لماذا يضر تخفيف العقوبات على نفط فنزويلا بمصافي الصين؟

شحنات خام "ميري" الفنزويلي إلى الصين أرخص بـ20 دولاراً للبرميل مقارنة مع برنت.. وتوقعات بزيادة المنافسة العالمية عليه

مصفاة نفط "أمواي" التابعة لشركة "بتروليوس دي فنزويلا" في مجمع مصافي باراغوانا بمنطقة بونتو فيغو، ولاية فالكون، فنزويلا
مصفاة نفط "أمواي" التابعة لشركة "بتروليوس دي فنزويلا" في مجمع مصافي باراغوانا بمنطقة بونتو فيغو، ولاية فالكون، فنزويلا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قد يؤدي تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على النفط في فنزويلا إلى زيادة المنافسة أمام المشترين الصينيين للحصول على أحد أرخص مصادر النفط الخام حول العالم.

يجري تسليم خام "ميري" الفنزويلي إلى الصين حالياً بخصم يناهز 20 دولاراً للبرميل مقارنة مع برنت، بحسب متعاملين. أما النفط النفط الإيراني الخاضع للعقوبات؛ فيباع بخصم حوالي 13 دولاراً للبرميل. أما الخامات المماثلة الأخرى، مثل "كولد ليك" في كندا، فتُتداول حول مستوى التعادل مع السعر الدولي.

وقال المتعاملون إنه على الرغم من احتياج سوق النفط الفنزويلية بعض الوقت للعودة إلى الوضع الطبيعي؛ لكن تخفيف القيود عليها سيؤدي على الأرجح إلى عودة العملاء من الهند والولايات المتحدة للتعامل مع البلاد، حيث كانوا من كبار مشتري النفط الفنزويلي قبل فرض العقوبات.

ومن شأن زيادة المنافسة على النفط الفنزويلي أن تؤدي أيضاً إلى رفع الأسعار، بما في ذلك سعر خام "ميري"، وهو النوع الأكثر رواجاً بين شركات التكرير المستقلة في الصين.

مشتريات الصين من النفط

تعد الصين أكبر مستوردة للنفط في العالم، وازدهرت مشترياتها منذ بداية 2023 مع خروج البلاد من الوباء. في الوقت نفسه، تمكنت الصين من السيطرة على الأسعار من خلال تجنب أو تجاهل العقوبات الدولية المفروضة على الدول المنتجة مثل فنزويلا، وإيران، وروسيا من خلال شراء النفط بأسعار مخفضة.

مصافي الصين تواصل شراء النفط الإيراني رغم احتمالات منعه

أصبحت مصافي التكرير المستقلة، المعروفة باسم "أباريق الشاي"، التي تتركز معظمها في مقاطعة شاندونغ، من بين المشترين الأكثر مرونة للنفط الفنزويلي منذ فرض العقوبات في عام 2019. ويتصف خام "ميري" بأنه عالي الكبريت وكثيف، ويستخدم على نطاق واسع في المواد المستخدمة لتعبيد الطرق.

في حال أصبحت الإمدادات الفنزويلية مكلفة للغاية بالنسبة لمصافي التكرير المستقلة؛ فإن شركات النفط الكبرى في الصين ستظل تشتري على الأرجح النفط الفنزويلي. وتم تصميم مصفاة التكرير الضخمة الجديدة التابعة لشركة "بتروتشاينا" (PetroChina) في جييانغ أساساً لتكرير الخام الفنزويلي.

مكاسب الديمقراطية في فنزويلا

علقت الولايات المتحدة العقوبات على مجموعة متنوعة من الشركات الفنزويلية، بما في ذلك صناعة النفط، حيث تتطلع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى مكافأة الرئيس نيكولاس مادورو على تبني إجراءات ديمقراطية.

وعلى الرغم من أنه يُرجح أن يؤدي ذلك إلى توسيع قاعدة العملاء للنفط الخام بالدولة الواقعة في أميركا الجنوبية؛ فإن ذلك قد يؤدي أيضاً إلى زيادة العرض، مما يعني تقليص أي زيادة جديدة في الأسعار. وقد يقفز الإنتاج الفنزويلي 25%، وفق تقديرات المحللين.

ماذا تتضمن الصفقة المحتملة بين السلطة والمعارضة في فنزويلا؟

ختاماً؛ من المتوقع أن يوفر هذا بعض الدعم لأسواق النفط العالمية التي تعاني من قلة المعروض بعد تقييد المنتجين الرئيسيين للإمدادات، وعلى رأسهم السعودية وروسيا.

نفط