كيف ألهمها تجديد منزل في مزرعتها لتؤسس شركة ديكور للفنادق؟

أمضت أندريا ميتساكوس ثلاثة عقود في إدارة العلاقات العامة للفنادق الراقية في أوروبا ومنطقة الكاريبي، بما في ذلك إدارة شركتها الخاصة للعلاقات العامة على مدى عشرين عاماً تقريباً. لكنها وجدت نفسها عالقة في اليونان مع ركود قطاع السياحة إثر تفشي جائحة "كوفيد-19، فركزت اليونانية الأميركية على تجديد منزل في مزرعة تملكها في باروس، إحدى جزر أرخبيل سيكلاديز.

عملت ميتساكوس خلال صيف 2020 مع حرفيين محليين لتصنيع قطع فنية من مواد مُعاد تدويرها، فيما بحثت عن مصادر عبر الإنترنت لشراء مقابض أبواب نحاسية وأثاث عتيق وقطع مميزة أخرى.

وما إن تعمقت في عملية التجديد وبدأت تشارك صور القطع المصنعة حسب طلبها والاكتشافات الفنية المتفردة على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أراد العملاء والأصدقاء على حد سواء الاستفادة من خبراتها الجمالية التي شحذتها على مدار حياتها بجمع القطع الفنية والمنسوجات اليدوية خلال رحلاتها.

تقول ميتساكوس: "استغل عملائي من الفنادق فترة الإغلاق لتجديد أو إعادة تصميم فراغاتها الداخلية. لكنهم كانوا بحاجة لإيجاد طريقة جديدة للتعبير عن حكاياتهم عبر أعمال فنية".

هدايا أنيقة

كانت ميتساكوس قد بدأت تشتغل بأعمال التصميم الداخلي للفنادق، إذ ساعدت في إدخال اللمسات الزخرفية والهدايا التي تُترك للزبائن على ديباجات الأسرّة. تقول مؤسسة "أنثولوجيست" إنها تمكنت من فرض نفسها كبديل لسلاسل التوريد التقليدية بصورة أكثر رسمية بعدما قطع الوباء أوصال الأخيرة. لذلك، افتتحت رسمياً منصة "أنثولوجيست" في سبتمبر 2020 كشركة مستقلة تهدف إلى مساعدة الفنادق وغيرها من الزبائن في العثور على منتجات زخرفية فريدة وتذكارات لضيوفهم.

السياحة قد تقفز بنمو اقتصاد اليونان فوق المتوقع

كان من أبرز الهدايا التي وردتها ميتساكوس للفنادق دمى محشوة على هيئة ماعز حاكتها مكسيكيات يدوياً من الصوف، وهي ما يزين بها فندق "بيكيني آيلاند آند ماونتن بورت دي سولير" (Bikini Island & Mountain Hotel Port de Sóller) في مايوركا أسرّة ضيوفه ترحيباً.

تضمنت منتجاتها أيضاً مجموعة من الأطباق المصنوعة من الفخار الأحمر كانت قد كلفت خبير خزف في أثينا بتصنيعها خصيصاً لمطعم "ميزي" (Mezze) في منتزه "كريتان ماليا"، وحقيبة شاطئ قماشية صممتها من الكتان والجلد وتباع الآن في منتجع "كاب ميزون" الاستشفائي (Cap Maison Resort & Spa) في سانت لوسيا.

مشروع مبتكر

أسست ميتساكوس في البداية "أنثولوجيست" كمنصة للتجارة الإلكترونية بحيث يمكن للجميع شراء منتجاتها، لكنها نمت بسرعة لتتحول إلى شركة تقدم خدمات تصميم متكاملة لأصحاب الفنادق، كما افتتحت متاجر بيع بالتجزئة لجذب المتسوقين الشغوفين بالتصميمات المبتكرة.

تعرض المتاجر سالفة الذكر مجموعة مميزة من المفروشات والخردوات النحاسية والمجوهرات والإكسسوارات التي صممتها ميتساكوس وصنعها حرفيون من اليونان وإيطاليا وسريلانكا والمكسيك، بالإضافة إلى مجموعة مختارة من الملابس الجاهزة القديمة.

كما ستضيف قريباً تصميماتها من إكسسوارات وملابس المنتجعات الأصلية الخاصة بها، والمصنعة من خامات مثل أقمشة الباتيك المصبوغة يدوياً في سريلانكا. قالت ميتساكوس: "إنها منتجات كمالية في نهاية المطاف. أريد التركيز على ابتكار قطع ذات قيمة".

قالت ميتساكوس، التي توازن بين موظفيها وعملاء شركتها للعلاقات العامة وفريق من ثلاثة موظفين في "أنثولوجيست"، إنها تتبع نصيحة هامة أسداها إليها صاحب عملها الأول، الذي ما يزال مرشدها وأحد زبائنها أيضاً: إنها تتولى جوانب العمل التي تشعر أنها مهيأة لإدارتها فيما تحيط نفسها بأشخاص يبرعون في أداء جميع المهام الأخرى.

موهبة فطرية

يقول ذلك المرشد، وهو روب باريت رئيس مجلس إدارة منتجعات "إيليت أيلاند" (Elite Island)، إن ميتساكوس لطالما كانت لديها نظرة حماسية للتصميم، وقد إئتمنها على توريد الأعمال الفنية اللازمة لتزيين فنادق الشركة في منطقة البحر الكاريبي وأميركا الوسطى.

امرأة فنلندية تنعش النباتات الذابلة لتبيعها

قال باريت: "إن (أنثولوجيست) هي المشروع المثالي لها. إنها خطوة استراتيجية لا أعتقد أن هناك من أقدم عليها في قطاع الضيافة في أي مكان في العالم، فقد دمجت معرفتها الفطرية للأنماط الفنية والتصميم مع خبرتها في ما ينجح في صناعة الضيافة ومع حبها للسفر كذلك".

بيّنت ميتساكوس أنها ترغب بأن تبقي "أنثولوجيست" صغيرة وسهلة الإدارة، لكنها افتتحت معرضاً كبيراً، في أبريل 2023، داخل منزل مستقل على الطراز الكلاسيكي الجديد بأحد أحياء أثينا القديمة ليكون متجراً رئيسياً يقدم خدماته للزبائن بمواعيد مسبقة. هناك أيضاً ثلاثة متاجر صغيرة في فنادق فاخرة، أحدها في المدينة وآخران في باروس.

قالت: "أردت مكاناً رئيسياً يعبر عني وعن كل ما نفعله، ويسمح لنا بعرض كل قطعة بالطريقة التي تستحقها". كان هذا هو الموقع الأول والوحيد الذي زارته ميتساكوس، ووقعت عقد الإيجار على الفور تقريباً. أضافت: "لقد انتابني إحساس من داخلي. لقد قادني حدسي بنجاح لمدة 30 عاماً، اطرقوا على الخشب، لذا أعتقد أنه يستحق أن أثق به".