احتدام تداول النفط بسوق خام الشرق الأوسط وسط رهانات متناقضة

أعمدة مصفاة النفط "غراند بوي" التابعة لشركة "توتال إنرجيز" في فرنسا
أعمدة مصفاة النفط "غراند بوي" التابعة لشركة "توتال إنرجيز" في فرنسا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتزاحم بعض أكبر الشركات في سوق النفط العالمية على جانبي نافذة تداول خام الشرق الأوسط الهادئة، مما يصعب تقييم تأثير تخفيضات الإنتاج التي أُقرّت في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم.

على جانب الطلب، اقتنصت وحدتا "توتال إنرجيز" و"بتروتشاينا" (PetroChina) مجتمعتين 11 مليون برميل من النفط المحدد بسعر دبي القياسي. وفي الجهة المقابلة من السوق تأتي "يونيبك"، الذراع التجارية لأكبر شركة تكرير صينية "سينوبك"، والتي كانت أكبر بائع من حيث الحجم هذا الشهر. ويُعتبر هذا النشاط هو الأكبر منذ سنوات بالنسبة لنافذة تسعير رئيسية تديرها وحدة "إس أند بي غلوبال".

الطلب الآسيوي يعزز فرص نفط الشرق الأوسط أمام برنت

يُعبِّر توجه "توتال" و"يونيبك" الشرائي، على وجه الخصوص عن سمات الرهانات المتناقضة على خام الشرق الأوسط مقارنة بالمعايير الأخرى مثل مزيج برنت، وفقاً للمتداولين والوسطاء المشاركين في السوق.

عرضت "توتال" أيضاً بيع مجموعة من الشحنات في بحر الشمال منذ بداية الشهر، في حين أنه من غير المعتاد أيضاً رؤية "بتروتشاينا" و"يونيبك"، وهما عملاقان صينيان في مجال تكرير النفط، على طرفين متناقضين (بالسوق).

تعذر الوصول إلى ممثلين من "سينوبك" و"توتال إنرجيز" و"بتروتشاينا" للتعليق.

بغض النظر عن الأحجام الكبيرة -التي تزيد من الأرباح والخسائر المحتملة للمتداولين المعنيين- فإن الرهانات تُعتبر مهمة أيضاً لمجموعة من الأسباب الأخرى.

دلالة خام دبي

يركز المتداولون بشدة على خام دبي عند محاولة الحكم على مدى انعكاس تخفيضات إنتاج "أوبك+" على تشديد أسواق النفط في الشرق الأوسط، لذا فإن تغير سعره له دلالة مهمة. لأنه يساعد في تحديد أسعار النفط المصدر عبر الشرق الأوسط، بما في ذلك منتجي "أوبك" مثل المملكة العربية السعودية، كما أن تقلبات سعره بالنسبة إلى النفط في أجزاء أخرى من العالم تُحدِّد حجم الخام الذي يتدفق من الغرب إلى الشرق والعكس صحيح.

باعت "يونيبك" أكثر من 400 عقد مشتقات مرتبط بخامي دبي وعُمان هذا الشهر حتى الآن، وفي الجهة الأخرى، اشترت "توتال" أكثر من 300 عقد، في حين اشترت "بتروتشاينا" نحو 220 عقداً.

تسمح هذه الأدوات المعروفة بـ"الجزئية" (Partials) للمتداولين بتحويل سلسلة من المراكز الأصغر بالمشتقات في نهاية المطاف إلى شحنة خام حقيقية مادية قابلة للتسليم حجمها 500 ألف برميل.

من غير الواضح ما إذا كانت "يونيبك" تبيع الشحنات المادية التي لم تعد مصافيها تحتاجها، على عكس" توتال" التي تشتري النفط لوحداتها. قال متعاملون إن "يونيبك" كانت واحدة من المصافي الصينية التي طلبت كمية أقل من الخام السعودي لشهر يوليو، على الرغم من أن نافذة التعاملات هي لشهر أغسطس. ويبقى أيضاً أن نعرف ما إذا كانت الشركات ستواصل هذا النشاط طوال هذا الشهر، لأن تراجعه قد يتسبب في تقلبات الأسعار.

ألمح التجار والوسطاء إلى أن الشركات ربما نسقت عمليات التداول لخامات برنت ودبي.

توسع هامش الفارق بين خامي دبي وبرنت القياسي العالمي منذ بداية العام. وبلغ عدد العقود المحتفظ بها حالياً على أقرب فارق بين مزيج برنت وخام دبي أعلى مستوى له من أي وقت منذ 2015، وفقاً لبيانات بورصة إنتركونتيننتال للعقود المستقبلية في أوروبا.

هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها نافذة تداول خام دبي نشاطاً قوياً. ففي 2015، تنافست شركتان صينيتان وعرضتا الخام لبعضهما البعض في السوق، مما تسبب في حدوث ارتباك بشأن الطلب بثاني أكبر اقتصاد في العالم.

في سوق بحر الشمال، قامت شركة "شِل"، أكبر متداول للنفط في العالم، بزعزعة الأسعار عبر عمليات شراء مفاجئة.