اقتصاد منطقة اليورو يعود للنمو.. والتضخم الأساسي لا يزال قوياً

الناتج المحلي الإجمالي ارتفع في الربع الثاني 0.3% على أساس فصلي

محطة لنقل البضائع في ميونيخ، ألمانيا
محطة لنقل البضائع في ميونيخ، ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عاد اقتصاد منطقة اليورو إلى النمو بينما استمرت ضغوط التضخم الأساسي، مما يعزز التوقعات المبكرة بأن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مجدداً.

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني 0.3% على أساس فصلي، بعد الانكماش والركود في الفصلين السابقين، حسب بيانات معهد الإحصاء الأوروبي (يوروستات) المنشورة اليوم الاثنين. وكان المحللون باستطلاع بلومبرغ للاقتصاديين رجح أن ينمو اقتصاد منطقة اليورو 0.2%.

أظهر بيان منفصل أن أسعار المستهلكين ارتفعت 5.3% على أساس سنوي في يوليو، كما كان متوقعاً. ولكن في علامة على استمرار المخاطر، فإن مؤشر التضخم الأساسي -الذي يحظى بمتابعة دقيقة ويستبعد التكاليف المتقلبة مثل أسعار الغذاء والطاقة- فاق التقديرات، ليستقر عند 5.5%، متجاوزاً مؤشر التضخم العام للمرة الأولى منذ 2021.

تحديات قائمة

في حين يبدو معدل نمو اقتصاد منطقة اليورو مشجعاً لرفع أسعار الفائدة الأسبوع الماضي للمرة التاسعة على التوالي منذ يوليو 2022، قدم البنك المركزي الأوروبي نظرة قاتمة للمنطقة. توضح مؤشرات الثقة وجود شعور متزايد بعدم اليقين والقلق في الاقتصاد، وكان جيل مويك من "أكسا" من بين المحللين الذين حذروا من حدوث "هبوط أصعب".

بعد مرور عام على بدء تراجع التصنيع، تتباطأ الخدمات حالياً أيضاً، وهو اتجاه من المحتمل أن يتسارع بمجرد انتهاء موسم السياحة الصيفي. من جهة أخرى، يتراجع طلب الشركات على القروض بوتيرة قياسية، كما يظهر الاستثمار في قطاعي الإسكان والأعمال التجارية أيضاً علامات الضعف.

تسجل ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، أداءً سيئاً. في حين أن برلين خرجت للتو من ركود استمر ستة أشهر خلال الشتاء، أصاب الركود الإنتاج في الربع الثاني.

"النقد الدولي": ألمانيا تعاني وحدها الانكماش بين مجموعة السبع في 2023

انضمت "باير" (Bayer)، الأسبوع الماضي إلى شركات المواد الكيميائية الأخرى بما في ذلك "باسف"(BASF) و"لانكسيس"(Lanxess) في التحذير من تدهور التوقعات، في حين خفض ميناء هامبورغ توقعاته بعد أن سجل انخفاضاً كبيراً في شحن الحاويات.

أسعار الفائدة

يبلغ معدل الفائدة على الإيداع حالياً 3.75%، وبذلك يكون البنك المركزي الأوروبي عند -أو بالقرب- من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة.

أكدت رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في رسالتها مطلع الأسبوع الجاري على أنه في ظل البيئة الحالية غير المؤكدة، فإن رفع معدل الفائدة مرة أخرى أو "ربما التوقف" بمثابة الخيارين المتاحين أمام المسؤولين عن السياسة النقدية خلال الاجتماع المرتقب في سبتمبر.

لاغارد: التوقف عن رفع الفائدة في أي اجتماع مقبل لا يعني نهاية التشديد

يقول خبراء اقتصاديون إن العديد من العوامل تؤثر على القرار المرتقب خلال الاجتماع، رغم أن معظمهم يميلون نحو رفع معدل الفائدة للمرة الأخيرة.

لا تقدم الأرقام الصادرة اليوم الاثنين أي إجابة قاطعة، ومن المقرر نشر العديد من تقارير البيانات الأخرى.

كشف تقرير اليوم الاثنين عن تراجع اقتصاد إيطاليا في الربع الثاني، بسبب انخفاض الطلب المحلي. ومن جانب آخر، كانت هناك أخبار أفضل يوم الجمعة من فرنسا وإسبانيا، حيث حقق البلدان نمواً قوياً في الاقتصاد.

من المنتظر أن يقدم "يوروستات" تحليلاً أكثر تفصيلاً للبيانات في 7 سبتمبر.