توقعات باستمرار روسيا في رفع أسعار الفائدة رغم صعود الروبل

بمقدار 100 نقطة أساس، وسعر الفائدة الرئيسي يرتفع إلى 14%

مقر البنك المركزي الروسي في موسكو
مقر البنك المركزي الروسي في موسكو المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عودة روسيا إلى فرض ضوابط على حركة رأس المال حققت للروبل في دفعة واحدة ما لم تستطع أن تفعله ثلاث زيادات في أسعار الفائدة التي نفذها البنك المركزي، دون أن يعني ذلك أن صناع السياسة النقدية قد انتهوا من رفع أسعار الفائدة.

على الرغم من ارتفاع الروبل بأعلى نسبة في العالم خلال الشهر الماضي، ينتظر أن يواصل بنك روسيا (المركزي) يوم الجمعة دورة التقشف النقدي التي بدأها في يوليو عندما تسارعت وتيرة انخفاض قيمة الروبل. تراجع سعر الصرف في وقت لاحق إلى مستويات غير مسبوقة منذ غزو أوكرانيا في العام الماضي.

ولكي يسترد الروبل قيمته ويعود إلى الارتفاع فقد احتاج إلى الانتظار حتى قررت الحكومة هذا الشهر فرض قيودٍ أشد صرامة على حركة رأس المال، وهي خطوة عارضتها في البداية محافظة البنك المركزي إلفيرا نابيولينا. غير أنها جاءت متأخرة للغاية حتى أنها لا تستطيع تحويل اتجاه التضخم إلى الناحية المعاكسة وقد تجاوز المعدل المستهدف الرسمي عند 4%بنسبة كبيرة، وربما يستدعي ذلك جولة أخرى على الأقل من تشديد السياسات النقدية.

روسيا تعاود فرض بعض ضوابط رأس المال لوقف نزيف الروبل

من وجهة نظر معظم الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع أجرته "بلومبرغ"، فإن بنك روسيا سيرفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 14% هذا الأسبوع، بزيادة مقدارها نقطة مئوية، وهي نفس الخطوة التي اتخذها في اثنين من الاجتماعات الثلاثة الماضية. وتتوقع أقلية من الخبراء المشاركين في الاستطلاع الإبقاء على سعر الفائدة، بينما يتوقع محلل آخر رفع الفائدة بوتيرة أقل.

مخاطر رفع الفائدة وفق التوقعات

قالت صوفيا دونيتس، المحللة في "رينيسانس كابيتال": "إن الوتيرة المرتفعة للتضخم ونمو حجم الائتمان تغذي مخاوف البنك المركزي ورغبته في خفض مستوى توقعات السوق أكثر من ذلك بقليل".

من شأن رفع سعر الفائدة بالنسبة التي توقعها خبراء اقتصاديون أن يدفع تكاليف الاقتراض إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل 2022 ويخاطر بدفع الاقتصاد إلى الركود. لكن استقرار الروبل من أجل السيطرة بشكل أفضل على التضخم أصبح أولوية رئيسية بالنسبة لروسيا، في حين يستعد فلاديمير بوتين لإجراء انتخابات رئاسية بينما تشتعل الحرب ضد أوكرانيا تدخل شهرها الحادي والعشرين.

إعلان الحكومة في أكتوبر -والذي يلزم كبار المصدرين ببيع أرباحهم بالعملات الأجنبية في السوق المحلية مقابل الروبل- يحدد التدابير المعمول بها خلال الأشهر الستة المقبلة، وهي الفترة التي تشهد انطلاق حملة بوتين للفوز بولاية خامسة في الانتخابات المرتقبة في مارس 2024.

بوتين يؤكد ثقته في الروبل ويدعم قرارات بنك روسيا

تلك القواعد الصارمة ترفع المعروض من العملة الصعبة للاقتصاد الذي يتعرض للاستنزاف بسبب تدفقات رأس المال إلى الخارج وانخفاض عائدات التصدير.

ارتفع الروبل، الذي تجاوز في وقت سابق عتبة 100 روبل لكل دولار بأهميتها الرمزية، بنحو 5% منذ دخول القواعد حيز التنفيذ، وتم تداوله في الآونة الأخيرة دون حاجز 94 روبل مقابل العملة الأميركية.

رأي خبراء "بلومبرغ إيكونوميكس"

"يواجه بنك روسيا موازنة صعبة لجموح التضخم، وهشاشة الروبل، ومخاطر ارتفاع أسعار الفائدة التي ستدفع الاقتصاد إلى الركود. نتوقع رفع سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، مما يدفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 14%".

ألكسندر إيساكوف محلل الاقتصاد الروسي

تباين التوقعات إزاء معدل الفائدة

قد تدفع قوة الروبل البنك المركزي إلى وقف رفع أسعار الفائدة بعد أكتوبر، حسبما ذكرت صوفيا دونيتس. وقالت تاتيانا أورلوفا من "أكسفورد إيكونوميكس"، إنه لا يمكن استبعاد حدوث توقف مؤقت عن رفع معدل الفائدة هذا الأسبوع، معتبرة أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يظهر تأثير سياسة التقشف النقدي تراكمياً بمقدار 550 نقطة أساس خلال الربع الأخير.

توقعات التضخم انخفضت بالفعل في أكتوبر للمرة الأولى منذ أربعة أشهر، وهي التي تلعب دوراً حاسماً في تشكيل قرارات سعر الفائدة.

مع ذلك، فمن المؤكد أن مقدار انخفاض الروبل في وقت سابق من 2023، من شأنه إبقاء رفع سعر الفائدة بشكل كبير على الطاولة هذا الأسبوع. على الرغم من ارتفاعه، لا يزال الروبل يفقد خمس قيمته مقابل الدولار منذ بداية 2023.

بنك روسيا يرفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة في 2023

يؤدي انخفاض الروبل بنسبة 10% إلى ارتفاع التضخم ما بين 0.5 إلى 0.6 نقطة مئوية، حسب تقديرات بنك روسيا. وحذر محللون لدى البنك المركزي الروسي أن معدل التضخم في الأسابيع الأخيرة "اتبع مسار الارتفاع الذي شهده في عام 2021" وقد يتجاوز التوقعات الرسمية الحالية التي تتراوح بين 6% و7% والتي تم تحديثها. ومن المقرر أن ينشر البنك المركزي الروسي توقعاته الجديدة على المدى المتوسط مع قرار سعر الفائدة يوم الجمعة عند الساعة 1:30 ظهراً بتوقيت موسكو، وأن تعقد نابيولينا مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق من نفس اليوم.

"باركليز" يعدل توقعاته

دفع تراكم ضغوط الأسعار مصرف "باركليز" إلى التراجع عن توقعاته بالإبقاء على معدل الفائدة هذا الأسبوع.

على الرغم من أن إعادة الحكومة فرض القيود على حركة رأس المال، من شأنها أن تؤدي إلى استقرار الروبل، في حين يتباطأ الإقراض الاستهلاكي، فإن البنك البريطاني يتوقع الآن رفع أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس.

قال خبراء اقتصاديون لدى بنك "باركليز"، بينهم إبراهيم رزق الله وزالينا ألبوروفا، في تقرير، إنه منذ الاجتماع الأخير في سبتمبر، "استمر التضخم في التسارع وسط طلب محلي لا يزال قوياً وارتفاع تقلبات الروبل. قد لا تكون أسعار الفائدة عند مستواها الحالي كافية لخفض التضخم إلى المعدل المستهدف 4% بحلول نهاية عام 2024".