تحسن طفيف في سوق العقارات الصينية رغم الدعم الحكومي الكبير

ارتفاع ضئيل في مبيعات المنازل خلال عطلة أكتوبر والإنتاجان السلعي والصناعي يتأثران بتدهور الإنشاءات

مبان سكنية قيد الإنشاء في مشروع "فينيكس بالاس" الذي تطوره شركة "كانتري غاردن هولدينغز" في هيوان، مقاطعة قوانغدونغ، الصين
مبان سكنية قيد الإنشاء في مشروع "فينيكس بالاس" الذي تطوره شركة "كانتري غاردن هولدينغز" في هيوان، مقاطعة قوانغدونغ، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

استمر الضغط على الاقتصاد الصيني في سبتمبر بسبب تدهور قطاع العقارات، رغم الإجراءات العديدة التي اتخذتها السلطات في الشهور الماضية لدعم القطاع.

انخفض الاستثمار العقاري، أحد القوى الدافعة الرئيسية للنشاط الاقتصادي، بنسبة 9.1% ما بين شهري يناير وسبتمبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يشكل تراجعاً أكبر مقارنة بانخفاضه بنسبة 8.8% في الشهور الثمانية الأولى من العام، وفقاً لبيانات رسمية صدرت اليوم الأربعاء.

كما واصلت مبيعات المنازل انحدارها، منخفضة بنسبة 3.2% منذ بداية العام حتى الآن، فيما تدهور معدل بناء منازل جديدة بنحو 24% خلال الفترة ذاتها.

دعم العقارات في الصين

كتب ميرفي كروز، المحلل الاقتصادي لدى "موديز أناليتيكس" (Moody’s Analytics)، في مذكرة: "مع عدم ظهور أي إشارة على تباطؤ تدهور سوق العقارات، يخيم القلق والتشاؤم على السوق. قد يكون تقديم الدعم المباشر إلى الأُسر هو الحل المؤقت اللازم لحل الأزمة العقارية، لكن هذا الدعم يبدو مستبعداً".

ما مصير "إيفرغراند" الصينية بعد جلسة استماع بشأن التصفية؟

كما أن الخفض الكبير الذي أجرته الصين في متطلبات الدفعات المقدمة في المدن الكبرى دخل حيز التنفيذ في أواخر سبتمبر. لكن البيانات عن مبيعات المنازل خلال عطلة أكتوبر في الصين أظهرت تحسناً طفيفاً فحسب. وما يزال مشترو المنازل قلقين من أن تأجيل إنشاء منازل جديدة سيستمر في ظل الأزمة المالية التي تواجهها شركات التطوير العقاري.

وخلال سبتمبر الماضي قدمت البيانات بصيصاً من الأمل، حيث تراجعت مبيعات المنازل من حيث القيمة بنسبة 13.6% في سبتمبر عن الفترة نفسها من العام الماضي، مرتفعة من انخفاض قدره 16.4% في أغسطس، وفقاً لحسابات "هواتاي سيكيوريتيز" المستندة إلى بيانات رسمية.

مخاوف الأسر الصينية

في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" اليوم الأربعاء، قالت كاثرين ييونغ، مديرة الاستثمار بشركة "فيديلتي إنترناشيونال" (Fidelity International): "فيما يخص العقارات، فمحور الأمر هو تجديد الثقة بين الناس. فرغم أن الأُسر الصينية ما تزال ثرية وغير مثُقلة بالديون مثل نظيراتها في كوريا الجنوبية ودول أخرى، إلا أن زيادة التفاؤل تجاه سوق العقارات ستستغرق بعض الوقت".

"كانتري غاردن" الصينية بصدد تسجيل أول تخلف عن سداد ديونها

تسبب تراجع الإنشاءات أيضاً في تأثير ثانوي على مُنتجي السلع والإنتاج الصناعي، حيث انخفض إنتاج الصلب والأسمنت والزجاج في سبتمبر، في الوقت الذي واصلت فيه مبيعات الأجهزة الإلكترونية المنزلية ومستلزمات المكاتب انخفاضها.

حرم تدهور مبيعات المنازل المطورين العقاريين الصينيين من مصدر رئيسي للتمويل، وسبب أزمة مستمرة منذ عامين، وعرّض الشركات العملاقة لمخاطر نقص السيولة. وحذرت شركة "كانتري غاردن هولدينغز" للتطوير العقاري، التي كانت بمثابة ركيزة أساسية للقطاع ذات يوم، من احتمال تخلفها عن سداد ديونها.

ضمت بيانات الأربعاء مزيداً من الأخبار السيئة تخص وضع السيولة لدى أكبر مطوري العقارات، حيث انخفض تمويل التطوير العقاري 13.5% على أساس سنوي خلال الشهور التسعة الأولى من العام، بعد تدهوره 12.9% في الفترة ما بين شهري يناير وأغسطس. وشهد التمويل الذي توفره البنوك في شكل قروض ارتفاعاً ضئيلاً، فيما تدهورت الدفعات المقدمة للعقارات.