مع سعي المغتربين لأفضل تكلفة وجودة حياة.. مدن عربية توفر الميزتين

لا تمثل تكلفة المعيشة وحدها عاملاً حاسماً أمام الشركات والمغتربين للعمل والإقامة في المدن، إذ إن لجودة الحياة ثقلاً عند اتخاذ القرار. وبينما يبحث المغتربون، خصوصاً أولئك الذين يعملون من بُعد، عن مدن للإقامة والعمل بها، تظهر عدة دول عربية توفر الميزتين.

جاءت مسقط والدوحة في مقدمة المدن العربية التي صاغت المعادلة الأصعب، وهي جودة الحياة مع تكلفة جيدة للمغتربين في 2023، حسب بيانات شركة "ميرسر" الأميركية لإدارة الأصول والاستشارات.

احتلت مسقط المرتبة 130 في تكلفة المعيشة والمركز 111 في جودة المعيشة، ولم تبتعد عنها الدوحة كثيراً إذ جاءت في المرتبتين 126 و112 في تكلفة المعيشة والجودة على التوالي.

وفي الإمارات، تُعَدّ دبي من أعلى المدن تكلفةً وأكثرها جودة، فيما جاءت الرياض والقاهرة وتونس والدار البيضاء ضمن المدن الأقل تكلفة لكن أيضاً الأقلّ جودة.

هذه أغلى مدن العالم للعيش في 2022

لفت التقرير إلى أن أكبر العوامل الرادعة للمغتربين عن الإقامة في المدن تشمل مخاطر مثل الكوارث الطبيعية والاضطرابات السياسية والاقتصادية ومعدلات الجريمة العالية والبنية التحتية الضعيفة. كما تواصل العوامل الرئيسية التي شكلت ملامح الاقتصاد العالمي في 2022 تأثيرها العام الجاري، إذ لا تزال الاقتصادات تستوعب صدمات الغزو الروسي لأوكرانيا والوباء والسياسة النقدية الأكثر تشدداً، وفق التقرير.

المشهد في المدن العربية

على صعيد التكلفة وحدها، ارتفعت تكاليف المعيشة للمغتربين العام الجاري في دبي التي ارتقت إلى المركز 18 من 31 في 2022، كما صعدت أبوظبي إلى المركز 43 من 61 العام الماضي. وفي السعودية، قفزت الرياض وجدة 18 و10 مراتب على التوالي إلى المركزين 85 و101، وفق التقرير.

وفي حالة الإمارات كانت العوامل الأهمّ وراء تغير تصنيفات عام 2023 هي ارتفاع تكاليف إيجار المساكن حيث قفز متوسط الإيجار السنوي لفيلا أو منزل عائلي في دبي بنسبة 26% منذ بداية العام حتى فبراير الماضي، ليصل إلى 295,436 درهماً (80,436 دولاراً أميركياً)، فيما ارتفع متوسط إيجار الشقق السكنية بنسبة 28% إلى 99,737 درهماً، وفقاً لشركة الاستشارات العقارية "سي بي آر إي غروب" (CBRE Group Inc)، في المقابل كان تأثير حركة الإسكان أقل في أبوظبي، حيث تتراوح نسبة ارتفاع الإيجار بين 6% و8%، فيما حافظت الإيجارات على نفس معدلات العام الماضي في بعض المناطق.

تعرّف على أغلى 50 مدينة لعيش وعمل المغتربين في العالم

بعيداً عن الإيجار، سجلت دبي وأبوظبي ارتفاعاً بنسبة تصل إلى 11% في أسعار المواد الغذائية في المتاجر، و4% في المواصلات، و5% في مجالَي الرياضة والترفيه.

وفي السعودية، تقود أسعار الإيجارات السكنية معدلات التضخم، إذ بلغت نسبة الارتفاع في أبريل نحو 9.6% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.

عالمياً، جاءت هونغ كونغ في المرتبة الأولى من حيث تكلفة المعيشة للمغتربين، تليها سنغافورة. وتضمنت أعلى 10 مدن تكلفةً في المعيشة خمس مدن أوروبية، أربع منها في سويسرا والخامسة هي كوبنهاغن، وجاءت لندن وفيينا وأمستردام وهلسينكي ضمن أغلى مدن المنطقة.