مساهمو "مانشستر يونايتد" مستاؤون مثل المشجعين

خيبة أمل صغار المساهمين من خسارة علاوة استحواذ كبيرة تتزامن مع استياء المشجعين من سوء أداء النادي في الملعب

حزن بادٍ على ملامح برونو فرنانديز، لاعب "مانشستر يونايتد"، بعد هزيمة فريقه في المباراة ضد فريق "برايتون"
حزن بادٍ على ملامح برونو فرنانديز، لاعب "مانشستر يونايتد"، بعد هزيمة فريقه في المباراة ضد فريق "برايتون" المصدر: غيتي إيمجز
Matthew Brooker
Matthew Brooker

Matthew Brooker is an editor with Bloomberg Opinion. He previously was a columnist, editor and bureau chief for Bloomberg News. Before joining Bloomberg, he worked for the South China Morning Post. He is a CFA charterholder.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كررت صفقة الاستحواذ على "مانشستر يونايتد" التي امتدت لعام مراحل سعي الفريق إلى الانتعاش في أرض الملعب؛ كثير من الصخب والغضب، وبصيص متكرر من الأمل في حدوث أمر رائع، ثم إحباط محتوم تصاحبه نتيجة مخيبة.

هوت أسهم النادي بنحو 13% قبل بدء التداول في البورصة الأميركية يوم الإثنين، مع توارد أنباء عن سحب مجموعة قطرية بقيادة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني عرضها لشراء النادي. يشير الانسحاب القطري إلى استعداد الملياردير البريطاني جيم راتكليف، مؤسس شركة "إنيوس غروب هولدينغز" (Ineos Group Holdings SA) للكيماويات والذي شجع الفريق طوال حياته، لشراء حصة أقلية من عائلة غليزر الأميركية.

قد يُرضي العرض القائمين على الصفقة، إلا إنه من المستبعد أن يُرضي كثيرين آخرين. يعكس تدهور الأسهم خيبة أمل مساهمي الأقلية من خسارة علاوة استحواذ كبيرة توقعوا الحصول عليها ببيع النادي كله. وفقدَ مشجعو "مانشستر يونايتد" حماسهم. وفيما قد يرحبون بوصول راتكليف، فإن التواجد المستمر لعائلة غليزر سيخيب أمل قاعدة مشجعين لامت المُلاك الأميركيين لسنوات على نقص الاستثمارات في النادي وإثقاله بالديون.

هل كانت عائلة غليزر صادقة في نيتها بيع النادي؟

في هذه المرحلة، من العدل التساؤل عما إذا كانت عائلة غليزر قد رغبت بصدق في التخارج من النادي بشكل كامل. فالمجموعة القطرية عرضت أكثر من 5 مليارات جنيه إسترليني (6.1 مليار دولار) مقابل النادي، مقارنة بتقييم النادي بما يقارب 3 مليارات جنيه إسترليني في نوفمبر 2022، قبيل إشارة العائلة إلى أنها تدرس خيارات استراتيجية للنادي. ألم تكفِ علاوة أكبر من القيمة السوقية بنسبة 60% وأرباح أكثر من 6 أضعاف عن مبلغ 790 مليون جنيه إسترليني اشترت به العائلة النادي في 2005؟ واضح إنها لم تكفِ.

أسهم مانشستر يونايتد تهوي بعد سحب القطريين عرضهم

بتحليل ما قيل، فإن اكتشاف عدم وجود أي أساس لإجراء هذا البيع الكامل كان محتوماً. ففي أغسطس 2022، قبل 3 أشهر من صدور بيان النادي الذي قفز بأسهمه 70%، كشف ديفيد هلير وروث ديفيد من "بلومبرغ" أن العائلة تدرس بيع حصة أقلية، ونقلا عن أشخاص مطلعين على الأمر أن عائلة غليزر لم تكن مستعدة بعد للتخلي عن السيطرة على "مانشستر يونايتد"، وتزايدت التوقعات بأن يكون البيع الكامل للنادي هو النتيجة الأكثر ترجيحاً، نتيجة لمزيج من الأمنيات والضجة الإعلامية الناجمة عن الاهتمام القطري.

يبدو أن العائلة، التي تشتهر في الولايات المتحدة بصفتها مالكة فريق "تامبا باي بكانيرز" (Tampa Bay Buccaneers) الذي يلعب في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية، لم تكن ترغب في التخلي عن الأصل إلا حال عرض شراء بمبلغ باهظ، بلغ في هذه الحالة سعراً يتجاوز 6 مليارات جنيه إسترليني. بالطبع كانت المجموعة التي يقودها جاسم بن حمد قادرة على دفع هذا المبلغ، لذلك قد يكون تراجعها عن الصفقة مفاجئاً، وقد يُعزى توقيت انسحابها بدرجة ما إلى أزمة الشرق الأوسط، ففي الفترة الحالية، قد تفضل قطر تجنب مستوى التدقيق العام الذي قد يسببه شراء نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومع تقديم عرض منقح من راتكليف بتقييم مشابه، كان بيع حصة أقلية هو الخيار الأفضل.

كرة القدم تصبح مصدراً لأرباح طائلة

تحتاج الثقة المتعنتة لعائلة غليزر في قيمة امتيازها الباهت بعض التفسير أيضاً. فالنادي هو أنجح أندية كرة القدم الإنجليزية وحقق رقماً قياسياً بالفوز بلقب الدوري الممتاز 13 مرة، لكن آخر فوز له باللقب كان قبل أكثر من عقد، وسجل النادي خسائر في السنوات الثلاث الماضية ويحتاج إلى الاستثمار، لا سيما في ملعبه. عانى بعض المحللين الماليين لتبرير سعر يقارب التقييم الحالي، ناهيك عما تطلبه عائلة غليزر.

الهند تعتزم تقديم عرض لاستضافة أولمبياد 2036

من الناحية الأخرى، تجذب أندية كرة القدم الإنجليزية قدراً من الاهتمام المتزايد من مستثمرين جدد، بالأخص من الولايات المتحدة، ففي العام الماضي، اشترى الملياردير تود بويلي وشركة "كلير ليك كابيتال" (Clearlake Capital) نادي "تشيلسي" مقابل 2.5 مليار جنيه إسترليني ووافقا على استثمار 1.75 مليار جنيه إسترليني أخرى. الرهان هنا على أن كرة القدم ستصبح نشاطاً يحقق أرباحاً أكبر كثيراً مع تعزيز تقنيات البث التلفزيوني وعبر الإنترنت القدرة على تحقيق إيرادات من المشجعين. والأمر ذاته ينطبق على الرياضة بوجه عام، على النحو الذي أشار إليه الزميل آدم مينتر في مقاله.

هناك أوجه تشابه مع الاقتصاديات وتقييمات شركات الإنترنت. فمن يحصلون على حصة سوقية ويجذبون الاهتمام سينجحون في المستقبل، من الناحية النظرية على الأقل. ويقول "مانشستر يونايتد" إنه رغم وضعه المتدهور الحالي، لديه 1.1 مليار مشجع ومتابع في أنحاء العالم، وهي أكبر قاعدة تشجيعية في العالم. من هذا المنطلق، فإن ملحمة الاستحواذ، رغم التكهنات المستمرة بإتمام الصفقة أو لا، وتحديد "مواعيد نهائية" لا معنى لها (وإن أدت إلى تصدر عناوين الأخبار)، قد تعتبر تحفة رائعة من التسويق المجاني الذي أبقى العلامة التجارية للنادي في أذهان الناس خلال فترة من الأداء السيئ في الملعب.

مع ذلك، وفي نهاية المطاف، فامتياز رياضي تنعقد عليه آمال كبيرة عليه أن يقدم للناس أداء يستحق المشاهدة في الملعب وعلى صفحات الأعمال في الصحف. السؤال الحالي هو ما إذا كان راتكليف هو من سيحقق ذلك بحصة الأقلية أم لا؟