الطقس الجاف يهدد بتدمير ثلث محصول القمح في أستراليا

مايو الماضي سجل ثاني أشد الشهور جفافاً على مستوى البلاد.. والأحوال السيئة تأتي بعد 3 أعوام من وفرة المحاصيل

حصادة تجمع وتفرغ القمح بعربة حبوب في حقل قرب مدينة غونيداه، نيو ساوث ويلز، أستراليا
حصادة تجمع وتفرغ القمح بعربة حبوب في حقل قرب مدينة غونيداه، نيو ساوث ويلز، أستراليا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المتوقع تراجع إنتاج القمح الأسترالي بنسبة 34% في موسم الحصاد المقبل بسبب تفاقم ظاهرة "إل نينيو"، التي ستحد على الأرجح من هطول الأمطار في مناطق شاسعة بالبلاد، وفقاً لما ذكرته جهة حكومية مسؤولة عن التنبؤ بالمحاصيل.

أوضح المكتب الأسترالي لاقتصاد وعلوم الزراعة والموارد أن الأحوال الجوية الجافة ورطوبة التربة المنخفضة في بعض المناطق الزراعية تعني أن محصول القمح لموسم 2023-2024 سيعاني من الجفاف، ويحتاج كميات كافية من الأمطار بالوقت المناسب للسماح للنباتات بإخراج براعمها. ويُعد القمح محصولاً شتوياً أساسياً في أستراليا، حيث تبدأ زراعته في أبريل وينطلق موسم الحصاد في نوفمبر.

وبعيداً عن أستراليا، تخيم الأحوال الجوية السيئة على المحاصيل بمناطق أخرى، بما فيها الأميركيتين وشمال أفريقيا. كما ألحقت الأمطار الغزيرة الضرر بمحصول بالصين -التي تُعد أكبر مستهلك عالمي للقمح- ما قد يفاقم الاحتياج لواردات أكثر.

إمدادات القمح الأسترالية تصطدم بطرق متردية وسكك حديدية مغلقة

خلال الوقت الراهن، تقترب أسعار القمح العالمية من أدنى مستوياتها منذ أكثر من عامين جراء التفاؤل إزاء الحصاد الوفير في كافة أنحاء أوروبا، وهو ما يسهم بدوره في استمرار السيطرة على تكاليف الغذاء.

ظاهرة "إل نينيو"

أكد المكتب الأسترالي لاقتصاد وعلوم الزراعة والموارد أن بداية ظاهرة "إل نينيو" المتوقعة في يوليو المقبل ستسفر عن تراجع هائل في إنتاج المحاصيل الشتوية على الأرجح. وبدأت بوادر الطقس الجاف في الظهور بالفعل، بحسب مكتب الأرصاد الجوية، حيث كان الشهر الماضي ثاني أكثر مايو جفافاً في التاريخ على مستوى البلاد، والأشد جفافاً في غرب أستراليا منذ بدء عمليات الرصد. قبل هذه الموجة، بينما تمتعت البلاد طوال 3 أعوام بطقس رطب للغاية في استثناء تاريخي.

قال دينيس فوزنيسينسكي، المحلل الزراعي في مصرف "رابو بنك": "يبدو أن الجزء الغربي من أستراليا يعاني من الجفاف بصفة عامة، لكن هطول بعض الأمطار مؤخراً قد يعزز نمو المحاصيل، وتشير التوقعات إلى هطول مزيد من الأمطار". مضيفاً أن النظم المناخية المسببة للجفاف تتشكل في السواحل الغربية والشرقية لأستراليا على حد سواء.

صعدت العقود المستقبلية القياسية العالمية للقمح 10% بعد بلوغها أدنى مستوياتها خلال أكثر من عامين الأسبوع الماضي، حيث يضع المتداولون في اعتبارهم مخاطر الطقس السيئ حول العالم. زادت الأسعار 0.8% مسجلة 6.2875 دولار للبوشل عند الساعة 1:05 مساءً بتوقيت سيدني.

الاقتصاد العالمي يخسر تريليونات الدولارات بسبب ظاهرة "إل نينيو"

ربما يهبط إنتاج البلاد من القمح بنحو 34% إلى 26.2 مليون طن مقارنة بالمستوى القياسي العام الماضي، أي أقل قليلاً من متوسط 10 أعوام. ومن المرجح تراجع إنتاج الشعير 30% ليبلغ 9.9 مليون طن، أي أقل بـ11% تقريباً من متوسط 10 أعوام. ربما ينخفض إنتاج بذور اللفت 41% إلى 4.9 مليون طن، أي أعلى من متوسط 10 أعوام 15%، بحسب المكتب الأسترالي لاقتصاد وعلوم الزراعة والموارد.

نستعرض فيما يلي مزيداً من التفاصيل:

  • ربما تنخفض المساحات المزروعة بالقمح 2% إلى 12.8 مليون هكتار.
  • قد تزيد المساحة المزروعة بالشعير 4% إلى 4.3 مليون هكتار، ويُعزى ذلك بطريقة كبيرة لقدرة المحصول على تحمل الظروف الأكثر جفافاً.
  • من المرجح تقلص المساحة المخصصة لبذور اللفت 11% إلى 3.5 مليون هكتار، ما يعكس توقعات الجفاف الأكثر حدة وانخفاض العوائد المتوقعة نوعاً ما في أعقاب التراجعات الأخيرة للأسعار العالمية.
  • يمكن أن تكبح ظاهرة ال نينيو الهندي هطول الأمطار خلال فصلي الشتاء والربيع في غالبية أنحاء أستراليا، وربما يفاقم من تأثير الجفاف الناتج عن ظاهرة "إل نينيو".
  • توقع المكتب الأسترالي لاقتصاد وعلوم الزراعة والموارد هبوط قيمة الصادرات الزراعية الأسترالية 17% إلى 65 مليار دولار أسترالي (43 مليار دولار) خلال موسم 2023-2024 مقارنة بمستواها القياسي السابق، وفقاً لما ذكره في تقرير منفصل. وما يزال من المتوقع بلوغ أرباح الصادرات ثالث أعلى مستوى تاريخي لها.

السلع الزراعية