حالات شطب قياسية للعملات المشفرة رغم انتعاش "بتكوين"

أكثر من 3000 رمز مشفر شُطب أو تحول للحالة الخاملة بسبب اضطرابات القطاع في السنوات الأخيرة

مسكوكات رمزية لعملات بتكوين وإيثريوم ولايت كوين المشفرة
مسكوكات رمزية لعملات بتكوين وإيثريوم ولايت كوين المشفرة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت بورصات التداول عمليات شطب بكميات قياسية للرموز المشفرة هذا العام، ومنها منصتا "كوين بيس غلوبال" (.Coinbase Global Inc) و"بينانس" (Binance)، على الرغم من الانتعاش المذهل الذي تشهده "بتكوين".

وفقاً للبيانات التي جمعتها شركة الأبحاث "كايكو" (Kaiko)، شُطب ما لا يقل عن 3,445 رمزاً مشفراً أو زوج تداول أو تحولت إلى الحالة الخاملة لفترة طويلة تمهيداً لاحتمال شطبها؛ في أعقاب الاضطرابات التي ضربت سوق العملات المشفرة على مدى السنوات القليلة الماضية. أظهرت بيانات شركة الأبحاث أن هذا الرقم يتجاوز فعلياً نسبة 15% من عام 2022 بأكمله، ويشكّل ضعف عدد الحالات في 2021.

شطبت كل من "كوين بيس" و"بينانس" أكثر من 100 رمز مشفر خلال الشهر الجاري وحده. بالنسبة إلى "كوين بيس" فقد شطبت 80 زوجاً حتى الآن في أكتوبر الماضي، أي أكثر من أي شهر آخر لهذا العام، ومنذ عام 2021 على الأقل، وفقاً لشركة الأبحاث "سي سي داتا" (CCData). وشطبت منصة "أو كيه إكس" (OKX) بالفعل 172 رمزاً مشفراً هذا العام، في حين شطبت "كوين بيس" 176 زوجاً مشفراً، وفقاً لبيانات "سي سي داتا".

تبخر أحجام تداول العملات المشفرة على "بينانس" الأميركية

شُطب 3400 رمز مشفر من بورصات التداول خلال العام الحالي
شُطب 3400 رمز مشفر من بورصات التداول خلال العام الحالي المصدر: بلومبرغ

تراجع رغم تضاعف الرموز

انخفض حجم التداول في معظم البورصات خلال العام الماضي، حتى مع استمرار تضاعف عدد العملات المشفرة، حيث أُدرج أكثر من 1.8 مليون رمز مشفر في البورصات المركزية واللامركزية والتي أتاحت للمستخدمين التداول مع بعضهم البعض بشكل مباشر. في ظل نزيف السيولة من سوق التشفير بعد سلسلة من الفضائح وحالات الإفلاس مثل "إف تي إكس" (FTX)، تحركت العديد من البورصات لدمجها ضمن أزواج التداول التي تلقى رواجاً أكبر لدى المستخدمين.

قال جاكوب جوزيف، المحلل في "سي سي داتا": "القضاء على تفتت السيولة يوفر تجربة تداول أفضل للمستخدمين عن طريق تقليص فروق الأسعار وتكاليف الهبوط".

ساهمت الإجراءات التنظيمية الأخيرة في عمليات الشطب أيضاً. فقد صنّفت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية 19 رمزاً كأوراق مالية غير مسجلة في دعاويها القضائية ضد "كوين بيس" و"بينانس" في يونيو الماضي، ما دفع العديد من البورصات إلى التخلي عن تداول هذه الرموز، حتى لا تثير غضب اللجنة.

تتزايد حالات الشطب حتى بالرغم من تعافي معظم العملات المشفرة جزئياً من الخسائر واسعة النطاق التي تكبدتها في عام 2022. قفز مقياس أكبر 100 رمز مشفر بنحو 60% منذ ديسمبر الماضي، بعد أن تراجع بـنسبة 66% قبل ذلك بعام.

علامة تحذيرية.. صناع سوق العملات المشفرة يعانون من تدهور الربحية

تفاؤل متزايد

ارتفعت قيمة "بتكوين"، التي تمثل الآن أكثر من نصف القيمة السوقية للعملات المشفرة البالغة 1.3 تريليون دولار، بنسبة 30% تقريباً في الأسبوعين الماضيين وسط تفاؤل متزايد بأن يُعتمد رسمياً صندوق متداول في البورصة يستثمر في العملة المشفرة في الأشهر المقبلة. زادت قيمة العملة المشفرة الرائدة في السوق هذا العام بأكثر من الضعف لتصل إلى نحو 34,500 دولار، بعد أن انخفضت بنسبة 64% في عام 2022. كانت "بتكوين" وصلت إلى رقم قياسي بلغ نحو 69 ألف دولار في أواخر عام 2021.

شكّلت عمليات الشطب جزءاً من مشهد التشفير منذ فترة طويلة. خلال السوق الهابطة السابقة في 2018، أُعلن عن زوال مئات الرموز المشفرة. كان نزيف الخسائر في الغالب نتيجة لمشاريع فاشلة قامت بها آلاف الشركات الناشئة التي اعتمدت على الطروحات الأولية للعملات بهدف جمع تمويلات بالمليارات، وحملة تنظيمية عالمية سابقة ضد الممارسات وحالات الاحتيال المشكوك فيها.

قال رياض كاري، المحلل في "كايكو": "هذا الوضع جاء نتيجة الانهيارات في عدد الرموز المشفرة، فضلاً عن عمليات الإدراج المكثفة لهذه الرموز خلال السوق الصاعدة الأخيرة. تلاشت العديد من هذه الرموز/ المشاريع، أو اختفت بين طيات السوق الهابطة، والسيولة، ووصلت أحجام التداولات عند أدنى مستوياتها في عدة سنوات، فيما ستبادر البورصات بشطب أزواج العملات المشفرة التي لا تدرّ رسوماً كافية".