خمس قضايا جديرة بالمتابعة خلال قمة "بريكس" في جنوب أفريقيا

جدول الأعمال يشمل مناقشة توسيع عضوية المجموعة والتعاون النقدي والأمن الغذائي

مزارعتان في حقل للأرز مغمور بالمياه في منطقة بهيفبوري، الهند
مزارعتان في حقل للأرز مغمور بالمياه في منطقة بهيفبوري، الهند المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تستضيف جنوب أفريقيا الأسبوع المقبل قمة مجموعة دول "بريكس" وغيرها من دول النصف الجنوبي من الكرة الأرضية التي تسعى إلى تحقيق توازن في مقابل الهيمنة الغربية على النظام العالمي، في وقت تواجه فيه هذه الدول الانقسامات الداخلية الخاصة بها.

ما لا يقل عن 40 رئيس دولة وحكومة سينضمّون إلى رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا ورئيس الصين شي جين بينغ ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ورئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في فعاليات القمة التي تُعقد في جوهانسبرغ.

يمثل وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيحضر افتراضياً لتجنب احتمال توقيفه بسبب جرائم حرب مزعومة في حال دخوله جنوب أفريقيا.

قال سفير جنوب أفريقيا لدى مجموعة "بريكس" أنيل سوكلال: "عندما يتعلق الأمر بمعادلات القوى العالمية، فإن تأثير أفريقيا ودول الجنوب لا يزال هامشياً".

أضاف: "ما يسمى بالنظام الليبرالي الغربي الذي أُنشئ بعد الحرب العالمية الثانية، لا يريد إفساح المجال للاعبين جدد".

إليكم خمس قضايا جديرة بالمتابعة خلال الاجتماع الذي يُعقد خلال الفترة من 22 إلى 24 أغسطس في ساندتون الذي يعدُّ مركز الأعمال في الضواحي الشمالية الغنية للمدينة:

1. توسيع دائرة العضوية

يأتي توسيع عضوية "بريكس" التي تضم حالياً البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، على رأس جدول الأعمال بعد تنحيته جانباً في القمم السابقة. تشكلت المجموعة في عام 2009 وانضمت إليها جنوب أفريقيا في 2010، وهناك حالياً 23 دولة أخرى تسعى إلى الانضمام إليها، بما فيها إندونيسيا والمملكة العربية السعودية ومصر.

واجه توجه الصين للتوسّع السريع (في عضوية بريكس) معارضة من الهند، التي تخشى أن تصبح المجموعة هي الناطق باسم جارتها القوية.

كيف أصبحت "بريكس" مؤثرة ولماذا يريد الآخرون الانضمام إليها؟

كما أن البرازيل حذرة من استعداء الغرب. إلا أن حدّةالمعارضة تراجعت، وباتت تلك الدول تطالب الآن بالموافقة على قواعد ومعايير الانضمام، حسب مسؤولين مطلعين على المناقشات تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم.

2. العملة المشتركة

سيعيد التكتل إحياء فكرة تقليص هيمنة الدولار على نظام المدفوعات الدولية، وهي الفكرة التي طرحت للمناقشة في القمم السابقة. عاد النقاش ليبرز من جديد بعد رفع أسعار الفائدة الأميركية وغزو روسيا لأوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع العملة الأميركية، ومعها تكلفة السلع المقومة بالدولار.

تشمل الاقتراحات التي تخضع للنقاش، زيادة استخدام العملات الوطنية للدول الأعضاء في التجارة، وإنشاء نظام دفع مشترك.

يُنظر إلى هدف إنشاء عملة مشتركة على أنه مشروع طويل الأجل.

بدأ العديد من أعضاء "بريكس" في تسوية صفقات تجارية ثنائية بالعملات المحلية.

بنك "بريكس": لا توجد خطة لإصدار عملة مشتركة حالياً

اتفقت الهند مع ماليزيا لزيادة استخدام الروبية في الأعمال التجارية عبر الحدود، وأبرمت البرازيل والصين في وقت سابق من العام الجاري صفقة لتسوية التجارة بعملتيهما المحليتين، وتواصلت الهند وروسيا مع جنوب أفريقيا بشأن ربط تسوية المدفوعات بالعملات المحلية.

3. بنك التنمية الجديد

زادت المبادلات التجارية بين أعضاء "بريكس" 56% إلى 422 مليار دولار على مدى السنوات الخمس الماضية، في حين يعادل مجموع الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للأعضاء، والبالغ 25.9 تريليون دولار، 25.7% من الناتج العالمي، بحسب بيانات المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو.

قال سوكلال إن تقديرات بنك التنمية الجديد، الذي سيكون قناة لإبرام مثل هذه المعاملات، تشير إلى أن ما لا يقل عن ثلث الإقراض سيكون بالعملات المحلية بحلول عام 2026.

خلال الاجتماع، ستقدم ديلما روسيف، رئيسة بنك التنمية الجديد ومقره في شنغهاي، آخر التحديثات بشأن خطط تنويع مصادر تمويله.

أُنشئ بنك التنمية الجديد في عام 2015 ليكون بديلاً عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وقد أعاقته العقوبات الغربية على روسيا -العضو المؤسس- بعد غزوها لأوكرانيا.

ثورة دول "بريكس" على الدولار لا طائل منها

قال سوكلال إن هناك أيضاً رغبة في توسيع سلة الإقراض لدى البنك، وهناك العديد من الدول في الشرق الأوسط وأماكن أخرى في آسيا مهتمة بالمساهمة في رأسمال بنك التنمية الجديد. وأضاف أن 12 دولة تتطلع لأن تصبح لديها عضوية كاملة.

4. أوكرانيا

سيكون الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل 18 شهراً على جدول الأعمال. ظلت دول "بريكس" متماسكة في الغالب منذ الحرب، حيث صوّتت البرازيل فقط لصالح قرار للأمم المتحدة في فبراير يدعو إلى إنهاء الصراع ويطالب روسيا بالانسحاب، بينما امتنعت الصين والهند وجنوب أفريقيا عن التصويت. قال لولا دا سيلفا إنه يريد من المجموعة المساعدة في إحلال السلام، فيما تقود جنوب أفريقيا مبادرة أفريقية لإنهاء القتال.

5. الأمن الغذائي

تلحق أسعار الغذاء المرتفعة الضرر بمليارات الأشخاص من أفقر الناس في العالم، وسيكون الأمن الغذائي على جدول أعمال قمة جنوب أفريقيا في ظل الإجراءات التي اتخذتها الهند وروسيا والتي فاقمت الوضع.

زادت الهند -التي تمثل 40% من تجارة الأرز في العالم- من القيود على الصادرات لحماية سوقها المحلية. وانسحبت روسيا من المبادرة التي تضمن المرور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية، والتي كانت مثالاً نادراً للتعاون خلال الحرب.

يعتبر الأرز عنصراً حيوياً للوجبات الغذائية للآسيويين والأفارقة، حيث يسهم بنسبة 60% من إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها الناس في القارتين.

أسعار الأرز تقفز إلى أعلى مستوياتها في 3 أعوام بعد حظر الهند

تعتزم الهند استضافة منتدى "الهند وأفريقيا"، فيما تخطط الصين لتنظيم فعالية مماثلة خاصة بها.

قال سوكلال: "أعتقد أنهما ستصدران إعلانات، بما في ذلك إعلانات بشأن الزراعة.. أنا واثق تماماً من أنه سيجري تناول بعض هذه القضايا بشكل إيجابي".