دراسة: إنجلترا قد تستغرق 4700 عام لتحقيق هدف طاقة الرياح

توربينات الرياح بالقرب من العقارات السكنية في منطقة سليد جرين في لندن الكبرى، المملكة المتحدة
توربينات الرياح بالقرب من العقارات السكنية في منطقة سليد جرين في لندن الكبرى، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

العام هو 6723، وقد أصبح لدينا أخيراً ما يكفي من مزارع طاقة الرياح البرية في إنجلترا لدعم هدف المملكة المتحدة لعام 2050 بالوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية.

هذه المدة هي الوقت الذي يستغرقه الوصول إلى هذا الهدف على الأقل بوتيرة البناء الحالية، وفقاً لتقرير صادر عن معهد أبحاث السياسة العامة (Public Policy Research)، وهو مركز أبحاث يقع مقره في لندن. ويعد ذلك مثالاً متطرفاً على كيف يمكن لقواعد التخطيط أن تبطئ وتيرة تطوير مصادر الطاقة المتجددة إلى حد قد يجعل من المستحيل تحقيق أهداف المناخ.

"لا يُعتبر نظام التخطيط الحالي في إنجلترا مناسباً ولو من بعيد للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية"، وفقاً لما قاله لوك مورفي، المدير المساعد في "معهد أبحاث السياسة العامة" (IPPR)، للطاقة والمناخ والإسكان والبنية التحتية، الذي أضاف: "بمعدلات البناء الحالية، نحن بعيدون عن توفير طاقة الرياح التي نحتاجها محلياً لأمن الطاقة بنفس المسافة الزمنية التي نبعد بها عن بداية بناء ستونهنج في عام 2500 قبل الميلاد".

"مصدر" الإماراتية تطور مشروعاً لطاقة الرياح في مصر بـ10 مليارات دولار

تسعى المملكة المتحدة كغيرها من الدول الأخرى في جميع أنحاء المنطقة، إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن مع تحولها بعيداً عن الوقود الأحفوري ونحو مصادر الطاقة المتجددة. يواجه العديد من الأُسر في جميع أنحاء البلاد حالياً أزمة في تكاليف المعيشة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع أسعار الطاقة.

الحظر الفعلي

وفقاً للباحث، هذا الجدول الزمني الذي يمتد لآلاف السنين هو نتيجة للسياسة التي يتبعها حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا والتي تحظر فعلياً المزارع البرية الجديدة لإنتاج طاقة الرياح بأن جعلت الحصول على الموافقة على مشاريع جديدة بالغ الصعوبة.

الصين بصدد تحصين اقتصادها بطاقة رياح بحرية تفوق إنتاج العالم

قبل تعديل إحدى القواعد في عام 2015، كانت إنجلترا تنشئ وحدات لإنتاج نحو 180 ميغاواط من طاقة الرياح البرية الجديدة كل عام، حسبما ذكر "معهد أبحاث السياسة العامة" في تقريره. بعد التعديل، تراجع هذا المعدل إلى حوالي 1 ميغاواط سنوياً وحصلت 17 مزرعة رياح صغيرة فقط على إذن تخطيط منذ ذلك الحين - حوالي 0.02% من هدف الشبكة الوطنية للمزارع البرية لطاقة الرياح بحلول عام 2030.

"بهذه الوتيرة، ستستغرق إنجلترا 4700 عام للوصول إلى حصتها من هذا الهدف".

وافق رئيس الوزراء ريشي سوناك العام الماضي على إجراء مشاورات من شأنها إنهاء الحظر من خلال منح المجتمعات المحلية مزيداً من الحرية للموافقة على المشاريع. لكن منظمة "رينيوابل يو كيه" (RenewableUK)، التي تمثل هذا القطاع، أشارت إلى أن التغييرات المقترحة لن تساهم كثيراً في تعزيز مزارع طاقة الرياح البرية في إنجلترا.

وقال متحدث باسم الحكومة: "نسعى إلى توسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، ومنذ عام 2010 قمنا بزيادة معدلات الطاقة المتجددة المتصلة بالشبكة بنسبة 500% -وهي ثاني أعلى نسبة في أوروبا". وأضاف: "من الأفضل اتخاذ القرارات المتعلقة بمزارع طاقة الرياح البرية من قبل القادة المحليين الذين يعرفون منطقتهم بشكل أفضل".