بريق السينما يحفز السعودية والهند على الاستثمار بالأفلام

وزير الاستثمار السعودي: المملكة مهتمة بالاستثمار في الكثير من المجالات في الهند، بينها الأفلام

بوسترات أفلام تُعرض بإحدى دور السينما في الرياض، 10 أغسطس 2023
بوسترات أفلام تُعرض بإحدى دور السينما في الرياض، 10 أغسطس 2023 المصدر: رويترز
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تصدّر الفيلم الهندي Jawan من بطولة شاروخان قائمة الإيرادات في دور العرض السعودية في أول أسبوع عُرض فيه، محققاً 3.6 مليون ريال سعودي (963 ألف دولار) حيث بيعت 74.3 ألف تذكرة.

هذا التصدر الذي جاء على حساب نحو 30 فيلماً متنوعاً ما بين عربي وأجنبي، عُرض في دور العرض السعودية هذا الأسبوع، يكشف أسباب الاهتمام السعودي بعالم صناعة الأفلام والسينما الهندية، وتوظيفه في ما يخدم "رؤية 2030" وتعزيز قطاع الترفيه في المملكة.

وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح قال على هامش منتدى الاستثمار السعودي الهندي في نيودلهي، والذي جرى بعد انتهاء قمة مجموعة العشرين في الهند، إن المملكة مهتمة بالاستثمار في الكثير من المجالات في الهند، من بينها الأفلام.

التصريح السعودي لم يكن وحيداً، إذ أكد وزير التجارة والصناعة الهندي شري بيوش غويال على هامش المناسبة نفسها، أن البلدين حددا مجالات عدة لتوسيع نطاق التبادلات التجارية بين البلدين، من بينها قطاع صناعة الأفلام.

تُعتبر الهند من أكبر الأسواق العالمية في مجال صناعة الأفلام، فوفقاً لموقع "ستاتيستا" المتخصص بالإحصاءات، باعت دور العرض الهندية نحو 981 مليون تذكرة خلال عام 2022، وهو عدد يفوق نظيره في الصين والولايات المتحدة والمكسيك واليابان، مجتمعة.

سوق واعدة

بدورها تُعتبر السوق السعودية واعدة، إذ شهدت سوق السينما نمواً متسارعاً في إيراداتها. ووصلت الإيرادات منذ بداية العام حتى الآن إلى 707 ملايين ريال سعودي (نحو 188 مليون دولار)، وبيع نحو 13 مليون تذكرة.

وفي العام الماضي، سجلت الإيرادات نحو 240 مليون دولار، مقارنة بإيرادات العام السابق له البالغة نحو 232 مليون دولار.

عدد التذاكر أيضاً ارتفع في 2022، مسجلاً 14 مليون تذكرة، في مقابل 13 مليون تذكرة خلال 2021، بحسب بيانات الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، التي حصلت "الشرق" على نسخة منها.

اقرأ أيضاً: "ميفك" تستهدف استقطاب مستثمرين لأول صندوق سينمائي في السعودية

في مجال الإنتاج، فإن دور العرض المحلية عرضت 11 فيلماً سعودياً العام الماضي، بارتفاع عن 7 أفلام تم عرضها عام 2021. وتهدف المملكة إلى دعم الصناعة المحلية، للوصول إلى عرض أكثر من 70 فيلماً سعودياً بحلول 2030.

استثمارات ضخمة

هناك إصرار حكومي على النهوض بهذا القطاع، إذ يستثمر "الصندوق الثقافي" التابع للحكومة 233 مليون دولار على مدى 3 سنوات، من خلال برنامج تمويل قطاع الأفلام الجديد، بهدف تعزيز البنية التحتية للسينما في المملكة، ودعم الإنتاج بالمنح والقروض. تمّ تخصيص 30% من هذه الموازنة، لتأسيس شركات ومنشآت تدعم قطاع الأفلام، بينما ستُوجّه نسبة 70% المتبقية لتطوير محتوى الأفلام وإنتاجها وتوزيعها.

وعلى هامش دورة "مهرجان كان" الماضية، وقَّع الصندوق الثقافي، اتفاقية مع شركتي "ميفيك" و"رؤى ميديا فينتشرز" لإنشاء أول صندوق استثماري بقطاع الأفلام بقيمة 375 مليون ريال (نحو 100 مليون دولار).

اقرأ أيضاً: السينما السعودية تثبت حضورها في "مهرجان كان" رغم حداثة عهدها

في السياق نفسه، يعمل "مهرجان البحر الأحمر" الذي برز كواجهة عرض لصناع الأفلام السعوديين، على دعم صناع الأفلام العرب والأفارقة، من خلال "صندوق البحر الأحمر"، الذي يقدم 14 مليون دولار سنوياً لدعم الأفلام في مراحل التطوير، والإنتاج، وما بعد الإنتاج.

كما تستثمر منصات البث العالمية والإقليمية في الإنتاج السعودي، لجذب المشتركين المحليين، بما في ذلك منصات "شاهد"، و"فيو"، و"نتفلكس" والتي أعلنت عن قائمة إنتاج عربية مؤخراً تشمل "الخلاط+" وهو جزء من صفقة من 8 أفلام وقّعتها مع شركة الإنتاج السعودية "تلفاز 11" في عام 2020.

خطوة استثنائية

محرر الشؤون الفنية في "الشرق" محمد عبد الجليل، اعتبر أن خطوة التعاون السعودي الهندي المحتملة ستكون "استثنائية" بالنسبة للسينما السعودية والعربية أيضاً، إذ ستفتح الباب أمام هذا القطاع للدخول إلى سوق توزيع عالمية ضخمة.

اقرأ أيضاً: السينما السعودية 2022.. طفرة شاملة على طريق المليار دولار

عبد الجليل لفت أيضاً إلى أن التعاون قد يسمح بزيادة عدد الأفلام الهندية في السوق السعودية، ما يعني زيادة في إيرادات شباك التذاكر نظراً للشعبية التي تحظى بها هذه الأفلام في دول الخليج عموماً.

وقد يسهم هذا الأمر في تعظيم قطاع السينما المحلي وفي تحقيق الأهداف التي تضعها المملكة المتمثلة في تجاوز عدد الشاشات السينمائية عتبة 700 شاشة بحلول نهاية السنة، من 620 شاشة حالياً. كما أن الاستثمار في الأفلام الهندية من ناحية الإنتاج، من شأنه تعظيم أرباح شركات الإنتاج السعودية، ونقلها إلى العالمية.