"أوبك" ترسم "صورة مخيفة" بشأن الطاقة الإنتاجية الفائضة

المنظمة تتوقع نمواً إيجابياً للطلب على النفط العام المقبل وتطالب بزيادة الاستثمارات

مصفاة نفط في بولندا، 28 يوليو 2020.
مصفاة نفط في بولندا، 28 يوليو 2020. المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ركزت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "أديبك 2023" المقام في العاصمة الإماراتية أبوظبي على عنوان عريض يتمثل في أهمية الاستثمار في قطاع النفط، خصوصاً في ظل انخفاض مستويات الطاقة الإنتاجية الفائضة، وهو ما يشكل "صورة مخيفة"، وفقاً لتصريحات كلّ من وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي وأمين عام منظمة "أوبك" هيثم الغيص.

المزروعي أشار خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الطاقة إلى أن الصورة الأكبر تبدو "كما لو أن لدينا عاصفة قادمة، وليس لدينا سوى كومة محدودة من الخشب، ولدينا نار"، مضيفاً: "إذا قمنا برمي كل هذا (أي الاحتياطات) التي لدينا الآن وهي مليون هنا، ومليون هناك، ومع زيادة الطلب بحدود مليوني برميل سنوياً، وخسارتنا بالفعل لأربعة ملايين برميل منذ عام 2020 من قبل 23 دولة (أوبك+) تمتلك 80% من الاحتياطي العالمي وتنتج 40% أو أقل، فإن هذه صورة مخيفة".

أضاف وزير الطاقة الإماراتي: "هذا هو الوضع الذي نحن فيه. 80% من الاحتياطيات النفطية تقع في دول أوبك+ التي تنتج 40% فقط. و60% من الإنتاج مع أولئك الذين يملكون 20% من الاحتياطيات. بالتأكيد هناك تراجع حاد في إنتاج تلك الدول، وقد شهدنا ذلك".

من جهته، قال أمين عام "أوبك" إن العالم يعمل في ظل طاقة فائضة منخفضة، و"كررنا ذلك مراراً، وهذا يتطلب جهوداً من قبل الجميع لرؤية أهمية الاستثمار في هذا القطاع".

قلة الاستثمارات

في ما يتعلق بقلة الاستثمارات والإنتاج، أشار المزروعي إلى أنه "إذا لم تصل استثمارات بمستوى 500 مليار دولار كل عام إلى القطاع، فلن يكون هناك حل يمكننا التفكير فيه لعدم مواجهة حقيقة مفادها أن الموارد لن تكون كافية".

وشدد على ضرورة "عدم تجاهل مسؤوليتنا كمنتجين للنفط تجاه المستهلكين، ومن يعتمدون على منتجاتنا، وضمان وجود مصادر موثوقة للطاقة خلال الانتقال" إلى الطاقة النظيفة، مشيراً إلى "أننا نحقق الانتقال، ولكننا نحتاج النفط للوصول إلى هذه الغاية، وإلا فإن المستهلكين سيكونون الخاسرين في هذه اللعبة".

من جهته، شدد الغيص على أن "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك) حذرت مراراً من قلة الاستثمارات في القطاع، مشيراً إلى أن المنظمة ترى ضرورة وجود استثمارات في قطاع النفط وحده "بحدود 14 تريليون دولار من الآن وحتى عام 2045، وهو ما يعادل 600 مليار دولار سنوياً"، منبهاً إلى أن "هذا ما هو مطلوب لتحقيق أمن الطاقة بالنسبة لأوروبا والعالم".

الغيص نبه إلى أن مطالبات البعض بوقف الاستثمارات في القطاع "تعرض الكثير من الدول للخطر، لأن حجر الأساس في الاقتصاد اليوم هو أمن الطاقة، وهو ما نقوم به في أوبك".

شهية استثمار منخفضة

وزير الطاقة الإماراتي نبّه إلى أن شهية الاستثمار منخفضة، خصوصاً مع ارتفاع أسعار الفائدة، وعدم قيام المستثمرين بالاستثمار.

وقال: "لذا أعتقد أننا بحاجة إلى إبقاء السياسة جانباً، وأن نعمل دائماً في أوبك وأوبك+ كمجموعة فنية، وليس كمجموعة سياسية (...)"، منبهاً إلى أن المجموعة تهتم بالسوق ولديها مسؤولية تجاه المستهلكين، و"هذا ما أعتقد أنه الأمر الصحيح، سنستمر في القيام بذلك".

نمو الطلب

في ما يتعلق بالطلب على النفط، أشار الغيص إلى أن المنظمة متفائلة بشأن نمو الطلب في العام المقبل، وسيكون معظم هذا الطلب من خارج "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية"، وسيتركز من دول في آسيا والشرق الأوسط، ولهذا فإن مواصلة الاستثمار في القطاع مهم، بالتزامن مع تنفيذ عمليات إزالة الكربون من القطاع.

وزادت أسعار النفط منذ منتصف يونيو الماضي، بعدما قلصت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها إمدادات الخام، وحظرت روسيا صادرات الديزل، وأكدت بيانات أميركية رسمية تراجع مخزونات الخام في مركز كوشينغ الرئيسي بولاية أوكلاهوما.

وأدى هذا الارتفاع -الذي كان مدعوماً أيضاً بالطلب القوي- إلى تعزيز توقعات وصول سعر الخام إلى 100 دولار للبرميل مجدداً، وهو ما من شأنه أن يضعف الطلب من الدول الناشئة.

من المقرر عقد منظمة الدول المصدرة للبترول وشركائها جلسة لاستعراض بيانات السوق الأسبوع المقبل، ثم اجتماعاً لوزراء جميع الدول الأعضاء في أواخر نوفمبر لتحديد سياسة الإنتاج الخاصة بعام 2024.