أميركا والصين تمهدان لاجتماع محتمل بين بايدن وشي

مستشار الأمن القومي الأميركي بحث مع وزير الخارجية الصيني المحافظة على قنوات تواصل مستمرة

مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان متحدثاً خلال مؤتمر بالبيت الأبيض
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان متحدثاً خلال مؤتمر بالبيت الأبيض المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بحث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الخارجية الصيني وانغ يي عقد اجتماع محتمل لزعيمي البلدين والحفاظ على قنوات تواصل بين أكبر اقتصادين في العالم، وذلك خلال محادثات بين المسؤولين امتدت ليومين وانتهت الأحد.

بعد المحادثات التي عُقدت بمالطا في وقت حرج للعلاقات الأميركية الصينية، من المقرر أن يزور وانغ موسكو لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هذا الأسبوع. من المقرر أن يتوجه قادة العالم الآخرون ومساعدوهم إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي سيغيب عنها وانغ والرئيس الصيني شي جين بينغ.

تولى وانغ منصبه كوزير للخارجية—الذي شغله سابقاً-بعد أن أطاح الرئيس الصيني بشكل غير متوقع بسلفه تشين قانغ، الذي لم يظهر منذ 25 يونيو الماضي. من المتوقع أن يلتقي الرئيس جو بايدن مع "شي" عندما يستضيف قمة قادة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك" (APEC) في سان فرانسيسكو خلال نوفمبر المقبل.

بايدن يصف الصين بقنبلة موقوتة وخطرة على العالم

قال مسؤول بارز في الإدارة إنه لم يتم التطرق خلال المناقشات إلى مسألة غياب تشين ووزير الدفاع الصيني لي شانغفو عن اللقاء، حيث تعتقد الولايات المتحدة أن الأخير استُبعد من منصبه، ولم يثر سوليفان هذا الأمر.

ناقش سوليفان ووانغ عقد لقاءات رفيعة المستوى والالتزام بالتشاور بشأن التطورات السياسية والأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فضلاً عن الموضوعات البحرية وقضايا تقييد استخدام الأسلحة، وإجراء مشاورات بشأن تخطيط السياسات.

قال المسؤول إن المناقشات ستُجرى في الأشهر المقبلة، وهو ما أفاد به بيان لوزارة الخارجية الصينية أيضاً. شدّد وانغ على أن الصين تعتبر مسألة تايوان خطاً أحمراً في العلاقة بين البلدين، وفقاً للبيان.

لماذا قد تشعل تايوان صداماً بين الولايات المتحدة والصين؟

وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال إحدى المؤتمرات
وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال إحدى المؤتمرات المصدر: بلومبرغ

الاستقرار في تايوان

يبدو أن الجانبين قد جدّدا موقفيهما بشأن مسألة تايوان، على الرغم من أن سوليفان أكد أن توفير الأسلحة أو المساعدة العسكرية الأجنبية لتايبيه لا يعني أن الولايات المتحدة تدعم استقلال تايوان أو تنظر إلى الجزيرة كدولة ذات سيادة، وفقاً لمسؤول الإدارة.

قال البيت الأبيض في بيان: "عُقد هذا الاجتماع في إطار الجهود المستمرة للحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة وإدارة العلاقة بمسؤولية. كانت الولايات المتحدة أشارت سابقاً إلى أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".

كانت آخر مرة التقى فيها سوليفان ووانغ خلال مايو الماضي بهدف إجراء محادثات استمرت يومين في فيينا بالنمسا. وناقشا القضايا الإقليمية وكذلك حرب روسيا ضد أوكرانيا والمسائل المتعلقة بمضيق تايوان، والتي كانت نقطة اشتعال مستمرة في العلاقات.

قال المسؤول البارز إنه خلال اجتماعات نهاية الأسبوع الجاري، أثار سوليفان مخاوف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بشأن دعم الصين للحرب الروسية ورحلة وانغ إلى موسكو. وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تأمل أن تترك هذه المخاوف انطباعاً قبل وصول وانغ إلى موسكو.

انتقد البيت الأبيض المناورات العسكرية الصينية التي تزداد خطورة في بحر الصين الجنوبي. وتؤكد الصين أن تايوان جزء من البر الرئيسي، ويجب إعادة توحيدها مع الصين بالقوة إذا لزم الأمر.

حاولت الصين اتخاذ موقف محايد بشأن الحرب في أوكرانيا، لكن الولايات المتحدة كشفت النقاب عن معلومات استخباراتية هذا العام في إطار اتهامها بأن بكين تقدم مساعدات غير عسكرية لموسكو. حذر البيت الأبيض بكين من تجاوز الخط من خلال الدعم العسكري، الذي صرح مسؤولون أميركيون في ذلك الوقت بأن الصين تدرس تقديمه، لكنها لم تتابع ذلك.

لم يعقد بايدن محادثات مع "شي" منذ قمة مجموعة الـ20 التي عُقدت العام الماضي في بالي بإندونيسيا. في وقت سابق من العام الجاري، وتوقع حدوث تحسن في العلاقة بين البلدين، ومنذ ذلك الحين أرسل بايدن خمسة مسؤولين من إدارته إلى بكين لإجراء محادثات مع نظرائهم.