نشاط التصنيع في الصين ينمو لأول مرة في 6 أشهر

مؤشر مديري الصناعات التحويلية يرتفع إلى أكثر من 50 نقطة في سبتمبر مقارنة بـ49.7 في أغسطس

عامل بأحد المصانع الصينية
عامل بأحد المصانع الصينية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عاد نشاط الصناعات التحويلية في الصين إلى النمو لأول مرة منذ 6 أشهر، مما يعزز الدلائل على أن بعض قطاعات الاقتصاد بدأت استعادة توازنها مرة أخرى.

قال المكتب الوطني للإحصاء، اليوم السبت إن مؤشر مديري المشتريات الرسمي لقطاع الصناعات التحويلية ارتفع إلى 50.2 نقطة هذا الشهر من 49.7 في أغسطس، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين ومرتفعاً فوق مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش.

ارتفع مؤشر النشاط غير الصناعي -الذي يشمل قطاعي الخدمات والبناء- إلى 51.7 نقطة من 51 في أغسطس، وهو أيضاً أعلى من متوسط التوقعات في استطلاع "بلومبرغ".

مؤشرات على التعافي

يبحث المستثمرون والمحللون عن أدلة على أن إجراءات التحفيز التي اتخذتها الصين في الآونة الأخيرة تدعم التعافي الاقتصادي الذي واجه تحديات هذا العام لضعف ثقة المستهلكين والشركات وأزمة العقارات المستمرة. إلى جانب السياسة النقدية الأكثر مرونة، ارتفع اقتراض الحكومات المحلية للبنية التحتية على نحو طفيف، إذ تبحث السلطات عن طريقة لدعم النمو.

قال ريموند يونغ، كبير الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى في "أستراليا أند نيوزيلند بانكينغ غروب" (Australia & New Zealand Banking Group)، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "قراءة مؤشر مديري المشتريات تعزز وجهة نظرنا بأن الاقتصاد بدأ في الاستقرار. من النقاط المضيئة القراءة القوية لأسعار المدخلات، مما يشير إلى أن ضغط انكماش الأسعار قد تراجع قليلاً على الأقل".

بيانات أقمار صناعية تُظهر تحسن اقتصاد الصين في سبتمبر

كانت المؤشرات الأخيرة تشير إلى وصول التباطؤ إلى أدنى مستوياته. فقد ارتفعت الأرباح الصناعية في أغسطس للمرة الأولى منذ أكثر من عام، في حين تراجع انخفاض الصادرات ونما الائتمان بأكثر من المتوقع.

مع ذلك، فإن عدم اليقين ما زال يكتنف آفاق الاقتصاد. وليس أدل على ذلك من خفض اقتصاديين توقعاتهم لنمو الناتج المحلي الإجمالي في أحدث استطلاع لـ"بلومبرغ"، ويرون الآن أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم على وشك تحقيق هدف النمو البالغ نحو 5% لهذا العام.

تعهدات بتعزيز النمو

كان الرئيس شي جين بينغ تعهد يوم الخميس بتكثيف الجهود لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية السنوية للعملاق الآسيوي، وذلك في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ74 لتأسيس الصين.

كما تعهد بتعزيز ضوابط الاقتصاد الكلي وزيادة الطلب المحلي في إطار سعيه إلى التحسين المستمر للاقتصاد، دون الإعلان عن أي إجراءات محددة.

بينما وصف يونغ قراءة مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي لشهر سبتمبر بأنها دون المستوى، أشار إلى أن قطاع الخدمات يستفيد من السياحة المحلية. ورفع توقعات النمو الاقتصادي في الصين إلى 5.1% لعام 2023 في الأسابيع الأخيرة، من 4.9%.