صعود الأسهم الأميركية يصطدم بإمكانية استئناف رفع الفائدة

أغلقت الأسهم الأميركية دون تغيير يذكر يوم الأربعاء بسبب تلميح الاحتياطي الفيدرالي بإمكانية استئناف زيادة أسعار الفائدة بعد وقف دورة التقشف النقدي في يونيو لدراسة الأوضاع الاقتصادية.

بعد الزوبعة المعتادة في أيام اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، أنهى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" جلسة التداول مرتفعاً بنسبة 0.1% فقط، بعد أن أعلن جيروم باول عدم اتخاذ أي قرار يتعلق بالاجتماعات القليلة القادمة.

قفزت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين، التي تتسم بحساسية أكبر لإجراءات الاحتياطي الفيدرالي الوشيكة، بمقدار نقطتي أساس إلى 4.69%، واستقر الدولار قرب أدنى مستوى له في شهر.

في أخبار الشركات، ارتفع سهم "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (Advanced Micro Devices) إذ عرضت شركة صناعة الرقائق خطتها لإنتاج معالجات الذكاء الاصطناعي. وسجل سهم "انفيديا" أعلى مستوى له على الإطلاق، مما أدى إلى تمديد طفرة هذا العام. تراجع سهم "تسلا"، وقطع سلسلة انتصارات قياسية استمرت 13 يوماً. وانخفض سهم مجموعة "يونايتد هيلث" بعد أن قال مسؤول تنفيذي إن الزيادة الأخيرة في العمليات الجراحية والرعاية الطبية الأخرى قد تدفع النفقات أعلى مما كان متوقعاً.

قرار الاحتياطي الفيدرالي دفع أسعار الفائدة المعيارية على أرصدة الاحتياطي الفيدرالي في نطاق مستهدف من 5% إلى 5.25%.

أحدث توقعات الاحتياطي الفيدرالي الفصلية تكشف عن ارتفاع تكاليف الاقتراض إلى 5.6% بحلول نهاية العام في المتوسط، مقارنة مع 5.1% في الجولة السابقة من التوقعات.

"الفيدرالي" يتوقف مؤقتاً عن رفع الفائدة بعد 15 شهراً من التشديد النقدي

ردود الأفعال على قرار المركزي

غريغ ماكبرايد من موقع "بنك ريت" (Bankrate):

"بنك الاحتياطي الفيدرالي يأخذ قسطاً من الراحة. لكن من المرجح أن يكون قصير الأجل للغاية، مع احتمال استئناف رفع أسعار الفائدة في أقرب وقت في يوليو. وحالياً، سيستخدم بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الوقت للحصول على مزيد من البيانات حول التضخم، وأداء الاقتصاد، وتشديد شروط الائتمان قبل اتخاذ قرار بشأن ما سيأتي بعد ذلك ".

جيسون برايد من شركة "غلينميد"

"عدم رفع سعر الفائدة هذا الشهر لا يعني بالضرورة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة هذه الدورة. وعلى الأرجح سوف يتضح أن قرار اليوم هو (وثبة) قبل رفع سعر الفائدة مرة أخرى في اجتماع يوليو بدلا من التوقف لفترة طويلة في حملة رفع سعر الفائدة ".

إدوارد مويا من شركة "أواندا"

"بيان الاحتياطي الفيدرالي يتبنى لهجة متشددة للغاية، غير أن باول في مؤتمره الصحفي بدا متفائلاً قليلاً من حيث المعركة ضد التضخم وعدم الالتزام برفع الفائدة في شهر يوليو. استرد مؤشر (ستاندرد آند بورز 500) خسائر بداية الجلسة وسط اعتقاد المستثمرين أن الاحتياطي الفيدرالي يبالغ في تشدده فيما يتعلق بما هو ضروري من أجل تخفيض معدل التضخم".

أندرو سليمون من "مورغان ستانلي إنفستمنت مانجمنت"

"إن ما يدعوني إلى الدهشة هو أن مؤشر (ستاندرد آند بورز 500) لم يتحول إلى الخسارة رغم اللهجة المتشددة في بيان الاحتياطي الفيدرالي. وسبب ذلك أن الأصول التي يستثمر فيها الأفراد والمؤسسات مازالت بدرجة كبيرة على هامش السوق، وهم يتطلعون إلى أي تراجع يتيح فرصة لزيادة الاستثمار في الأسهم".

كريس زاكاريلي من "إندبندانت أدفايزور ألايانس"

"يقول بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه سيواصل محاربة التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة في الاجتماعات المستقبلية، لكن ما يسمعه السوق هو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقترب من وقف رفع أسعار الفائدة وأن الوقت قد حان لاستثمار الأموال السائلة".

خسائر الأسهم مستقبلاً

حتى مع توقف رفع أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي وطفرة الذكاء الاصطناعي التي ساعدت في دفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في منطقة سوق صاعدة، فإن الأسهم الأميركية سوف تتعرض إلى مزيد من الخسائر مستقبلاً، وفقاً لمايك ويلسون من بنك "مورغان ستانلي".

كرر ويلسون التأكيد على المستوى المستهدف للمؤشر المعياري عند 3900 نقطة بحلول نهاية هذا العام، مما يعني انخفاضه بنسبة 11% عن إغلاق يوم الثلاثاء.

وقال: "نحن نرى أن التضخم سينخفض، ورغم أن ذلك قد يؤثر على السندات تأثيراً جيداً جداً، فلن يؤثر بنفس الطريقة على الأسهم، لأن هذه الأسهم تتأثر بقوة الأرباح – وهذه هي فكرتنا عن دورة الرخاء والكساد".