ماذا يقول مراقبو سوق النفط عن تأثير هجمات "حماس"؟

بنوك تستبعد ارتفاعاً كبيراً في أسعار الخام إلا إذا اتسعت رقعة الصراع وتركز على تأثيره على إمدادات إيران

سفينة دعم تبحر إلى جانب ناقلة النفط الخام "ديفون" في الخليج العربي باتجاه محطة النفط في جزيرة خرج لنقل النفط الخام إلى أسواق التصدير في بندر عباس، إيران، يوم الجمعة، 23 مارس 2018
سفينة دعم تبحر إلى جانب ناقلة النفط الخام "ديفون" في الخليج العربي باتجاه محطة النفط في جزيرة خرج لنقل النفط الخام إلى أسواق التصدير في بندر عباس، إيران، يوم الجمعة، 23 مارس 2018 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت أسعار النفط بعد أن هدد هجوم حركة "حماس" المباغت على إسرائيل في مطلع الأسبوع بزعزعة استقرار الشرق الأوسط، مما أضاف مخاطر جيوسياسية جديدة في سوق تئن بالفعل تحت وطأة تخفيضات إمدادات أوبك+ وانخفاض المخزونات والمخاوف من أن الأسعار المرتفعة قد تضرب الطلب في مقتل.

يخشى المتعاملون من أن يؤدي التصعيد إلى صراع أوسع تتورط فيه إيران وربما الولايات المتحدة. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن أعضاء كبار في "حماس" وجماعة حزب الله اللبنانية أن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط لهجوم الحركة الفلسطينية المسلحة. وفي الوقت نفسه، قالت الولايات المتحدة إنها تنقل حاملة طائرات هجومية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط وتعزز أسراب طائراتها المقاتلة في المنطقة.

ومع ارتفاع خام برنت القياسي العالمي 5% تقريباً اليوم الاثنين متجاوزاً 88 دولاراً للبرميل، إليكم ما يقوله مراقبو سوق النفط العالمية عن تداعيات الهجوم حتى الآن، وما قد يحدث لها في الأيام والأسابيع المقبلة:

"آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets): إيران "عامل عدم استقرار كبير للغاية"

قال محللو "آر بي سي كابيتال ماركتس"، بمن فيهم هيليما كروفت، في مذكرة، إن إيران "عامل عدم استقرار كبير للغاية" وسيكون هناك تركيز على مدى قوة إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللوم على طهران في تسهيل الهجمات. إذا ورطت إسرائيل إيران بشكل مباشر، فمن المحتمل أن يكون من الصعب على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الاستمرار في تبني نظام العقوبات المتساهل ضد طهران.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإعادة ضبط شامل للدبلوماسية مع السعودية باتت في خطر شديد. ففي حين أصرت القيادة السعودية على أن تقدم إسرائيل تنازلات كبيرة للفلسطينيين ضمن أي اتفاق تطبيع، فمن الصعب في ظل أحداث مطلع الأسبوع تصور موافقة حكومة أصبحت الآن في حالة حرب على مثل هذه الشروط.

أنظار التجار تتجه إلى النفط الإيراني وسط تصعيد إسرائيل الحرب

"غولدمان ساكس": التمسك بتوقعات 100 دولار في الوقت الحالي

ما تزال توقعات "غولدمان ساكس غروب" لخام برنت في الوقت الحالي عند 100 دولار للبرميل بحلول يونيو، لكن المحللين دان سترويفن وكالوم بروس وفاروق سوسة أشاروا إلى اثنين من الآثار المحتملة للهجمات على إمدادات النفط العالمية.

أولاً، يقلل الصراع من احتمال تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية على المدى القريب، الأمر الذي يحمل في طياته أموراً منها تراجع احتمال إنهاء تخفيضات الإنتاج السعودي مبكراً. ثانياً، نظراً لاحتمال تصاعد التوتر من جديد، فإن المخاطر التي تهدد توقعات إمدادات النفط الإيرانية تميل الآن نحو التفاقم.

"سيتي غروب": "تداعيات صعودية"

تتوقع "سيتي غروب" أن يكون لهجوم "حماس" "تداعيات صعودية" على النفط، رغم أن القضية الرئيسية هي إلى متى سيستمر هذا. وهناك الآن مخاطر متزايدة من هجوم إسرائيلي على إيران، نظراً لدعمها "حماس"، وفق ما أورده محللون بينهم إد مورس في مذكرة. وبالإضافة إلى ذلك، قال المحللون إن من المرجح على ما يبدو تأجيل التقارب السعودي الإسرائيلي، مما يقلل التوقعات بأن الرياض قد تقلص أو تنهي خفضها الطوعي للإمدادات بمقدار مليون برميل يومياً.

"مورغان ستانلي": تأثير محدود، لكن قد يتغير

قالت "مورغان ستانلي" إن من المحتمل أن يكون تأثير الأحداث في إسرائيل "محدوداً"، نظراً لأنها لا هي ولا جيرانها المباشرون من كبار منتجي النفط، كما أن المخاطر على المدى القريب على إمدادات النفط الخام محدودة. ومع ذلك، قال محللون من بينهم مارتن راتس وشارلوت فيركينز وإيمي جاور إن ذلك يمكن أن يتغير إذا امتد الصراع إلى دول أخرى، رغم أن هذا ليس افتراضاً.

هجوم "حماس" على إسرائيل ليس 1973 أخرى بالنسبة للنفط.. ولكن!

"أي إن جي" (ING): علاوة مخاطر الحرب

عادت علاوة مخاطر الحرب إلى سوق النفط بعد تطورات مطلع الأسبوع، بحسب وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في (ING Groep NV). وقال باترسون إنه إذا لعبت إيران دوراً في هذه الهجمات -بشكل مباشر أو غير مباشر- فقد يكون هناك تطبيق أكثر صرامة للعقوبات النفطية الأميركية على طهران، الأمر الذي سيعمل بعد ذلك على زيادة شح الإمدادات في سوق شحيحة للغاية بالفعل. وأضاف أن من المحتمل في الوقت نفسه أن تلتزم أوبك+ بتخفيضات الإمدادات الحالية، ولن تخففها إلا إذا أظهرت سوق الخام قوة كبيرة وأتُرعت بالإمدادات.

"سي بي إيه" (CBA): الإمدادات الإيرانية تحت المجهر

قال فيفيك دهار، المحلل في "كومنولث بنك" الأسترالي، في مذكرة، إنه لن يكون للصراع تأثير دائم وكبير على أسواق النفط إلا إذا حدث انخفاض مستمر في الإمدادات أو النقل. وإذا لم يكن الأمر كذلك-وكما يظهر التاريخ- فإن رد فعل الأسعار يميل إلى أن يكون مؤقتاً. ومع ذلك، إذا ربطت الدول الغربية الاستخبارات الإيرانية رسمياً بالهجوم الذي شنته "حماس"، فإن إمدادات وصادرات النفط الإيرانية ستواجه مخاطر وشيكة.

"سانفورد سي بيرنشتاين" (Sanford C. Bernstein): النقاط الرئيسية

هناك ثلاث نقاط رئيسية بالنسبة للنفط، وفق نيل بيفريدج، المدير الإداري لشركة "سانفورد سي بيرنشتاين". أولاً، إذا تبين أن إيران تقف وراء هجمات "حماس" وفرضت الولايات المتحدة عقوبات أكثر صرامة، فإن ذلك قد يعطل الصادرات الإيرانية. ثانياً، هناك سؤال عما إذا كان الصراع سيتصاعد ليشمل دولا مجاورة، وثالثاً، ما إذا كانت مساعي التطبيع السعودي الإسرائيلي ستصمد.

عقوبات الدول الغربية على النفط مجرد تمويه وتضليل

خافيير بلاس: العقوبات الأميركية قد تكون الفيصل

يعتمد كل شيء في هذه المرحلة على كيفية رد إسرائيل على "حماس"، التي شنت الهجوم، وعلى إيران، التي عادة ما تتحكم في الجماعة الفلسطينية. ومن بين الاستنتاجات المبدئية أنه حتى لو لم ترد إسرائيل من فورها على إيران، فمن المرجح أن تؤثر التداعيات على إنتاج النفط الإيراني مع تشديد الولايات المتحدة العقوبات. وقد يكون ذلك كافياً لدفع أسعار النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل، وربما أكثر.

"سيتيك فيوتشرز" (CITIC Futures): ترقبوا التصعيد

قال جوي تشينشي، المحلل في "سيتيك فيوتشرز"، إن سعر النفط قفز 240% خلال حرب الخليج عام 1990، و45% أثناء حرب العراق في 2003، و40% إبان حرب ليبيا عام 2011، قبل أن يتراجع لاحقاً. وأضاف أنه في هذه المرة لم يصل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد إلى الدول المجاورة المنتجة للنفط الخام، مما يجعل له تأثيراً محدوداً على أساسيات السوق. ومع ذلك، فإن مزاج العزوف عن المخاطرة يمكن أن يدعم الأسعار، ويجب على السوق في ظل ذلك مراقبة أي تصعيد.