"أبل" و"ألفابت" تدافعان عن صفقة مشتركة أمام الجهات التنظيمية

عملاقتا التكنولوجيا اتفقتا على جعل "غوغل" محرك البحث الافتراضي لأجهزة "أيفون"

إيدي كيو، النائب الأول لرئيس الخدمات في "أبل"
إيدي كيو، النائب الأول لرئيس الخدمات في "أبل" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أقرت شركة "أبل" بأن اتفاقها الرابح مع شركة "ألفابت" لاستخدام "غوغل" التابع لها كمحرك بحث افتراضي على هواتف "أيفون". يتضمن بنداً يقضي بأن شركتي التكنولوجيا العملاقتين سوف "تدعمان وتدافعان" عن صفقتها في مواجهة عمليات التدقيق الحكومية، بحسب ما جاء على لسان مسؤول تنفيذي كبير في "أبل" خلال محاكمة لمكافحة الاحتكار.

في عام 2016، أُعيد التفاوض بشأن العقد الممتد لفترة طويلة بين الشركتين، لكي يشمل هذا البند، وفقاً لما كشفه إيدي كيو، النائب الأول لرئيس الخدمات في "أبل" اليوم الثلاثاء أمام محكمة فيدرالية في واشنطن، حيث تضغط الحكومة الأميركية من خلال ادعائها أن "غوغل" تمارس الاحتكار في مجال البحث.

قال كيو، وهو المسؤول عن التفاوض بشأن أحدث نسخة من الاتفاق، إن بند الدفاع المشترك أُضيف بناءً على طلب "غوغل". لفت إلى أن البند صاغه محامو الشركة، حتى لا يتسنى له التحدث مباشرة بشأن سبب تضمينه في الاتفاق. في ذلك الوقت تقريباً، كان الاتحاد الأوروبي يحقق في هيمنة "غوغل" على مجال البحث عبر الإنترنت.

الخيار الأفضل للعملاء

برّر المسؤول التنفيذي خلال شهادته هذه الترتيب بين "أبل" ومنافستها التكنولوجية، قائلاً إن جعل "غوغل" محرك البحث الافتراضي كان هو الخيار الأفضل للعملاء.

أضاف: "بالتأكيد، لم يكن هناك بديل مناسب كنا سنلجأ إليه في ذلك الوقت". وقال: "لا أعرف ماذا كنا سنفعل" لو انهار الاتفاق.

أصبح محرك "غوغل" لأول مرة الخيار الافتراضي في متصفح "سفاري" في عام 2002. خضعت هذه الصفقة للمراجعة عدة مرات. وقال "كيو" إن الاتفاق تم تمديده في عام 2021، بعد أن رفعت وزارة العدل دعواها القضائية الأولى ضد هيمنة "غوغل" على البحث في العام السابق.

دعوى احتكار تسلط الضوء على العلاقة بين "غوغل" و"أبل"

قلق بشأن المنافسة

تدفع "غوغل" لشركة "أبل" مليارات الدولارات لهذا التخصيص الحصري البارز على منتجات مثل "أيفون"، مما يجعل الاتفاق ذا أهمية خاصة بالنسبة إلى الحكومة. القضية التي ينظر فيها قاضي محاكمة مكافحة الاحتكار تتمثل فيما إذا كان عملاق البحث قد شق طريقه إلى أجهزة "أبل" على حساب المنافسين.

أكد "كيو" في شهادته أن "أبل" لا ترى حاجة لتطوير أداة بحث خاصة بها، لأن "غوغل" يشكل الخيار الأفضل بالنسبة لها. وهذا يختلف عن نهج الشركة في مجالات أخرى، فهي تنافس شركة "غوغل" في برامج تحديد المواقع والمساعدة الصوتية، وكذلك أنظمة التشغيل للهواتف وأجهزة الكمبيوتر.

عرضت وزارة العدل رسالة بريد إلكتروني يعود تاريخها إلى عام 2016 أخبر فيها "كيو" الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك، أن الرئيس التنفيذي لـ"غوغل" سوندار بيتشاي لم يوافق على حصة الإيرادات التي اقترحتها "أبل". عندما سأل محامي وزارة العدل "كيو" عما إذا كانت "أبل" ستنسحب من المفاوضات، قال "كيو" إنه لم يفكر بجدية في ذلك، لكن "أبل" ربما أنشأت محرك بحث خاص بها.

جرى حجب جانب من شهادة "كيو" اليوم الثلاثاء عن الجمهور، لأنها تتضمن معلومات داخلية طلبت "أبل" وغوغل" الاحتفاظ بطبيعتها السرية.

خيارات غير افتراضية

كان يتوقع أن يشهد "كيو" بأن "أبل" لديها ترتيبات البحث مع شركات أخرى، والتي توفر خيارات غير افتراضية مدمجة في متصفح الإنترنت "سفاري"، وفقاً لشخص مطلع على الشهادة المخطط لها. يشمل ذلك محرك البحث "بينغ" (Bing) من شركة "مايكروسوفت"، و"ياهو"، و"دك دك غو" و"إيكوسيا" (Ecosia). على غرار اتفاقها مع "غوغل"، تحصل "أبل" على جانب من عائدات الإعلانات، عندما يختار المستخدمون محركات البحث هذه كخيار رئيسي في "سفاري".

في الأسبوع الماضي، أدلى جون غياناندريا، رئيس نظام تعلم الآلة في "أبل" بشهادته كذلك. خلال الشهادة، أشار المسؤول التنفيذي، الذي كان يقود البحث في "غوغل" قبل الانضمام إلى "أبل" في عام 2018، إلى ميزة جديدة في نظامي التشغيل "آي أو إس 17" و"آي باد أو إس 17"—وهما أحدث برنامجين يشغلان أجهزة "أيفون" و"أي باد"—التي تتيح للمستخدمين استعمال محرك بحث افتراضي مختلف من أجل أغراض التصفح الخاص. هذا يعني أنه يمكن للمستهلكين التبديل بين "غوغل" وخيار آخر بسهولة أكبر.

تُنظر القضية "US v. Google, 20-cv-3010" أمام المحكمة الفيدرالية في كولومبيا بالولايات المتحدة.