المغرب يدرس اعتماد ضريبة كربون في 2024.. والقطاع الخاص حذر

شارع محمد الخامس وسط العاصمة الرباط
شارع محمد الخامس وسط العاصمة الرباط المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يُخطط المغرب لاعتماد ضريبة الكربون في موازنة العام 2024 تطبيقاً لبنود قانون الإصلاح الجبائي الذي دخل حيز التنفيذ عام 2021، والهادف لزيادة الإيرادات الضريبية، والحفاظ على التوازنات المالية للبلاد، وتعزيز تنافسية الصادرات.

بحسب وثيقة صادرة مؤخراً عن وزارة الاقتصاد والمالية؛ ستتم دراسة إحداث هذه الضريبة بهدف تمكين الشركات المغربية من الحفاظ على تنافسيتها على المستوى الدولي.

لكن حكيم مراكشي، رئيس لجنة الضرائب والجمارك بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، الممثل للقطاع الخاص، اعتبر أنه "من غير المرجح أن يتم تطبيق هذه الضريبة العام المقبل"، مشيراً إلى أن تطبيقها يتطلب تقييم آثارها وجدواها من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية.

لم تقدّم وزارة الاقتصاد والمالية في المغرب تفاصيل أوفى حول نسبة هذه الضريبة أو القطاعات التي ستشملها بالأساس، واكتفت بالإشارة إلى أن المغرب سيستفيد من دعم تقني من إحدى المؤسسات المالية الدولية لتطبيقها.

ضريبة كربون أوروبية

يأتي توجه المغرب لاعتماد ضريبة الكربون مع قُرب تطبيق الاتحاد الأوروبي لضريبة مماثلة على البضائع المستوردة بشكل انتقالي بدءاً من أكتوبر المقبل على أن تدخل حيز التنفيذ بشكل كامل في 2026، وستشمل قطاعات الحديد والإسمنت والأسمدة والألمنيوم وإنتاج الكهرباء.

بحسب مراكشي لـ"اقتصاد الشرق"؛ فإن النقاش حول ضريبة الكربون بدأ في عدد من الدول عبر العالم، ويحتاج تطبيقها لاحترام قواعد الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة (GATT)، وهو ما يعني فتح نقاشات معمقة مع الشركات المعنية بها.

تطرح ضريبة الكربون الأوروبية تحدياً كبيراً على الشركات المغربية، بالنظر إلى كون الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري للمملكة، حيث تتوجه إليه 60% من الصادرات الإجمالية.

وأكّد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، في حديث لـ"اقتصاد الشرق"، أن ضريبة الكربون في الحدود الأوروبية لن تؤثر كثيراً على الشركات المغربية، وأشار إلى أن المغرب يعمل على تعميم توفير الطاقة النظيفة للمصنّعين الكبار.

خلال المرحلة الانتقالية لضريبة الكربون الأوروبية، التي تبدأ الشهر المقبل؛ يتعيّن على المستوردين التصريح بنسبة انبعاثات الغازات الدفيئة على أن يخضعوا لدفع ضريبة ابتداءً من عام 2026.

كانت بعثة الاتحاد الأوروبي في المغرب دعت في يونيو الماضي بلقاء مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب لدعم التحول نحو صناعة خالية من الكربون، وتشجيع الاقتصاد الدائري، لتحضير الشركات المغربية لتقييم البصمة الكربونية لإنتاجها لتدخل السوق الأوروبية بسهولة.

استباقاً لاعتماد هذه الضريبة محلياً ومن قِبل أوروبا؛ لجأ عدد من الشركات الصناعية الكبرى في المغرب لتطوير الإنتاج بالاعتماد على الطاقات النظيفة واعتماد التدوير، من بينها شركات تشتغل في إنتاج الفوسفات والحديد والألمنيوم والطاقة الكهربائية.

ضمن خطط الحكومة أيضاً؛ من المرتقب أن يتم الرفع تدريجياً من الضرائب المفروضة على السجائر والمنتجات الغذائية المحتوية على السكر بهدف مكافحة انتشار بعض الأمراض وخفض النفقات الصحية المرتبطة بها. كما تعتزم الحكومة تشجيع استعمال الآليات المنزلية الأقل استهلاكاً للطاقة الكهربائية من خلال خفض الضريبة على شرائها.