السعودية تسعى لتعزيز الربط الجوي مع البرازيل والمنطقة

التعاون الثنائي يشمل الكثير من المجالات منها التعدين والإنتاج الحيواني

مقر الخطوط الجوية السعودية في جدة
مقر الخطوط الجوية السعودية في جدة المصدر: الشرق
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسعى السعودية إلى تعزيز تعاونها في قطاعات عدة مع أميركا الجنوبية عموماً والبرازيل على وجه الخصوص.

مؤتمر الطيران السعودي البرازيلي الذي يختتم اليوم الأربعاء نسخته الأولى، يعتبر مدخلاً لهذا الأمر نظراً لأن نتائجه قادرة على زيادة نسبة الربط المباشر بين البلدين.

وتحاول البرازيل من خلال المؤتمر جذب نحو 50 رحلة شهرية إليها، في حين تسعى السعودية إلى زيادة عدد المسافرين إلى نحو 330 مليوناً، وعدد الوجهات إلى 250 وجهة، وفق تصريحات مسؤولين تحدثوا لـ"الشرق".

المؤتمر لم يقتصر على البرازيل فقط، بل امتد إلى عموم القارة، إذ شهد دعوة مجموعة من دول أميركا الجنوبية واللاتينية، ومن المفترض في ختامه، توقيع عدد من الاتفاقيات في النقل الجوي، ومذكرات تفاهم مع 6 دول مشاركة.

وعلى هامش المؤتمر وقعت شركة "مطارات القابضة"، مذكرة تفاهم مع اتحاد المطارات بالبرازيل، بهدف "تعزيز التعاون والتكامل بين الطرفين في مجال الطيران، وإدارة المطارات".

مستهدفات السعودية

المؤتمر الذي افتتح الاثنين وركز بشكل رئيسي على البرازيل يأتي تتويجاً للعلاقات التي تمتد لأكثر من نصف قرن بين البلدين، و"استشعاراً من قيادة البلدين بأهمية التعاون وتوثيق أطر الصداقة"، وفقاً للسفير السعودي في البرازيل فيصل غلام في تصريحات لـ"الشرق".

السفير أضاف أن التعاون الثنائي يشمل الكثير من المجالات، منها التعدين، على غرار الاستثمار في شركة التعدين الضخمة "فالي"، بالإضافة إلى الإنتاج الزراعي، والأمن الغذائي، فضلاً عن تبادل المنتجات البترولية.

اقرأ أيضاً: الخطوط السعودية تدرس دخول سوق السندات لتمويل التوسعات

جانب من مطار كونغونهاس الدولي في البرازيل
جانب من مطار كونغونهاس الدولي في البرازيل المصدر: رويترز

من جهته، أشار رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السعودي عبد العزيز الدعيلج في تصريحات لـ"الشرق" إلى أن المؤتمر يأتي في وقت مهم جداً لصناعة الطيران في العالم والمملكة، منبهاً إلى أن السعودية تعمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطيران، ولديها عدة مستهدفات أهمها "زيادة عدد المسافرين إلى 330 مليوناً مقارنةً بـ 100 مليون حالياً، فضلاً عن زيادة الربط الجوي من 100 وجهة إلى 250 وجهة، وزيادة كميات الشحن الجوي، من أقل من مليون طن إلى 4.5 مليون طن".

نحو 50 رحلة إلى البرازيل

من جهته، قال وزير الموانئ والمطارات في البرازيل سيلفيو كوستا فيلهو في تصريحات لـ"الشرق" إن تواجد قطاع الطيران السعودي في سوقنا المحلي "مهم بالنسبة لنا"، خصوصاً أن البرازيل تعمل على تطوير وتحديث وبناء 100 مطار جديد، وهناك حاجة من أجل تطوير القطاع محلياً ودولياً.

وكشف أنه ناقش مع الجانب السعودي إمكانية جلب ما يصل إلى 50 رحلة شهرياً باتجاه البرازيل، مضيفاً: "من اليوم سنفتح المزيد من الحوارات مع الكثير من الدول العربية من أجل تنفيذ مشاريع مشتركة".

صناعة الطيران

بدر المقري وهو مدير تنفيذي في مركز تنمية الصناعات السعودية، أفاد في تصريح لـ"الشرق"، بأن أحد أهم أهداف الاستراتيجية الوطنية للطيران في المملكة، يتمثل في استقطاب المستثمرين البرازيليين للمملكة، لتوطين هذه الصناعة في السعودية.

وأشار إلى أن سوق الطيران كبيرة جداً، ولكن أحد أهم المستهدفات الاستراتيجية الوطنية، خصوصاً مع المكان الجغرافي للمملكة، إنشاء قاعدة وبنية تحتية للطيران المدني من بينها المواد الخام وصيانة الطائرات والأقمار الاصطناعية والطائرات من دون طيار، وتطوير رأس المال البشري.

اقرأ أيضاً: "الخطوط السعودية" تمنح مسافريها تأشيرات دخول إلى المملكة

الدعيلج أضاف أن النقاشات الأولية مع الوزراء والمسؤولين في قطاع الطيران تهدف إلى "الاستفادة من تجربتهم في خصخصة المطارات، كذلك أنماط النقل المتقدم"، خصوصاً أن "لديهم فرصاً جيدة، وقد أبدوا حماساً للاستثمار في المملكة في مختلف قطاعات النقل الجوي".

تعزيز السياحة

تعمل المملكة بشكل حثيث على تنويع اقتصادها ودعم القطاع غير النفطي، وخصوصاً قطاع السياحة المراد له المساهمة بنحو 10% في الناتج المحلي بحلول 2030 ارتفاعاً من 7% حالياً، كما رفعت في الأسابيع الماضية مستهدفها لعدد الزيارات إلى 150 مليون زيارة، بعدما كانت 100 مليون، وتطمح لجذب 70 مليون سائح سنوياً.

باتت المملكة تنفق الآن مبالغ ضخمة لبناء الفنادق والمنتجعات، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات عالمية في مختلف المجالات بهدف جذب السيّاح.

السفير السعودي أشار إلى أن التقارب في مجال النقل والربط الجوي يساعد على الانفتاح الثقافي بين السعودية والبرازيل بشكل رئيسي، كما يمكنه أن يساهم في زيادة نسبة السياح بين البلدين، وتسهيل نسبة التجارة مع البرازيل والدول الأخرى من أميركا الجنوبية وبحر الكاريبي، وهو ما يمكن أن يمتد على مستوى القارة ككل.