شركات البطاريات تسارع لشراء الغرافيت قبل بدء قيود الصين

قطع من مادة الغرافيت الخام
قطع من مادة الغرافيت الخام المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تُسارع شركات كوريا الجنوبية لشراء المزيد من الغرافيت من الصين قبل أن تدخل قيود التصدير على مكونات بطاريات السيارات الكهربائية حيز التنفيذ في ديسمبر.

قالت شركة "إل جي إنرجي سولوشن" (LG Energy Solution) خلال مكالمة أرباح يوم الأربعاء، إنها ستسعى إلى شراء المزيد من الغرافيت في أقرب وقت ممكن، قبل تنفيذ الإجراءات.

كما تسعى شركة "بوسكو فيوتشر إم" (Posco Future M)، وهي شركة متخصصة في صناعة أقطاب البطاريات، جاهدةً للحفاظ على "المستويات المناسبة من المخزونات" قبل الموعد النهائي المقرر في 1 ديسمبر، حسبما ذكرت الشركة في رد على الأسئلة عبر البريد الإلكتروني.

كانت وزارة التجارة الصينية أعلنت يوم الجمعة الماضي، تشديد قيود التصدير على بعض أنواع الغرافيت من أجل حماية الأمن الوطني. على الرغم من أن هذه الإجراءات لا تعني بالضرورة حظر الشحنات، إلا أن الإعلان عنها أثار قلق الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية، لأن البلاد تشكل نحو 60% من الطاقة الإنتاجية للغرافيت الطبيعي في العالم، و90% للنوع الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: الصين تشدد قيود تصدير الغرافيت المستخدم في تصنيع البطاريات

تأتي القيود الصينية على الغرافيت وسط منافسة متزايدة بين بكين وواشنطن على المواد الأساسية للانتقال إلى الطاقة النظيفة وقطاعات التكنولوجيا المتقدمة، كما تأتي خطوة بكين بعد أيام من تكثيف البيت الأبيض جهوده لمنع وصول الرقائق المتقدمة إلى الصين. في أغسطس، قيدت بكين صادرات الغاليوم والجرمانيوم الضروريين لصناعات أشباه الموصلات والاتصالات، قبل استئناف بعض الكميات في الشهر التالي.

إنتاج الصين من الغرافيت خلال 2011 بلغ حوالي 820 ألف طن
إنتاج الصين من الغرافيت خلال 2011 بلغ حوالي 820 ألف طن المصدر: بلومبرغ

البحث عن امدادات بديلة

قفزت أسعار الغاليوم والجرمانيوم بنسبة 20% إلى 30% منذ القيود المفروضة، كما يُحتمل أن ترتفع أسعار الغرافيت بنسبة مماثلة، وفقاً لستيف مان، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس".

يعتمد مصنعو البطاريات في كوريا الجنوبية بشكل كبير على واردات الغرافيت. ذكرت وزارة التجارة في البلاد يوم الإثنين، أنها تتطلع إلى الدول الأفريقية بما في ذلك موزمبيق وتنزانيا، لمواجهة النقص المحتمل في المواد. وقالت الوزارة إنها ستسعى أيضاً إلى تقديم موعد بدء تشغيل مصنع محلي للغرافيت الاصطناعي من المقرر افتتاحه العام المقبل.

اقرأ أيضاً: رئيس المجلس الأوروبي: حريصون على تجنب الحرب التجارية مع الصين

قالت كل من "إل جي إنرجي" و"بوسكو فيوتشر إم" إنهما لا تعتبران خطوة الصين بمثابة حظر للصادرات، بل عملية جديدة للحصول على موافقات. وذكرت شركة "بوسكو فيوتشر إم" أنها تمتلك مخزونات من الغرافيت تكفي لمدة شهر ونصف الشهر، ولن يؤثر هذا الإجراء على الإنتاج، مضيفةً أنها تسعى إلى تنويع إمداداتها من خلال الاستثمار في حقوق التعدين في تنزانيا.

اقرأ أيضاً: كيف تفوقت الصين على العالم في سباق البطاريات؟

أشار ماثيو لانغسفورد، مدير محفظة في "تيرا كابيتال" (Terra Capital)، التي تمتلك أسهماً في شركات منتجة للغرافيت، إلى أن "وقف إنتاج البطاريات السابق في الصين أمر غير محتمل، ولكن بافتراض استمرار الوضع الراهن، ستخضع منتجات الغرافيت الطبيعية لقيود إدارية متزايدة".


نقص مؤقت

يعتبر الغرافيت عنصراً أساسياً في صناعة أنودات بطارية السيارات الكهربائية، وهو طرف داخل خلية قابلة لإعادة الشحن. يمكن لصانعي البطاريات إما استخدام الغرافيت الطبيعي المستخرج من المناجم لصنع الأنودات، أو مادة اصطناعية عادةً ما تكون أكثر تكلفة، لكنها تدوم لفترة أطول، وتشحن بشكل أسرع وتُحسن السلامة.

قد تواجه بعض الشركات المصنعة للأنود خارج الصين نقصاً مؤقتاً في المواد، ولن تكون قادرة على تسليمها للشركات المصنعة للبطاريات في الموعد المحدد، لكن يُستبعد حدوث أي تأخير في تصنيع البطاريات وتعبئتها في الوقت الحالي، حسبما ذكرت شركة الأبحاث "سينوليتيكس" (Sinolytics) في مذكرة.

اقرأ أيضاً: رئيس المجلس الأوروبي: حريصون على تجنب الحرب التجارية مع الصين

توقعت شركة تعدين الغرافيت الأسترالية "سيرا ريسورسيز" (Syrah Resources)، التي تمتلك منجماً للغرافيت في موزمبيق ومنشأة لصناعة مواد الأنود في الولايات المتحدة، أن ترتفع مشتريات الشركات غير الصينية لمادة الغرافيت. كما يُرجح أن تستمر حالات عدم اليقين بشأن تأثير القيود الصينية حتى عام 2024، حسبما ذكرت الشركة في إفصاح للبورصة.