بنوك عالمية ترفع توقعاتها لنمو اقتصاد الهند إلى حدود 7%

رفع خبراء اقتصاديون توقعاتهم لاقتصاد الهند للعام بأكمله بشكل حاد، بعد أن أظهرت بيانات أمس الخميس تفوق النمو في الربع الأخير، مدعوماً بطفرة التصنيع.

يتوقع "باركليز" و"سيتي غروب" أن يحقق اقتصاد الهند معدل نمو 6.7% خلال السنة المالية المنتهية في مارس 2024، ارتفاعاً من التوقعات السابقة البالغة 6.3% و6.2% على التوالي. كما رفع العديد من المحللين الآخرين تقديراتهم لمعدل نمو اقتصاد البلاد.

ينبع التفاؤل من تقرير أمس الخميس الذي أظهر ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي 7.6% في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر على أساس سنوي، وهو أعلى من التقديرات الواردة في استطلاع أجرته "بلومبرغ" لخبراء الاقتصاد. ويزيد معدل النمو أيضاً كثيراً عن توقعات بنك الاحتياطي الهندي البالغة 6.5%.

تتمسك الهند بمكانتها باعتبارها الاقتصاد الرئيسي الأسرع نمواً في العالم، مع بقاء النمو مرناً في مواجهة التباطؤ العالمي ومع رفع بنك الاحتياطي الهندي لأسعار الفائدة ست مرات منذ العام الماضي. يمثل هذا أيضاً دفعة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي يسعى للاحتفاظ بالسلطة في انتخابات العام المقبل.

"النقد الدولي": مساهمة الهند في النمو العالمي ترتفع بحلول 2028

تجاوز معدل النمو التوقعات في الربع الماضي بفضل نشاط قطاع التصنيع والبناء وتكثيف الاستثمار الحكومي قبل الانتخابات. وتنفق إدارة مودي مليارات الدولارات لتعزيز البنية التحتية للبلاد، كما تقدم الدعم للشركات التي تستهدف الإنتاج في الهند.

كما أظهرت بيانات منفصلة يوم الجمعة أن نشاط التصنيع في الهند ظل قوياً نسبياً في نوفمبر، متفوقاً على الاقتصادات الآسيوية الأخرى. كما ارتفع مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى 56 نقطة من 55.5 نقطة في أكتوبر.

تتجه مؤشرات الأسهم في الهند أيضاً نحو أفضل أسبوع لها منذ يوليو، حيث يتجه مؤشر "نيفتي 50" إلى إغلاق قياسي مرتفع بعد بيانات النمو الاقتصادي القوية وعودة التمويلات العالمية.

النمو القوي معضلة للمركزي الهندي

توسع الشركات أيضاً عملياتها، مما يزيد من النمو القوي في الاستثمار. تسارع نمو إجمالي تكوين رأس المال الثابت، وهو مؤشر للاستثمار، إلى 11.04% في الربع الأخير من 7.95% في الأشهر الثلاثة السابقة عليه.

في قطاع الخدمات، الذي يشكل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، تباطأ النمو في الربع الأخير مع اعتدال الطلب العالمي على الخدمات المالية. كما تراجعت الزراعة أيضاً بسبب هطول الأمطار دون المستوى الطبيعي، مما أدى إلى ضعف حصاد المحاصيل الصيفية.

وقالت أوباسنا بهاردواج، المحللة الاقتصادية لدى مصرف "كوتاك ماهيندرا بنك"(Kotak Mahindra Bank Ltd): "المفاجأة الصعودية الحادة لأرقام الناتج المحلي الإجمالي هي إشارة طيبة، خاصة أنها تأتي في ظل انتعاش واسع النطاق لمعظم القطاعات غير الزراعية". أضافت: "لقد حصلت أرقام الناتج المحلي الإجمالي للعام بأكمله على دفعة كبيرة بعد أرقام اليوم".

الهند تحتاج لنمو سنوي 8% لتخطي مساهمة الصين باقتصاد العالم

يمثل هذا النمو القوي معضلة للبنك المركزي، الذي يحاول إبقاء التضخم عند مستهدفه البالغ 4% على أساس مستدام. أبقى بنك الاحتياطي الهندي أسعار الفائدة دون تغيير خلال أربعة اجتماعات للسياسة النقدية، رغم بقائه على موقف متشدد إلى حد ما.

ومن المرجح أن يبقي الاحتياطي الهندي أسعار الفائدة دون تغيير في 8 ديسمبر، حيث تشير أرقام الناتج المحلي الإجمالي إلى عدم وجود حاجة ملحة لدى الاحتياطي الهندي بعد تدفعه لخفض أسعار الفائدة.