"رؤية" يؤهل "سوفت بنك" للربحية بعد خسارة 48 مليار دولار

الذكاء الاصطناعي يدعم تحول المجموعة اليابانية للمكاسب لأول مرة خلال 6 فترات ربع سنوية

شعار شركة "سوفت بنك" معروض على نافذة متجر ينعكس عليها صورة أحد المارة في طوكيو في اليابان
شعار شركة "سوفت بنك" معروض على نافذة متجر ينعكس عليها صورة أحد المارة في طوكيو في اليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المحتمل أن يعود صندوق "رؤية" التابع لمجموعة "سوفت بنك غروب" إلى الربحية، بعد خسارة على مدى 5 فصول، بفضل انتعاش عززته الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والذي يرفع تقييمات الشركات الناشئة.

تسعى المجموعة اليابانية متعددة الأنشطة لاستعادة مكانتها في أعقاب خسارة 6.9 تريليون ين (48 مليار دولار) بوحدة استثمار صندوق "رؤية" خلال العامين الماضيين.

يتوقع محللون أن تُظهر النتائج تحقيق الصندوق لأرباح متواضعة خلال الـ3 شهور المنتهية في يونيو الماضي، في حين ستسجل مجمل أعمال "سوفت بنك" أرباحاً تصل إلى 73 مليار ين ياباني تقريباً عند الإعلان عنها غداً، بحسب متوسط تقديرات المحللين.

ماسايوشي صن، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "سوفت بنك غروب"
ماسايوشي صن، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "سوفت بنك غروب" المصدر: بلومبرغ

دفعة كبيرة

تتوقف قدرة مؤسس الشركة، ماسايوشي صن حالياً للشروع بالقيام بعمليات كبيرة والبحث عن صفقات جديدة على نجاح الطرح العام الأولي لشركة "أرم" (Arm). تسعى شركته المتخصصة بتصميم الرقائق الإلكترونية لجمع ما يصل إلى 10 مليارات دولار في طرح عام أولي لها بالسوق خلال سبتمبر المقبل، بتقييم يتراوح ما بين 60 مليار دولار و70 مليار دولار. إذا حققت أقصى نطاق لهدف الاكتتاب العام، ستصبح "أرم" صاحبة أكبر طرح عام أولي بقطاع التكنولوجيا في التاريخ بعد "علي بابا غروب هولدينغ" و"ميتا بلاتفورمز".

أرباح "سوفت بنك" تضع اكتتاب "أرم" وتقييمات الشركات الناشئة تحت المجهر

ارتفعت تقيمات نظيرات "أرم" بسبب الشغف بالذكاء الاصطناعي. تخطت قيمة "إنفيديا" عتبة تريليون دولار السنة الجارية، في حين حقق "ناسداك 100"، مؤشر أسهم شركات التكنولوجيا، أفضل أداء له بالتاريخ خلال المدة من يناير إلى يونيو العام الحالي.

أوضح كيرك بودري، محلل "أستريس أدفيسوري" (Astris Advisory)، أن "سوفت بنك" توفر للمستثمرين وسيلة للاستثمار في "أرم" بوصفها جزءاً من استراتيجية الذكاء اصطناعي قبل إدراجها بالبورصة. تابع: "لن يشكل تحقيق صعود أكبر بمجرد صدور نشرة الاكتتاب مفاجأة مطلقاً".

صعود التقييمات

يقدر بودري أن الأصول المتداولة بأسواق المال لصندوق "رؤية" ارتفعت بنحو 1.1 مليار دولار في الفترة الربع سنوية المنتهية يونيو الماضي. جاءت شركتا "دور داش" و"غراب هولدينغز" (Grab Holdings) من بين أكبر المساهمين، إذ صعدتا 20% و14% على الترتيب خلال هذه المدة. ارتفع سهم شركة "كوبانغ" 9%. تقدمت الأسهم المملوكة لـ"سوفت بنك" 31% خلال نفس المدة الزمنية، محققة الأداء الأفضل لها في 3 أعوام.

"سوفت بنك" قد تطلق صندوق "رؤية 3" بعد استنفاد رأس المال المتاح

خلال يوليو بمفرده، صعدت قيمة محفظة أصول المجموعة المتداولة بأسواق المال 3.9 مليار دولار، مع ارتفاع كل من "دور داش" و"غراب" وشركة "ديدي غلوبال" الصينية. في حال استطاعت "سوفت بنك" الاستمرار بالتقدم بهذه الوتيرة خلال المدة المتبقية من الفترة الربع سنوية الحالية، فإن صندوق "رؤية" سيبلغ أقوى أداء له على أساس إجمالي منذ الفترتين الربع سنوية المنتهيتين في يناير ومارس لسنة 2021.

قال بودري "لم أقتنع حتى الآن بأننا خرجنا نهائياً من الأزمة" إذ ربما تزول مكاسب يوليو الماضي سريعاً بينما "يبدو أن أسعار أسهم التكنولوجيا مبالغ فيها". مضيفاً أنه، رغم ذلك، فإن الانتعاش "جدير بتسليط الضوء عليه"، وينبغي لاتجاه تقييم "أرم" الصعودي تقديم دعم حتى لو بدأت محفظة أسهم صندوق "رؤية" في التراجع.

أطلقت "سوفت بنك" صندوق "رؤية" الأول خلال 2017 بدعم من صناديق الثروة في المملكة العربية السعودية وأبو ظبي، علاوة على استثمارات من شركات على غرار "أبل" و"فوكسكون تكنولوجي غروب" و"كوالكوم" لكن هذا الصندوق والصندوق الثاني تكبدا خسائر جرّاء استثماراته بالبدايات، إذ أعلن الصندوقان معاً عن خسارة قياسية بلغت 4.3 تريليون ين (30 مليار دولار) خلال السنة المالية المنتهية في مارس الماضي.

نستعرض فيما يلي أراء بعض المحللين:

بول جولدينغ - شركة ماكواري (Macquarie)

- رفع السعر المستهدف لسهم "سوفت بنك" 10% ليسجل 8250 يناً في يوليو الماضي. - يتوقع تقييم "أرم" عند 80 مليار دولار، وفق متوسط سيناريوهات الأرباح المختلفة وحساب مضاعفات الشركات النظيرة لها. - تصميمات "أرم" منتشرة وسط كافة شركات تصميم الرقائق وتصنيعها، وربما لا تكون أكثر انعزالاً عن أي مشكلات تقع على نطاق واسع في سوق أكثر عملائها من الأفراد. - ستبقى مؤشرات صندوق "رؤية" قوية بداية من الربع الأخير من السنة المالية الحالية، إذ تملك شركات صندوق "رؤية 1" سيولة بنسبة 98% و90% لدى صندوق "رؤية 2" وهي تكفيها أكثر من 12 شهراً، ما يحد بصورة متنامية من المخاطر". - بلغ متوسط تراجع قيمة أسهم المجموعة على مدى 4 أعوام بالنسبة لصافي قيمة الأصول حوالي 45%، لكن التراجع 37.5% مقبولٌ في ظل بيع حصة الملكية في "علي بابا" وشطب حصص عالية المخاطر غالباً، وسهولة أكثر في تحويل الحيزات الرئيسية لسيولة نقدية.

فيكتور غاليانو – شركة "غاليانوز لاتن نوتس" (Galliano’s Latin Notes)

- يدل التقييم المرغوب فيه من "سوفت بنك" و"أرم" البالغ 80 مليار دولار إلى "مضاعف تاريخي للسعر بالنسة لحجم المبيعات 28.4 مرة ". ويبدو تقييم من هذا النوع ضرباً من "الخيال"، بحسب مذكرة للعملاء نُشرت عبر "سمارت كارما" (Smartkarma). - عزز بروز "إنفيديا" بين المستثمرين المحتمل في الاكتتاب العام لـ"أرم" من قيمة أسهم "سوفت بنك"، لكن "ما يزال يوجد تباين هائل بين الشركات من حيث التقييم المحتمل لـ"أرم". - يحتاج التفاوت الكبير في توقعات التقييم للتقريب، إذ يتوقع أعلى تقييم لـ"أرم" نطاقاً في حدود تتراوح من 40 مليار دولار إلى 45 مليار دولار، "ما يرفع قيمة صافي الأصول بنسبة من 10% إلى 15%" فقط.

شارون تشين – "بلومبرغ إنتليجنس"

- ستساعد السيولة القوية لدى "سوفت بنك" وتراجع نسبة الديون إلى الأصول في أعقاب عملية بيع أسهم "علي بابا" الشركة على تحمل الظروف غير المواتية، في حين أن الاكتتاب العام المزمع لـ"أرم" سيعزز استقرار وضعها الائتماني. - ينصب التركيز على تقييم "أرم" وسبل استغلال عوائد الاكتتاب العام. "إذا بلغت الشركة تقييمها المستهدف في نطاق من 60 مليار دولار إلى 70 مليار دولار في الطرح العام الأولي، فسيكون هذا إيجابياً إذ يمكنها إعادة شراء الأسهم وعرض رد قيمة السندات قبل موعد استحقاقها، مع الإبقاء على مجال كبير للاستثمار".

مارفن لو – "بلومبرغ إنتليجنس"

- ربما تعاود "سوفت بنك" الاستثمار، لكن "مخاطر التنفيذ تبقى عالية"، لا سيما إذا أخفق تقييم الاكتتاب العام لـ"أرم" في بلوغ الحد الأعلى من نطاق الطرح بين 30 مليار دولار و70 مليار دولار. - قد تهبط عوائد "أرم" في ظل تراجع مخزون رقائق الهواتف الذكية. - نتوقع وجود فرصة ملائمة لبرنامج جديد لإعادة شراء الأسهم إذ ربما تحتاج "سوفت بنك" للإبقاء على نسبة السعر إلى القيمة الدفترية أعلى من "واحد" لتفادي فرض اشتراطات إضافية من بورصة طوكيو.