تكاليف الانبعاثات الضخمة تلاحق سفن الشحن في أوروبا

الشحن البحري ينضم إلى نظام تداول الانبعاثات في يناير والعرض والطلب لهما التأثير الأكبر على الأسعار

سفن الشحن تنقل أكثر من 80% من التجارة العالمية وتمثل مصدراً كبيراً للانبعاثات
سفن الشحن تنقل أكثر من 80% من التجارة العالمية وتمثل مصدراً كبيراً للانبعاثات المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تنقل سفن الشحن من وإلى الاتحاد الأوروبي كل شيء، من البضائع الاستهلاكية والأغذية إلى الوقود، لكنها ستتحمل قريباً تكاليف الانبعاثات الباهظة.

سينضم قطاع الشحن البحري في يناير إلى نظام تداول الانبعاثات بالتكتل، ما يعني أن سفن الشحن الكبيرة ستبدأ في دفع مقابل انبعاثات الكربون. قد تشهد بعض شركات الشحن الكبرى، مثل "إم إس سي ميديترينيان شيبينغ" (MSC Mediterranean Shipping Company SA) و"إيه بي مولر ميرسك" (A.P.Moller-Maersk a/S)، ارتفاع التكاليف إلى ملايين الدولارات، بحسب "بلومبرغ إن إي إف".

تأثير على تكاليف الشحن

تنقل سفن الشحن أكثر من 80% من التجارة العالمية، وهي مصدر كبير للانبعاثات؛ إذ ضخت نحو مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في الهواء خلال عام 2018. ويعد النظام الجديد هو أول نظام واسع النطاق لفرض رسوم الكربون على أنشطة الشحن البحري الدولي في العالم، ويمثل جزءاً من جهود التكتل الخضراء لمواجهة تغير المناخ. ورغم ضخامته، من المستبعد أن ترتفع التكاليف بما يكفي لإجبار شركات الشحن البحري على التحول المباشر لاستخدام وقود أكثر مراعاة للبيئة.

"نظام تداول الانبعاثات بالاتحاد الأوروبي سيرفع أسعار الشحن. لكن الأرجح أن يكون لعرض السفن والطلب عليها تأثير أكبر على أسعار الشحن البحري"، بحسب توري لونغفا، مدير الحد من الانبعاثات الكربونية بجمعية "دي إن في" (DNV) لتصنيف السفن.

حرائق غابات في تركيا تغلق الدردنيل وترفع أسعار الشحن في البحر الأسود 10%

قد يبلغ إجمالي تكلفة الانبعاثات لسفينة حاويات تبحر ما بين أوروبا وآسيا نحو 810 آلاف يورو (864.5 ألف دولار) في العام المقبل، مع افتراض سعر سوق الكربون عند 90 يورو للطن، حسب "دي إن في". وسوف يتعين على الشركات تغطية نسبة أكبر من الانبعاثات في السنتين التاليتين، ما يعني أن التكاليف سترتفع.

مثال للتوضيح

  • سفينة تنقل 5 آلاف حاوية من الحجم المعياري بين أوروبا وآسيا خلال عام تنتج ما يقارب 40 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، لكن نظراً لأن الرحلات تمتد خارج أوروبا، فلن يجب إلا تغطية نصف الانبعاثات فقط.
  • يعني ذلك تحمل تكلفة 20 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى 2500 طن إضافية خلال تواجد السفينة بالموانئ الأوروبية.
  • في العام الأول، يخضع 40% من الانبعاثات للرسوم، وبذلك تتحمل السفينة تكلفة 9 آلاف طن من ثاني أكسيد الكربون.
  • مع افتراض سعر الكربون عند 90 يورو للطن، يبلغ الإجمالي 810 آلاف يورو.
  • سترتفع هذه التكلفة إلى 1.4 مليون يورو في 2025، عندما يجب تغطية 70% من الانبعاثات، ومليوني يورو في 2026، عندما تخضع كل الانبعاثات للرسوم (مع افتراض سعر الكربون عند 90 يورو للطن).
  • يشمل القانون السفن التي تبلغ حمولتها الإجمالية 5000 طن أو تزيد عنها، وتنطبق على السفن الداخلة والخارجة من الاتحاد الأوروبي ومواني المنطقة الاقتصادية الأوروبية.

الوقود الملوّث أقل كلفة

رغم ذلك، قد يستغرق البرنامج فترة لخفض الانبعاثات بصورة فعلية. فمع سعر الكربون عند 90 يورو للطن، سيظل استخدام أنواع الوقود المُلوّثة المعتمدة على الزيت وسداد مقابل الانبعاثات أقل تكلفة من استخدام أنواع الوقود الحيوي الأعلى سعراً في الشحن البحري، بحسب لونغفا.

كاليفورنيا تقاضي عمالقة النفط بدعوى الإضرار بالمناخ

بينما أن التكاليف الإضافية جديرة بالملاحظة، شهدت شركات الشحن تقلبات كبيرة في أسعار الوقود خلال السنوات الماضية أكبر بكثير من رسوم الكربون التي تلوح في الأفق.

على سبيل المثال، سعر الكربون عند 90 يورو للطن يعادل فرض رسم أقل من 300 يورو عن كل طن مستخدم من الوقود المستخرج من النفط. مع ذلك، فإن تكلفة زيت الوقود منخفض الكبريت للغاية في روتردام، وهو وقود محركات معروف، قفز بنحو 850 دولاراً للطن في أقل من عامين حتى مطلع 2022.

قوانين أشد صرامة

مع ذلك، سيشجع نظام تداول الانبعاثات شركات الشحن على أن تصبح أكثر كفاءة في استخدام الوقود، ومع انخفاض عدد التصاريح المتاح شراؤها لتغطية الانبعاثات، قد يدفع ذلك أسعار الكربون إلى الارتفاع ويزيد من فاعلية النظام. يُذكر أن انبعاثات الميثان وأكسيد النيتروز التي تخلفها السفن سُتدرج بالبرنامج في السنوات المقبلة.

أقر الاتحاد الأوروبي قانوناً منفصلاً، سيدخل حيز التنفيذ في 2025، يطلق عليه "قانون الوقود البحري في الاتحاد الأوروبي" (FuelEU Maritime)، والمفترض أيضاً أن يدفع شركات الشحن إلى استخدام أنواع وقود أكثر مراعاة للبيئة. يحدد القانون حداً أقصى على الحجم السنوي للغازات الدفيئة الناتجة عن الوقود الذي تستخدمه السفن، مع زيادة صرامة الأهداف بمرور الوقت.