عودة ظاهرة إل نينيو تهدد إمدادات الأرز العالمية

موظف في الهيئة الوطنية للأغذية (NFA) يتفحص جودة حبيبات الأرز في بلدة مالولوس، الفلبين
موظف في الهيئة الوطنية للأغذية (NFA) يتفحص جودة حبيبات الأرز في بلدة مالولوس، الفلبين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يشهد العالم إمدادات هائلة من الأرز، وسط اقتراب المخزونات العالمية من مستويات قياسية. لكن تهدد عودة ظاهرة "إل نينيو" هذه الاحتياطيات وتضعها على المحك.

غالباً ما يجلب نمط الطقس هذا ظروفاً أكثر سخونةً وجفافاً إلى آسيا، التي تنتج وتستهلك 90% من إمدادات الأرز العالمية. طلبت تايلندا، ثاني أكبر دولة مصدرة للأرز في العالم، من المزارعين الحد من زراعتهم بسبب انخفاض هطول الأمطار.

تاريخياً، كانت معدلات الأرز أقل خلال سنوات ظاهرة "إل نينيو"، وفي بعض الحالات أقل بكثير. أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي رسمياً عن وصول الظاهرة الجوية، مع وجود فرصة كبيرة لتجاوزها القوة المعتدلة. وكلما كانت الدورة الحالية أقوى، زاد احتمال تأثر إمدادات الأرز.

الاقتصاد العالمي يخسر تريليونات الدولارات بسبب ظاهرة "إل نينيو"

من جهته قال تشوكيات أوفاسونغسي، الرئيس الفخري لجمعية مصدري الأرز التايلندي في مقابلة: "ما نشعر أنه سيحدث هذا العام هو أن السوق ستصبح سوقاً للبائعين.. ليس إلى الحد الذي سنشهد فيه نقصاً في الإمدادات، لكنها ستنخفض بالتأكيد".

يُتوقع تراجع مخزونات العالم من الأرز بنسبة 5% لتصل إلى 173.5 مليون طن هذا الموسم، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية.

ارتفاع الصادرات

بدأ القلق يُراود المستوردين، حيث كثفوا مشترياتهم من الأرز خلال الأشهر الأخيرة. شحنت فيتنام، ثالث أكبر دولة مصدرة في العالم، كميات من الأرز تفوق 40% إلى الفلبين خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023 مقارنةً بالعام الماضي. ارتفعت الصادرات إلى الصين بأكثر من 70%، وإلى إندونيسيا بنحو 2,500%، وفقاً لإدارة الجمارك الفيتنامية.

ترسم الأرقام الصادرة عن تايلندا صورة مماثلة مع زيادة صادرات الأرز بأكثر من 18%، وفقاً لوزارة التجارة التايلندية.

الأرز الآسيوي مُحاصر بمخاطر ارتفاع تكاليف الأسمدة وانتعاش الطلب

تعتمد التوقعات بالنسبة لمحصول الأرز في الهند، أكبر دولة مصدرة في العالم، اعتماداً كبيراً على الرياح الموسمية الجنوبية الغربية. يُتوقع أن يكون هطول الأمطار طبيعياً هذا العام، ما سيدعم الإنتاج على الأرجح. ومع ذلك، أدت ظاهرة "إل نينيو" تاريخياً إلى تراجع هطول الأمطار في الهند، ما أثر سلباً على الإنتاج الزراعي وأدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ارتفاع الطلب

وحتى مع بداية ظاهرة "إل نينيو"، يُتوقع أن يبقى إجمالي محاصيل الأرز هذا العام ثابتاً، عند 512.5 مليون طن متري. وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية. حيث يُعتبر ارتفاع الطلب المسؤول عن التراجع المتوقع في المخزونات.

قال جيريمي زوينغر، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الأبحاث الزراعية "ذا رايس تريدر" (The Rice Trader) "لا نشهد اليوم نقصاً في إمدادات الأرز. مُضيفاً: "هناك خطر من أن يؤثر الطقس على جودة محاصيل الأرز".

شدد زوينغر على ضرورة حفاظ البلدان على مخزونات استراتيجية جيدة. وأضاف: "على فيتنام توخي حذرها لأنها تصدر بكميات كبيرة، والمخزونات محدودة تقريباً".