شركات إماراتية قد تنقذ "إيفرغراند" مثلما حدث مع "أداني"

الدعم الذي حصلت عليه الشركة من الشرق الأوسط قد يكون كافياً لدفع خطة إعادة هيكلة ديونها

مشروع "رويال بيك" السكني التابع لمجموعة "إيفرغراند" في بكين، الصين
مشروع "رويال بيك" السكني التابع لمجموعة "إيفرغراند" في بكين، الصين المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تمر مجموعة "تشاينا إيفرغراند"، أكثر مطور عقاري استدانةً في العالم، بمرحلة إعادة هيكلة الديون. وربما تجاوزت للتو أسوأ أيامها. والبطل الأساسي وراء هذه العملية هو مؤسسها هوي كان يان، الذي يشتهر بكونه بارعاً في العرض والإقناع، كما يعرف كيف ينسج الحلم ويمنح المستثمرين الأمل.

بصيص أمل لإنقاذ "إيفرغراند"

أحدث بصيص أمل جاء في صورة استثمار استراتيجي في وحدة السيارات الكهربائية التابعة لـ"إيفرغراند"، من شركة تصنيع سيارات مقرها دبي، إذ ستحصل "تشاينا إيفرغراند نيو إنرجي فيكل غروب" (China Evergrande New Energy Vehicle Group) على 500 مليون دولار من شركة غير مشهورة نسبيّاً تسمى "إن دبليو تي إن" (NWTN) مقابل حصة 28% تقريباً.

طُرحت "إن دبليو تي إن" للاكتتاب العام في نيويورك أواخر العام الماضي من خلال الاندماج مع شركة شيك على بياض، وهي طريقة إدراج شاعت خلال جائحة كورونا تتجاوز متطلبات الطرح المعتادة.

وتملك الشركة الناشئة، التي يديرها رجل الأعمال الصيني آلان نان وو، مصنعاً لتجميع المركبات الكهربائية في أبوظبي.

شركة ناشئة في دبي تشتري 28% من "إيفرغراند نيو إنرجي" الصينية

صحيح أن "إن دبليو تي إن" لم تعلن عن أي إيرادات في الفترة من 2020 إلى 2022، لكنها تحظى بدعم من سيد باسار شويب، الرئيس التنفيذي لشركة "أبوظبي العالمية القابضة". ومنذ تولّي شويب المنصب، تحولت "العالمية القابضة" من شركة غير معروفة تدير مزارع أسماك إلى المؤسسة الأكثر قيمة في الإمارات.

"العالمية القابضة"

استثمرت "العالمية القابضة" في السنوات القليلة الماضية مليارات الدولارات في شركات صناعية مثل "أداني غروب" الهندية. وتواصل دعمها الهائل لـ"أداني" رغم -أو بسبب- المشكلات التي تعرضت لها مجموعته بعد تحقيق نشرته شركة أبحاث عن المجموعة الهندية.

في يونيو استحوذت "العالمية القابضة" و"جي كيو جي بارتنرز" ومقرها الولايات المتحدة، على أسهم بنحو مليار دولار في "أداني إنتربرايزيس" و"أداني غرين إنرجي"، ما منح ثقة تشتدّ الحاجة إليها في أسهم المجموعة الهندية عقب الاتهامات الدامغة التي أعلنت عنها "هيندينبرغ ريسيرش" للأبحاث المالية، ونفتها مجموعة "أداني".

لم تسلم الوحدة التابع لـ"إيفرغراند" سوى أقل من 1000 مركبة كهربائية حتى مارس الماضي، ولكن عصا شويب السحرية قد تعيد إحياء أسهم "إيفرغراند نيو إنرجي" أيضاً.

خسائر "إيفرغراند" الصينية تتجاوز 81 مليار دولار في عامين

هذا الأمل يجذب انتباه حاملي السندات، ممن يُطلَب إليهم انتقاء خيارات إعادة الهيكلة التي قدمتها لهم شركة العقارات الصينية، لكنها لم تحظَ بقبول حتى الآن. وتتضمن إحدى هذه الحزم مقايضة ديون بحقوق ملكية، والمكون الأساسي فيها هو أسهم وحدة السيارات الكهربائية.

قوة تأثير الشرق الأوسط

من المؤكَّد أن "إن دبليو تي إن" تستفيد من علاقاتها ووجودها في الشرق الأوسط، حيث قالت الشركة في بيان صحفي إن حكومة الإمارات تريد زيادة حصة الطاقة النظيفة إلى 30% بحلول 2030، وإن "إن دبليو تي إن" عازمة على "المشاركة في خطة الدولة لتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول 2050". وتتوقع أن تنمو سوق السيارات الكهربائية في الإمارات بمعدل سنوي يتجاوز 25% في السنوات الخمس المقبلة. بالتالي قد نرى يوماً ما سيارات "إيفرغراند" الكهربائية تسير على طرق دبي وأبوظبي.

"إيفرغراند" تقترح سيناريوهين لإعادة هيكلة ديونها الخارجية

لكن حتى الآن يشعر حائزو سندات "إيفرغراند" بخيبة الأمل، فقيمة حقوق الملكية لدى الشركة العقارية سلبية بالفعل. بعبارة أخرى، ليست أصولها -حتى بقيمتها الاسمية وبلا مزيد من الانخفاض في القيمة- كافية لتغطية جميع التزاماتها. لكن علاقتها مع الإمارات قد تزيد معدل استرداد المستثمرين حقوقهم، وبالتالي ترفع روحهم المعنوية.