكويبيشيفسك، منطقة سامارا، روسيا
عامل يشرف على وحدة التناظر (الأزمرة) ذات درجة الحرارة المنخفضة في محطة تكرير النفط في نوفوكويبيشيفسك، منطقة سامارا، روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عالجت مصافي تكرير النفط الروسية كميات أقل من الخام في مايو بسبب أعمال الصيانة الموسمية، لكن تراجع الإمدادات للمنشآت كان ضئيلاً للغاية بحيث لا يقدم دليلاً ملموساً على أن البلاد نفّذَت تخفيضات الإنتاج التي تعهدت بها بالكامل.

قال الكرملين إنه سيخفض إنتاج الخام 500 ألف برميل يومياً من مستويات فبراير لدعم أسعار النفط. من جهته أكد نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك أن الهدف تَحقَّق الشهر الحالي، ولكن يصعب تقييم مستويات الإنتاج بما يتجاوز التأكيدات الرسمية في ظلّ توقف البلاد عن نشر إحصاءات النفط.

بوتين: خفض روسيا إنتاج النفط يهدف إلى دعم الأسعار العالمية

في ضوء ذلك، ألقى تزايد صادرات النفط من الموانئ الروسية بظلال من الشك على هذه التصريحات، إذ قدّرت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي أن البلاد نفّذت أقل من نصف الخفض الذي تعهدت به.

خفضت مصافي النفط الروسية متوسط ​​إنتاجها اليومي إلى 5.34 مليون برميل في الفترة من 1 إلى 17 مايو، وفقاً لشخص مطّلع على البيانات. وتُظهِر حسابات بلومبرغ أن هذا يمثل تراجعاً بنحو 372 ألف برميل يومياً عن مستويات فبراير.

يبدو أن جزءاً كبيراً من النفط الخام الذي لم يُعالَج محلياً أُعيدَ توجيهه إلى الخارج. إذ ارتفع متوسط ​​تدفقات النفط المنقولة بحراً بالبلاد في مايو مقارنة بشهر فبراير بنحو 268 ألف برميل يومياً، وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها "بلومبرغ".

على الناحية الأخرى، يبدو أن روسيا تصدّر كميات أقل من النفط الخام عبر خطوط الأنابيب. وفي ظل عدم نشر الإحصاءات الرسمية، قدّرَت منظمة البلدان المصدرة للبترول أن شحنات البلاد عبر خط دروجبا -وإلى الصين عبر وصلة إسبو- انخفضت بنحو 60 ألف برميل يومياً في مارس مقارنة بمستويات فبراير.

مقدار الخفض

إذا واصلت التسليمات عبر خطوط الأنابيب ثباتها خلال شهر مايو، فإن التوازن بين الصادرات للعملاء الأجانب الرئيسيين والتكرير المحلي يعني ضمنياً انخفاض صافي الإنتاج بمقدار 165,000 برميل يومياً مقارنة بشهر فبراير، وفقاً لحسابات بلومبرغ، أي نحو ثلث الخفض الذي تعهدت به.

الحسابات لا تأخذ في الاعتبار شحنات النفط الروسي إلى الصين عبر كازاخستان بموجب العقود الطويلة الأجل، وكذلك إمدادات خطوط الأنابيب والسكك الحديدية إلى البلدان المجاورة، ولا سيما بيلاروسيا.

بينما تُبقي مينسك إحصاءاتها النفطية سرية أيضاً، قدّرت مذكرة بحثية حديثة صادرة عن "كبلر" (Kpler)، أنه "خلال أبريل ومايو كان لتعظيم أعمال المصافي البيلاروسية مجال ضئيل للغاية".

إنتاج روسيا قد يكون أقل إذا أُبقيَ على الصادرات المنقولة بحراً مرتفعة عبر السحب من المخزونات في حقول النفط والمصافي وخزانات الموانئ وعلى طول شبكة خطوط الأنابيب، وفقاً لتقديرات "ريستاد إنرجي" (Rystad Energy). وقالت شركة الأبحاث إنه كان بإمكان المنتجين الروس سحب نحو 400 ألف برميل من المخزونات في أبريل، و200 ألف برميل أخرى يومياً في مايو، للحفاظ على شحنات النفط الخام من الموانئ عند مستوى 3.7 مليون برميل يومياً.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا لا تنشر إحصاءات تخزين النفط الخاصة بها.