هل يستثمر السعوديون في كرة السلة الأميركية أيضاً؟

جيلين براون وقع أكبر عقد في تاريخ دوري السلة الأميركي.. لكن من المحتمل أن تتجاوزه عقود أخرى قريباً

جيلين براون لاعب فريق  "بوسطن سيلتكس" الأميركي لكرة السلة
جيلين براون لاعب فريق "بوسطن سيلتكس" الأميركي لكرة السلة المصدر: بلومبرغ
Tyler Cowen
Tyler Cowen

Tyler Cowen is a Bloomberg Opinion columnist. He is a professor of economics at George Mason University and writes for the blog Marginal Revolution. His books include “The Complacent Class: The Self-Defeating Quest for the American Dream.”

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجل فريق "بوسطن سيلتكس" (Boston Celtics) قبل أيام رقماً قياسياً في عقود لاعبي الرابطة الوطنية لكرة السلة (إن بي إيه) بعد أن أبرم عقداً مدته خمس سنوات بقيمة 304 ملايين دولار مع النجم جيلين براون الذي اختير مرتين ضمن فريق "كل النجوم".

أما السؤال الواضح فيتعلق بمدى استحقاق أي لاعب لكرة السلة هذا المبلغ من المال، لا سيما أنه ليس أفضل اللاعبين في فريقه، ناهيك بأن يكون على قدم المساواة مع ليبرون جيمس وستيفن كاري أو مع نجوم آخرين متميزين ومشاهير.

زيادة الاستثمارات في السلة

لستُ معنياً هنا بتقديم توقعات عن مسيرة براون في الملاعب. لكن يُحتمل أن يُنظر إلى الاتفاق على أنه جيد، بل وربما صفقة تَصيَّدها الفريق، ذلك أن اقتصاديات الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين تتحول نحو مزيد من جذب الأموال.

يتجلّى هذا الاتجاه في ارتفاع القيمة، ليس فقط للاعبين ولكن للفرق. ففي العام الماضي بيع فريق "فينكس صنز" ( Phoenix Suns) مقابل 4 مليارات دولار (مع فريق فينكس ميركوري Phoenix Mercury الذي يلعب في الرابطة الوطنية لكرة السلة للسيدات دبليو إن بي إيه). وللمقارنة التي توضّح التقدم المطّرد في الأسعار، بيع "بروكلين نيتس" (Brooklyn Nets) لقاء 3.3 مليار دولار في 2019، و"هيوستون روكتس" (Houston Rockets) نظير 2.2 مليار دولار في 2017، و"أتلانتا هوكس" (Atlanta Hawks) مقابل 850 مليون دولار فقط في 2015.

وإذا كنت من أصحاب المليارات وتبحث عن الإثارة، فإن الفريق الرياضي هو صفقة منطقية. وما دام الاقتصاد الأميركي مستمرّاً في النمو والثروة الأميركية آخذة في الارتفاع، فسيستمر تدفق المشترين المحتمَلين.

تدويل لرأس المال الرياضي

ثم يوجد تدويل متزايد لرأس المال في مجال الرياضة، ما من شأنه أن يدعم الأسعار المرتفعة للاعبين والفرق على حد سواء. يتجاوز هذا الاتجاه كرة السلة الأميركية، فقد عرض نادي الهلال السعودي على نجم كرة القدم الفرنسي كيليان مبابي 333 مليون دولار للعب في السعودية الموسم المقبل. يدفع السعوديون بالفعل لكريستيانو رونالدو 220 مليون دولار على مدار عامين، لكن ليونيل ميسي لم يقبل عرضاً سعودياً من هذا القبيل، ومن المؤكد أن العرض زاد قوته التفاوضية مع فريق "إنتر ميامي" (Inter Miami) الذي ينشط في الدوري الأميركي لكرة القدم، حيث تُقدَّر قيمة الاتفاق معه من 50 إلى 60 مليون دولار سنوياً.

ليكيب: "باريس سان جيرمان" يوافق على عرض الهلال السعودي ضم مبابي مقابل 300 مليون يورو

فهل يمكن للسعوديين أن يفكروا في شراء نجم كرة سلة أميركي؟ غرد ليبرون جيمس بالفعل بأنه سيقبل عرضاً مشابهاً بكل سرور، بل إن عديداً من اللاعبين الآخرين سيقبلون بأقلّ من ذلك بكثير.

من المحتمَل أن تواجه المملكة صعوبة في تجميع دوري كامل يشبه الدوري الأميركي للمحترفين الذي يضمّ 30 فريقاً. لكنها قد تجلب مزيداً من اللاعبين الأوروبيين أو الأجانب الآخرين إلى الدوري الحالي عندها، أو تختصر الموسم، أو تعتمد مباريات يضمّ الفريق فيها ثلاثة لاعبين. فبالإضافة إلى الثروة، يحتاجون إلى الاعتماد على الابتكار.

العروض الحية هي المستقبل

ليس بالضرورة أن تحدث هذه الاحتمالات لتحرِّي وضع إدارة "إن بي إيه" أو ملاكها. فوضعٌ أقل درامية يتكشف بالفعل، ويمثل على الأرجح مستقبل ملكية الدوري الأميركي للمحترفين. فقد اشترى صندوق الثروة السيادي القطري 5% تقريباً من الشركة التي تملك "واشنطن ويزاردز" (Washington Wizards) للرجال و"واشنطن ميستيكس" (Washington Mystics) للنساء و"واشنطن كابيتالز" (Washington Capitals) الذي يلعب في دوري الهوكي الوطني "إن إتش إل" (NHL).

بقية العالم زادت ثراءً أيضاً، ويجب استثمار هذه الأموال في مكان ما. وباتت الفرق الرياضية الأميركية هدفاً واضحاً.

رئيس"بريميرليغ" يتوقع استمرار عروض الصناديق السيادية لفرق الدوري الإنجليزي

هذا لأنه مع اتصال مزيد من العالم بالإنترنت وزيادة أهمية الذكاء الاصطناعي، ستصبح العروض الحية أكثر خصوصية، ولا يمكن لأي كمبيوتر توفيرها. مثل حفل لتايلور سويفت -من المتوقع أن تحقّق جولتها أكثر من مليار دولار هذا العام- توفر الرياضة الاحترافية الحية نوعاً من الإثارة التي لا يمكن العثور عليها بطريقة أخرى. وإذا كنت تتطلع إلى الرهان على شيء ما هذه الأيام، فراهن على الأداء الحي، وبعد ذلك على العروض المباشرة التي تُعرض على شاشة التليفزيون.

الملعب هو الحكم

أما جيلين براون، فسيصدر الحكم النهائي على عقده في الملعب. لكن السؤال ليس ما إذا كان هو أفضل لاعب في العالم (الإجابة لا) بل ما إذا كان فريق "سيلتكس" لديه فرصة جيدة للفوز باللقب دونه (الإجابة لا). كما هو الحال الآن، يراهن فريق "سيلتكس" على الفوز بالبطولة العام المقبل. ومنذ لعب براون مع زميله النجم جيسون تاتوم في موسم 2017/2018، وصل الثنائي إلى نهائيات المؤتمر الشرقي أربع مرات. وبالإضافة إلى ذلك، يبلغ عمر تاتوم 25 عاماً فقط، فيما يبلغ براون 26 عاماً فقط، لذا فمن شبه المؤكد أن أفضل سنوات مسيرتيهما لم تأتِ بعد.

وإذا كان مبلغ 303.7 مليون دولار لا يزال يبدو كبيراً لك، فاطمئن، فالأنباء المتداولة هي أن عقوداً أخرى ستتجاوز هذا المبلغ قريباً، قريباً للغاية.