بوتين يؤكد ثقته في الروبل ويدعم قرارات بنك روسيا

الرئيس الروسي: التقلبات يمكن التعامل معها.. والحكومة لا تنوي فرض ضوابط أكثر صرامة لضبط العملة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المصدر: أ.ف.ب/ غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنبرة مطمئنة بشأن آفاق الروبل بعد هبوطه الشهر الماضي، مشيراً إلى أن الحكومة لا تعتزم فرض ضوابط أكثر صرامة على رأس المال لتحقيق استقرار العملة.

بوتين قال خلال كلمة ألقاها في مؤتمر اقتصادي في مدينة فلاديفوستوك الساحلية الروسية في المحيط الهادئ، اليوم الثلاثاء، إن تقلبات الروبل "يمكن التعامل معها". وفي الوقت نفسه، أوضح أن المُصدِّرين "مقيَّدون" حيال استعادة إيراداتهم من الخارج، مما ضغط على المعروض من النقد الأجنبي.

وقال بوتين: "نحن بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق بطريقة أو بأخرى مع رجال الأعمال. لقد فهموا حقيقة أن العمل هنا أكثر أماناً.. لا ينبغي القيام بأي شيء جذري".

استقرار الروبل الروسي

شهدت روسيا انقساماً فيما يخص ضوابط رأس المال، لكنها تتعرض لضغوط أقل للجوء إلى فرض قيود على حركة الأموال، بعدما أظهر الروبل علامات على الاستقرار بعد تسجيله ثالث أكبر انخفاض بين عملات الأسواق الناشئة هذا العام.

الروبل الروسي يفقد 23% من قيمته منذ بداية العام

قلص الروبل مكاسبه أمام الدولار الأميركي بينما كان بوتين يتحدث، لكن العملة الروسية لا تزال في طريقها لتسجيل مكاسب لليوم الثالث على التوالي.

تعزيز العلاقات مع آسيا ودول المحيط الهادئ

يواصل بوتين إقامة مؤتمره السنوي في فلاديفوستوك، والذي بدأ في 2015 لجذب الاستثمارات إلى المنطقة وبناء العلاقات مع القوى في آسيا والمحيط الهادئ. لكن الحدث الذي ترأسه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في 2019، بات بلا أهمية، بسبب قلة الحضور الأجنبي خلال الوباء، وغياب أغلب كبار المسؤولين من الخارج منذ الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي.

على الرغم من اعتماد روسيا المتزايد على التجارة مع آسيا، إلا أن المؤتمر جاء ليعكس عزلة روسيا، حيث ظهر نائب رئيس لاوس كأبرز ضيف يظهر هذا العام خلال الجلسة العامة مع بوتين. ويحضر نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ جوتشينغ المنتدى أيضاً وقد التقى بوتين اليوم الثلاثاء.

عبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا اليوم قبل قمته مع بوتين، رغم أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان سيحضر المؤتمر أو سيجري محادثات على هامشه. وكان رئيس المجلس العسكري في ميانمار، مين أونغ هلاينغ، الذي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان، أحد الحاضرين الرئيسيين في 2022.

وقال بوتين في كلمة نُشرت على موقع المنتدى إن أحد موضوعات المنتدى هذا العام سيكون توسيع التجارة الدولية والاستثمارات والتعاون العلمي والفني.

كما أدى التحول نحو تسوية التعاملات التجارية بعملات أخرى بخلاف الدولار واليورو إلى تقليص تدفق العملة الصعبة إلى روسيا في وقت تراجعت فيه قيمة إيرادات صادرات الطاقة في ظل انتعاش الواردات.

ضوابط رأس المال

تراجع العملة الروسية لفترة وجيزة إلى أكثر من 100 روبل مقابل الدولار في أواخر الشهر الماضي أدى إلى عودة الجدل حيال ضوابط رأس المال في موسكو، حيث فضّل المسؤولون الإجراءات غير الرسمية لضمان توفير ما يكفي من النقد الأجنبي في السوق المحلية.

وطالب بوتين في السابق باتخاذ خطوات للسيطرة على تدفق رؤوس الأموال من روسيا، والحد من التقلبات في الأسواق المالية، محذراً من التهديد الناجم عن ارتفاع الأسعار في أعقاب تراجع الروبل.

وعندما تعرض الروبل لضغوط بيعية مكثفة في أغسطس، أعلن البنك المركزي آنذاك أنه سيمتنع عن شراء العملات الأجنبية لبقية هذا العام، ثم رفع أسعار الفائدة بحدة في اجتماع طارئ.

لكن العملة ظلت متقلبة للغاية، إذ عانت من تقهقر التجارة الخارجية وسط مجموعة من العقوبات الدولية بسبب حرب الكرملين في أوكرانيا.

ومن المنتظر أن يجتمع بنك روسيا لمراجعة سياسته النقدية يوم الجمعة، بعد أن رفع مؤشره القياسي إلى 12% من 8.5% قبل شهر، وهي الزيادة الثانية على التوالي والأكثر حدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

روسيا ترفع الفائدة في اجتماع استثنائي بعد انهيار الروبل

"قرار صائب"

وقال بوتين إن البنك المركزي "اضطر" إلى إقرار الزيادة الحادة في أسعار الفائدة، ويرجع ذلك جزئياً "لأن التضخم بدأ في الارتفاع قليلاً".

وأضاف: "أعتقد أنه (البنك المركزي الروسي) اتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب.. نعم، هذا يقلل من فرص الإقراض ويعيق التنمية الاقتصادية قليلاً، لكنه عامل مهم في الحد من مخاطر التضخم".

وقالت محافظة بنك روسيا، إلفيرا نابيولينا، إن صناع السياسة النقدية "من غير المرجح" أن يخفضوا أسعار الفائدة خلال اجتماعات البنك المركزي المقبلة.

وكرر بوتين ما قاله البنك المركزي عبر الإشارة إلى ارتفاع الطلب على العملة الأجنبية بسبب زيادة الواردات. وقال إن "إعادة أو عدم تحويل" الإيرادات الأجنبية من قبل المُصدِّرين ربما كان من بين عوامل أخرى.

أضاف بوتين: "بشكل عام، لا أعتقد أن هناك أي مشكلات وصعوبات لا يمكن التغلب عليها على الإطلاق هنا.. هذه عوامل يمكن السيطرة عليها، نحن على دراية بها ونفهمها".